صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


سكر منذ الولادة| شيماء: «إصابة ابني جعلتني خبيرة في التعامل مع المرض»

رانيا عبد الكريم

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 04:35 م

في اليوم العالمي لمرض السكرى، نرصد نماذج من أبطال رغم صغر سنهم إلا أنهم استطاعو التعايش والتعامل مع هذا المرض الذي لايتحمله البالغ، وتقبلوا أنه جزء من حياتهم لن يفارقهم طوال العمر، صمدوا منذ نعومة أظافرهم أمام "شكشكة" القياس وحقن الأنسولين، والحرمان من تناول الحلوى في أى وقت كغيرهم من الأطفال، تقبلوا أن يكون لهم نظام غذائي معين، وأن يحسب لهم كل ما يتناولونه حتى لا يرتفع سكرهم فيدخلهم في غيبوبة سكر، لا يتوقف الأمر عند معاناتهم مع الآلام، فالتنمر المجتمعي ضدهم أكثر ألما في نفوسهم البريئة، ضغوط وصعاب يعيشها "الطفل المسكر" وأسرته مع السكري، نعرضها فى السطور التالية..

أصيبابنها بالسكري منذ ١١ عاما، وتحولت حياتها، لتصبح "متخصصة بالخبرة" في أطفال السكري، إنها شيماء العدوي "أدمن جروب أطفالنا والسكر"، ومؤسس مبادرة "أطفالنا والسكر اسمعني"، ومثقف سكري معتمد من الجمعية الأمريكية، وأم لطفل "مسكر" أحمد.

عرفت بإصابة ابنها وهو بعمر الست سنوات، واليوم أصبح شابا فى المرحلة الثانوية، تجربتها طوال 11 عاما مع ابنها، جعلتها خبيرة ومتخصصة في هذا المجال، خاصة وأنه عندما أصيب لم يكن منتشر وقتها إصابة الأطفال بالسكري، لافتة إلى أن تعب ابنها ومعاناتها في البداية جعلتها مهتمة بتقدم الدعم والمساندة لهؤلاء الأطفال وأسرهم.

تحدثت إلينا عن السكري من خلال تجربتها وتجارب غيرها، قائلة: "في البداية تظهر أعراض على الطفل تجعلنا نذهب به للطبيب ونجري بعض التحليلات، نكتشف أن الطفل مصاب سكر، ومن بين هذه الأعراض كما أوضحت شيماء التبول كثيرا خاصة فى الليل، فقدان الوزن بدرجة كبيرة، شرب مياه بكميات كبيرة، ومنهم يصل لحالة القيئ الشديد، ومنهم من عُرف بسبب دخوله فى غيبوبة".
واستكملت قائلة: "عند ظهور هذه الأعراض يتم عمل تحليل سكر تراكمي، لقياس السكر في الدم خلال آخر 3 شهور، بالإضافة إلى تحليل سكر صائم وفاطر، وعند ظهور النتيجة تكون صدمة كبيرة، "كانت أصعب لحظات مرت علىَ في حياتي".

اقرأ أيضا: فى اليوم العالمي لشلل الأطفال| مصر نموذج عالمي فى معالجة المرض

وقتها يكون هناك أسئلة كثيرة تراود الأهل فى هذه اللحظات، كما أشارت شيماء، مثل "كيف سيعيش ابني؟ هل ستكون حياة طبيعية أم لا؟ هل سيمكنه اللعب مثل إخوته وأصحابه؟ كيف سيتحكم طفل في أكله وشربه؟ هل سيحرم من الرياضة التى يمارسها؟ هل سيتحمل شكشكة الأنسولين والقياس مرات عديدة كل يوم؟".


 وأكدت: "هذا عبء نفسي كبير على الأم، ولكن لابد أن تكون قوية بالقدر الكافي حتى لو ظاهريا ، للأننا مرآة أطفالنا".


وبمرور الوقت أوضحت شيماء أن الطفل يتعود ويتكيف مع وضعه وحالته الصحية، وتبدأ الأم تتمكن من الموضوع، وتعرف ماذا يجب أن يأكل والكمية المناسبة، وهو ليس حرمان بقدر ماهو تنظيم.


وأكدت أن الطفل أو الشاب السكري غير ممنوع من الرياضة، وهناك الكثير من الرياضيين العالميين مصابون بالسكر منذ صغرهم،  هناك الكثير من الأطفال السكريين متفوقين فى الدراسة، أى أنه لايعيق الطفل عن التميز والتفوق، وكذلك السكر لايمنع ولا يعيق الزواج والإنجاب.


ولفتت إلى أنه فى بعض الأحيان قد تكون صحتهم أفضل من غيرهم، لأن السكري يلزم صاحبه بنظام غذائي معين سليم، ودائما مايجعله يتجه للأكل الصحي، وتنظيم الأكل، واتباع وصفات صحية، مشيرة إلى أن هذا هو الأفضل للجميع وليس للطفل المريض فقط، خاصة وأنه بدأ مؤخرا يظهر بين الأطفال حالات لإصابات سكري من النوع الثاني بسبب السمنة والتغذية غير السليمة.


وعن حديث البعض عن الحرمان من الأكل أكدت أن هذا غير صحيح، بالإضافة إلى انتشار الكثير من الوصفات الصحية التي تناسب أطفال السكري لكل الأكلات، من حلويات وبيتزات ومعجنات وغيرها.


المعاناة الحقيقية لأطفال السكري ليست المرض على الإطلاق كما أشارت شيماء، وإنما فى المجتمع المتنمر، الذي لديه دائما أفكار مغلوطة، ويتهم الأم بالتقصير فى حق ابنها وكأنها من تسببت فى مرضه، ودائما مايسمع الطفل كلمات تجرحه مثل "خليه قاعد لحسن يتعب، بلاش يلعب ليدوخ ويقع"، وما يقال أنه يتبول على نفسه، أو أنه صاحب مرض معدي ويبتعد عنه أصدقائه، كل هذا تجريح وتنمر مؤلم جدا.


متابعة، هذا بالإضافة إلى عدم الوعي فى المدارس، فمريض السكر يكون بحاجة إلى دخول الحمام كثيرا، وإذا لم يستجيب له المدرس سيسبب له أزمة، وأحيانا يكون بحاجة إلى تناول أى طعام، وأيضا قد لايقبل المدرس هذا، ماقد يسبب له مشكلة صحية، وبعض المديرين لايقبلوا بوجود الأم في المدرسة لمتابعة سكر ابنها، وغيرها من المواقف التي قد يتعرض لها الطفل.


مستكملة: "بعض المدارس لاتقبل بالطفل من الأساس عندما تعرف أنه مصاب بالسكري، ولا تريد تحمل مسئوليته، وبالفعل قيل لأحد الأمهات "السكر دا ابتلاء، خدي بنتك تقعد معاكي في البيت، إذا بليتم فاستترو"، وقيل لأخرى "قعديها جنبك في البيت".


مختتمة حديثها قائلة: "موضوع الوخز تمت معالجته بالمبادرة الرئاسية التى استجاب فيها الرئيس لمناشدات الأهالي بدخول جهاز مضخة الأنسولين وجهاز قياس السكر بدون وخز، داخل منظومة التأمين الصحي، أزمتنا الحقيقة في التنمر المجتمعي".

اقرأ أيضا: «لين» سكري منذ الولادة.. وثلاث سنوات من التحدي

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة