عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

طال انتظاره

عمرو الديب

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 08:11 م

وحدها من بين اللغات العالمية التى ظلت محرومة من ذلك الحلم بالغ الطموح، فقط العربية.. أجمل لغات الأرض قاطبة بقيت تتطلع إلى صحائف توثق رحلتها الممتدة فى الأزمنة والأمكنة، وتسجل مراحل تطورها ومحطات التغيرات التى طرأت على ساحاتها فى مختلف عصورها، وشتى مواطن سكناها، فقد تمتعت اللغات العالمية الأخرى بظهور سجلاتها الحافلة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية، ولكن ظل حلم المعجم التاريخى للغة العربية جنين الصدور..  حبيس الأخيلة دهورا يداعب أذهان عشاق العربية فى كل مكان، ويتراءى لهم فى أحلام اليقظة والمنام، وكأنه سراب فى صحراء ممتدة لا تعرف نهاية، وكاد الحلم ان يتحقق على يدى المستشرق الألمانى الأشهر «فيشر» بعد تبنى مجمع اللغة العربية بالقاهرة لمشروعه لإصدار معجم شامل يستقصى تاريخ ألفاظ اللغة، وتطور دلالاتها عبر مختلف عصورها، ولكن القدر لم يمهل «فيشر»، وبقيت آثار جهده الطموح على جذاذات فى أدراج مجمع القاهرة، ولاحت محاولات متناثرة هنا وهناك لتحقيق الحلم العصي، ولكن دون إنجاز مكتمل الأركان، وكتب على حلم المعجم التاريخى للغة العربية أن يظل حبيس الصدور حتى تبناه اتحاد المجامع اللغوية العربية الذى أنشئ فى القاهرة يضم أكبر المجامع العربية، وبرعاية كريمة من الأمير د.سلطان بن صقر القاسمى حاكم الشارقة الذى مول مشروع تحقيق الحلم، وتصدى المجمع اللغوى فى إمارة الشارقة إلى اتخاذ الخطوات التنفيذية، وعقب جهود شاقة حقا وأعمال تمهيدية بالغة التعقيد أعلن مؤخرا عن ظهور ثمرات المراحل الأولى من حلم العربية الأكبر المعجم التاريخى الذى جرى تدشينه فى معرض الشارقة الدولى للكتاب عبر نسخته الأربعين،  لقد تمهد طريق تحقيق الحلم الكبير وقطعت الأشواط الممهدة للإتمام والاكتمال الذى بات وشيكا، ليتحقق حلم طال انتظاره على أيدى حشد من المخلصين، والأمانة تقتضى منا أن نشير إلى مشروع آخر لإنجاز معجم تاريخى للغة الضاد، وإصداره عبر صورتين: رقمية وورقية وهو معجم الدوحة التاريخى الذى أشرف عليه د.عز الدين البوشيخي، وهو خطوة مرموقة ولاشك على طريق تحقيق حلم أجيال الناطقين بالعربية، فهنيئا للجميلة التى حرمت طويلا من حلمها هذه الخطوة الرائعة، ولها ان تعتز بالقفزة العملاقة التى أعلن عنها اتحاد المجامع العربية، ونحن فى انتظار اكتمال الإنجاز وصدور الطبعة المستوفاة من هذا الحلم العربى الكبير.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة