أحمد موسى :  صاحب تمثال «ممشى أهل مصر»: نهر النيل ألهمنى
أحمد موسى : صاحب تمثال «ممشى أهل مصر»: نهر النيل ألهمنى


صاحب تمثال «ممشى أهل مصر» في حوار«لأخبار الأدب»: نهر النيل ألهمنى

د. طارق عبدالعزيز

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 08:14 م

 لم تصل إبداعات فن النحت لأى بلد من البلاد كما وصلت فى مصر، والتاريخ كان شاهدًا على ذلك بداية من تمثال أبى الهول الذى يرمز لقوة الفراعنة العظماء، ومرورًا بتماثيل الدولة القديمة والمتاحف المفتوحة فى الأقصر وأسوان التى تحكى لنا قيمة وعظمة النحات المصرى القديم،.. ومع قرب الافتتاح الرسمى لـ«ممشى أهل مصر» لفت نظرى ونظر معظم من يمر بالمنطقة ذلك التمثال الكبير الذى يطل على نهر النيل.. والذى يجسد المرأة المصرية بملامحها القوية الحادة وملابسها إلتى تعود إلى مصر القديمة.. علمت أن التمثال أصبح محل اهتمام الكثيرين من المتخصصين وغير المتخصصين وظهر ذلك عن طريق انتشار صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. وعلمت أن ناحت التمثال هو الفنان أحمد حمدى موسى الشهير باسم أحمد موسى مدرس النحت الميدانى بكلية الفنون الجميلة – جامعة حلوان، هاتفته  وكان لأخبار الأدب هذا الحوار السريع.

سألته فى البداية عن اسم التمثال؟


قال: أنا أترك اسم العمل للمتلقى فأنا لأ أطلق أى اسم على أعمالى.. ومع الوقت أجد أنه قد تم تسميته كما حدث مع عملى الحالى والذى أطلقوا عليه «تمثال ممشى أهل مصر» وهناك أحد الزملاء أطلق عليه «حارسة النيل».

ماهى فكرتك التى سعيت لتجسيدها فى هذا العمل؟


نهر النيل أهم ماجذبنى فى هذا العمل وبدأت وأنا أقف أمامه فى استرجاع التاريخ وخاصة الحضارة المصرية القديمة بعظمتها وعراقتها 

وبدأت فى رسم ثلاثة اقتراحات للمكتب الاستشارى المسئول عن تجميل وتخطيط المكان، وكان الاختيار الحالى هو الأقرب لتجسيد الروح الفرعونية وشموخها.. وبالفعل تم تنفيذه.

ما هى أبعاد التمثال وخامته ؟


ارتفاعه 3,5م بدون القاعدة وارتفاع القاعدة 1م، وطوله 1,5م تقريبًا، والعرض 1,20م، وهو منفذ من ألواح الحديد الصاج والتى تم تقطيعها بالليزر 

ولكن هناك ملحوظة حيث اعتبر بعض المتخصصين أن التمثال منفذ بالكمبيوتر بسبب تقطيعه بالليزر لكن الحقيقة أن التمثال نحت يدويًا بالطين الأسوانى أولًا ثم تم التنفيذ بهذ الشكل وهذه الخامة.

من أين جاءت فكرة المياه المتساقطة من يد المرأة وما هو هدفك منها؟


لم تكن فكرة المياه موجودة فى بداية نحت العمل وهذا خلق بعض الانتقادات والتهكم والسخرية أحيانا من متابعى السوشيال ميديا بسبب حركة اليدين وكانوا يتسائلون «هى رافعة إيديها ليه؟» فقررت إضافة تلك الحركة الرمزية للمياه عن طريق الاستانلس 

وهذا من الناحية التشكيلية أعلى من وجهة نظرى بعيدًا عن سقوط مياه حقيقية والتى ستحول التمثال إلى نافورة وحركة المياه هنا ترمز إلى الخير الذى يأتى لمصر من نهر النيل وشريان الحياة للمصريين.
 
ما هو الوقت الذى استغرقه تنفيذ العمل؟


150 يومًا مدة التنفيذ. . بالإضافة إلى30 يومًا قضيتها فى تنفيذ الاسكتشات التحضيرية للعمل.

هل هذا هو أهم عمل نحتى نفذته؟
بلا شك هو الأهم وأشعر بالفخر كلما رأيته، وأشكر الله الذى كان سببًا فى تنفيذى هذا التمثال الذى وفقت فيه بنسبة كبيرة.

ما هو طموحك فى الفترة القادمة بعد هذا العمل؟


نجاح هذا التمثال يتخطى نجاحى الشخصى فهو نجاح وتجسيد لفكرة إعادة انتشار التماثيل فى ميادين مصر وأتمنى أن تتجه الشركات للدعاية فى الميادين عن طريق وضع تماثيل ميدانية تعكس حضارة مصر وتاريخها فمصر بها نحاتون كبار يستطيعون أن يجسدوا بأيديهم هذا المقترح وكلى أمل فى تنفيذه فى وقت قريب.

 

القيادة السياسية تولى اهتمامها بوضع أعمال النحت والأعمال الجدارية بالعاصمة الإدارية الجديدة.. ماتعليقك؟
كنا نفتقد هذه الثقافة 

والآن أشاهد الفنانين والنحاتين على وجه الخصوص يجسدون العديد من المنحوتات فى العاصمة الجديدة 

وفى غير العاصمة والدليل تمثالنا الحالى فى وسط المدينة وهذا يعكس إيمان ووعى المسئولين بهذا الفن الذى يجسد ثقافتنا وتاريخنا.

ما هى المشاكل التى تقابلك كنحات أثناء تنفيذ أعمالك؟


المكان هو المشكلة الأكبر فنحن نحتاج لمكان بمواصفات خاصة من حيث المساحة وارتفاع السقف الذى يساعد فى تنفيذ الأعمال الضخمة 

وكذلك بعيدًا عن الزحام وفى مناطق صناعية حيث أننا نحتاج تشغيل معدات وماكينات ليل نهار وبالتالى نلجأ فى النهاية للمناطق الصناعية التى تكلفنا الكثير.

هل الدولة وبالتحديد وزارة الثقافة مطالبة بتوفير ورش وأماكن مدعمة خاصة للنحاتين؟


أتمنى ذلك على غرار مايحدث فى الدول الأوروبية فهناك أماكن على سبيل المثال فى إيطاليا للنحاتين وكل من يعمل بهذا المجال حيث يتجمعون فى مكان واحد مجهز بكل الأدوات اللازمة.. وهذا بالتأكيد سيساعدنا كثيرًا فى الإبداع

بالمناسبة هل نجح التشكيليون فى تجسيد ملحمة أكتوبر؟


الأعمال التى نفذت لا تتناسب مع الحدث على الإطلاق وأنا هنا أذكر تمثال العبور للفنان جمال السجينى وكنت أتمنى لو كل عامين منذ 1973 وحتى الآن قمنا بتنفيذ عمل نحتى يجسد الملحمة لكان عندنا الأن أعمال عديدة تحكى ملحمة أكتوبر.

هل ميادين مصر تفتقد للجمال؟ 


نحتاج للاهتمام بإعادة الحياة والجمال للميادين الهامة على غرار ماحدث فى ميدان التحرير نحتاج لوضع تماثيل تعكس حضارتنا الفرعونية.

من هو مثلك الأعلى فى النحت؟


عبد الهادى الوشاحى هو أستاذى الذى علمنى الكثير، ومثلى الأعلى فى النحت النحات الانجليزى «أنتونى جورملى».. فأعماله تعد امتدادا للحضارة المصرية القديمة.

 

أثناء الحوار

أقرا ايضا | أشهر فناني النحت في العالم يشاركون في «سيمبوزيوم لافيستا» بالعاصمة الإدارية

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة