صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قمة جلاسكو.. وعود وأمنيات لن تحمى الأرض من كارثة

مروي حسن حسين

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 07:46 م

الإهتمام الدولى بالتصدى لمخاطر التغير المناخي، يتلخص فى الجهود التى بذلت فى قمة الفرصة الأخيرة للتغير المناخى التى اختتمت أمس السبت فى جلاسكو الاسكتلندية.

مواجهة تداعيات التغير المناخى هو الهدف الأكبر، ولكن ترجمته باتفاقيات وتعهدات أتت متنوعة وسط دعوات للحد من استخدام الوقود الأحفورى والفحم فى العالم. ما الذى تحقق عمليا فى جلاسكو؟ وما الذى اختلف به هذا المؤتمر عن المؤتمرات السابقة؟ هناك بالتأكيد قلق أكبر هذه المرة، وهناك سعى حثيث لدرء الأخطار التى تحيط بعالمنا عند كثيرين، خصوصا بين العلماء والخبراء، غير أن تفكير السياسيين ما زال محصوراً فى كيفية تحقيق معدل أعلى من النمو الاقتصادى وتخفيف تأثيرات جائحة كورونا.

إقرأ أيضاً | جوتيريس: الكارثة المناخية لا تزال ماثلة.. وحان وقت الانتقال لأسلوب الطوارئ

عوّل كثيرون على خروج قمّة «كوب 26» المناخية بخطط تنفيذية للحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة وتخفيض درجة حرارة الأرض، خصوصاً أنها اعتبرت «النداء والفرصة الأخيرة» لإنقاذ كوكب الأرض من نتائج كارثية. إلا أنّ النتائج التى كانت عبارة عن مجموعة من التمنيات، أثارت غضب الناشطين فى مجال البيئة والمناخ على صناّع القرار.

الثابت فى قمة جلاسكو أن الأرض تشهد ارتفاعاً فى درجة حرارتها الذى سيؤدي، فى حال عدم التصدى له، إلى نتائج كارثية على الدول، وخصوصاً الأكثر فقراً، فنتائج التغير المناخى المدمرة باتت ملموسة أكثر من ذى قبل، وتظهر فى موجات الحر والجفاف وذوبان الجليد والفيضانات وغيرها من الكوارث البيئية، ما ينذر بتغير فى مستقبل البشرية مع نهاية القرن الحالي.. كما كان متوقعا من البعض، لم يحقق مؤتمر جلاسكو اختراقا على غرار مؤتمر باريس، فبينما يقرع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذى تستضيف بلاده المؤتمر الطبول للدول لكى تتخذ المزيد من الإجراءات، فإن حكومته تمضى قدما فى منح تراخيص جديدة لحقول النفط فى بحر الشمال.

ويرى مراقبون أن جلاسكو أظهرت تراخياً وعدم جدية فى القيام بما يتوجب فعله لتحقيق الأهداف التى تخدم المناخ خلال السنوات المقبلة وحتى نهاية القرن الحالي.

فى قاعات «كوب 26»، وبعد الكلام المنمق من الزعماء، تولى البيروقراطيون والخبراء صياغة جديدة فى ختام القمة، تتضمن كلمات تستشعر الخطر المقبل. فى المقابل، دارت مشادات ومناشدات بين أكبر منتجى الوقود الأحفورى لتجنيب بلادهم، وشركاتهم، الالتزام بأى خطط لصالح المناخ.

وحدثت خلافات كبيرة واتهامات مبطنة، منها ما وجه إلى الصين وروسيا والسعودية، وأخرى إلى دول الشمال الأكثر غنى، لعدم التزامها بتمويل ومساعدة دول الجنوب، إذ لم تحمل صيغ تفاصيل حول كيفية تمويل مشاريع «التحوّل الأخضر» جنوباً.

الأمم المتحدة نفسها الراعية للقمة، تعترف أن الوعود بعيدة عن تحقيق الأهداف الأساسية. فبينما كانت الآمال معقودة على أن يكون عام 2030 حداً فاصلاً لمستوى انبعاثات الغازات الدفيئة، راحت الدول تقدم مشاريع تسوقها كـ«التزام» يتجاوز ذلك التاريخ بكثير، ما يهدد أصلاً أهداف «باريس للمناخ» والقمة الأخيرة.

ورغم تحذير خبراء من تحول قضية المناخ إلى سبب للكثير من الاحتجاجات مستقبلاً، وخصوصاً فى دول الشمال حيث يزداد الوعى بالتغيرات المناخية، يتحدث البعض عن مجموعة من الإيجابيات، من بينها: انضمام نحو 100 دولة إلى هدف تقليل انبعاث غاز الميثان، المسؤول عن 30% من الاحترار منذ حقبة ما قبل العصر الصناعى وذلك بحلول عام 2030، رغم غياب الوضوح التام فى النسب التى تلتزم فيها تلك الدول.

وتوقيع أكثر من 100 دولة على اتفاقية منع إزالة الغابات، وتقديم دعم بقيمة 19 مليار دولار لتمويل ذلك. وموافقة 40 دولة على الابتعاد عن الفحم والتحول الى الطاقة النظيفة (ولم تكن استراليا والصين والهند والولايات المتحدة واليابان وروسيا من بينها)، وقبلت 450 منظمة تسيطر على 130 تريليون دولار من القطاع الخاص على دعم التكنولوجيا النظيفة، مع تعهدات بتخصيص مبالغ مالية كبيرة جديدة لمساعدة الدول النامية على التكيف مع التغير المناخى والتعامل مع الضرر والخسارة الناشئين عن ذلك لكن الكثيرين يقولون إن تلك المبالغ ليست كافية.

وعلى الرغم من الوعود التى قطعت فى قمة المناخ «كوب 26» حتى الآن، إلا أن كوكب الأرض لا يزال متجهاً نحو ارتفاع فى درجات الحرارة بمعدل 2.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، بحسب تقرير صادر عن المجموعة البحثية «متعقب العمل المناخي».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة