الأديبة اللبنانية صاحبة «الجنة»: الأدباء لا يحصلون على إجازات!
الأديبة اللبنانية صاحبة «الجنة»: الأدباء لا يحصلون على إجازات!


الأديبة اللبنانية صاحبة «الجنة»: الأدباء لا يحصلون على إجازات!

أخبار الأدب

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 10:02 م

كتب : محمد سرساوى

تحاول الأديبة اللبنانية كاتيا الطويل كشف غموض سؤال غير تقليدى: ما مصير الشخصية الروائية حين تكون بلا قصة أو رواية؟.. جاء ذلك عبر روايتها الثانية «الجنة أجمل من بعيد»، وتحكى عن إحدى الشخصيات داخل رواية غيرمكتملة، لا ترغب مؤلفتها فى استكمالها، فقررت هذه الشخصية أن تكتب الرواية بنفسها، وفعلا كتبت عدة أنواع منها: البوليسى والدرامى والرومانسى والتاريخى وأدب السجون، وكذلك خاضت صراعًا مع مؤلفتها ، واستشارت شخصيات أدبية شهيرة مثل شهرزاد وفاوست وأنا كارنينا، فهل ستنجح الشخصية الروائية فى استكمال العمل؟ 

وطالما شعرت «كاتيا» بأنّ المؤلف هو الآمر والناهى فى جنّته ومملكته وبين شخصيّاته يتحكم فى أمورها وشئونها ومصائرها فقرّرت أن تكتب رواية تكون علاقة المؤلف/ة والشخصيّة فيها تشبه علاقة الإنسان بخالقه قد أرادت كاتيا كذلك أن تحمّل الشخصيّة الحيرة والضياع والعجز التى هى حال الإنسان هذا المخلوق الذى لا حول له 

ولا قوّة والذى يتبع المكتوب مسيّرًا محكومًا من دون أن يدرى ما يخبّئ له المستقبل وكان هذا ميلاد فكرة الرواية التى صدرت عن دار هاشيت أنطوان / نوفل  وعبر السطور التالية تحدثنا «كاتيا» عن  هذه التجربة
 استعانت الشخصيّة الروائيّة بعدّة أنواع أدبيّة: البوليسيّ والرومانسيّ والتاريخيّ وأدب السجون، كيف جاء اختيارك لهذه التقنيّات؟

- تحاول الشخصيّة فى روايتى أن تكتب قصّتها بنفسها لأنّ المؤلفة لم تطلعها على مجريات حياتها فتجد نفسها مضطرّة إلى طرق أنواع روائيّة متعدّدة كما تضطرّ إلى الاستعانة بشخصيّات روائيّة تنتمى إلى روائع الأدب العالميّ لتنقذ نفسها من الجهل الذى يحيط بها، فلا منقذ من الجهل سوى الأدب.

 اقترحَتْ شخصيّات أدبيّة شهيرة مثل شهرزاد ومدام بوفارى وأنّا كارنينا وفاوست وغيرها على شخصية نصّك الروائى أن تبيع نفسها فمتى تُباع الشخصيّة السرديّة إلى أديب آخر؟

- فى عالم الأدب هناك ما يُسمّى بالسرقة الأدبيّة وهى عندما يسرق أديب من آخر فكرةً أو أسلوبًا ويوظّفه فى نصّه مدّعيًا أنّه له فى روايتي قرّرت الشخصيّة أن تهرب بنفسها من مؤلفتها إلى كاتب آخر وقد جاء هذا الخيار من عجز ويأس 
 

ولا نعلم إن كان سينجح فعلاً. لقد أردتُ أن أقلب المعايير كلّها فى عملى فالمؤلفة لا تكتب والشخصيّة تريد أن تهرب والقارئ يبدأ فى كلّ فصل برواية ظنًّا منه أنّها الرواية المنتظرة لكنّه يكتشف أنّها نصف رواية ولا أحد يعرف كيف تنتهي.

 سرقت الشخصيّة قلم مؤلّفها فى روايتك ووجدت نفسها تكتب باستمرار وتعجز عن التوقّف هل الكتابة فنّ غواية محرّم؟
- الكتابة لعنة جميلة، فالأديب هو إنسان لا يتوقّف يومًا عن العمل 

وهو فى حالة التوقف عن الكتابة يفكّر فيما سيكتبفالأديب لا يحصل على إجازة وهو وإن كان قد أنهى نصًّا يشعر بالضيق لإلحاح نصّ جديد عليه الكتابة أجمل ما فى الحياة لكنّها أيضًا لا تترك مكانًا لسواها.

 قدّمت الشخصيّة الروائيّة لديك نفسها فى ستّ قصص هل الإنسان دائمًا لا تعجبه الرواية أو الحياة التى يعيشها؟
- أردتُ للشخصيّة فى روايتى أن تكتب ستّ قصص مضارعة فى ذلك أيّام الخلق الستّة التى اكتمل الكون من بعدها 

 

(كاتيا الطويل )

وفى الرواية السابعة من نصّى يكتمل المشهد الروائيّ ويقع العقاب الإنسان هو كائن عاقل يفكّر ويرغب ويأمل ويطمح وبالتالى لا يمكن لإنسان أن يكتفى بما لديه 

وهذا ليس فقط حقيقيًّا على صعيد المادّة هو ينطبق كذلك على طلب العلم وطلب المعرفة وطلب الحبّ وطلب السعادة وطلب كلّ شيء. الإنسان كائن نهِمعندما يقتنع بما لديه يموت.

اقرا ايضا | عمرو علام: المشهد الثقافي جاذبًا للعديد من المؤلفين والروائيين

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة