الإثنين، 15 نوفمبر 2021 - 05:47 م

قال محمد العريان، الخبير الاقتصادي، اليوم الاثنين 15 نوفمبر، إنه يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة بات يفقد مصداقيته، مضيفًا أنه من المهم الإشارة بمصداقيته بشأن التضخم، وهذا له آثار مؤسسية وسياسية واجتماعية هائلة في البلاد.

جاء ذلك في إطار منتدى صناعة الطاقة ADIPEC في "أبو ظبي"، حيث أكد العريان أن موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي من التضخم أضعف التوجيهات المستقبلية للبنك المركزي ويقوض أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن الاقتصادية.

وقال إنه لا ينبغي أن ينسى الناس أن ذوي الدخل المنخفض هم الأكثر تضررا من ارتفاع أسعار المستهلكين، مضيفا: "لذا فهي قضية كبيرة وآمل أن يلحق بنك الاحتياطي الفيدرالي بالتطورات على الأرض الواقع".

ومن ناحية أخري، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في وقت سابق، إنه يتوقع أن تستمر ظروف التضخم حتى العام المقبل، وأقر أنه من "المحبط" أن قضايا سلسلة التوريد لا تظهر أي علامات على التحسن. ومع ذلك، فإن التضخم المتزايد مرتبط إلى حد كبير بوباء الفيروس التاجي وأن مشاكل سلسلة التوريد هذه ستنتهي.

وأفادت وزارة العمل في الولايات المتحدة في 10 نوفمبر، أن مؤشر أسعار المستهلك، الذي يغطي منتجات تتراوح من البنزين والرعاية الصحية إلى البقالة والإيجارات، ارتفع بنسبة 0.9٪ على أساس شهري في أكتوبر، وهو أعلى بكثير من التوقعات، وارتفعت القراءة إلى 6.2٪ على أساس سنوي، مسجلة أعلى نقطة لها منذ ديسمبر 1990.

وتابع: ″نحن في هذا التحول للبنوك المركزية التي تسيء وصف التضخم.. الرواية المتكررة: إنه مؤقت، إنه عابر، والحقيقة أنها ليست عابرة"، محذرا من أن الاحتياطي الفيدرالي قد يسبب خطأ سياسيا كبيرا.

وقال العريان: "لدينا أدلة كثيرة على حدوث تغييرات سلوكية، فالشركات تفرض أسعارًا أعلى وهناك المزيد في المستقبل. وتدوم اضطرابات الإمدادات لفترة أطول بكثير مما كان يتوقعه أي شخص. ويدفع المستهلكون عمليات الشراء من أجل تجنب المشاكل في المستقبل، وهذا بالطبع يضغط على التضخم. ومن ثم الأجور السلوكيات تتغير".

وأضاف: "إذا نظرت إلى العنصر السلوكي الأساسي الذي يؤدي إلى التضخم، فإنك تتوصل إلى استنتاج مفاده أن هذا سيستمر لفترة من الوقت، وهذا حتى قبل أن تتحدث عن اضطرابات كوفيد المتجددة".

وأشار "العريان"، إلى إعادة فرض قيود الصحة العامة وإغلاق الموانئ في الدول الصناعية الكبرى، مثل الصين وفيتنام، كأمثلة على اضطرابات سلسلة التوريد المتجددة.

ولدى سؤاله عن الرد الأنسب من الاحتياطي الفيدرالي، قال العريان: "لتسريع وتيرة التناقص التدريجي في ديسمبر".

وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي في 3 نوفمبر، إنه سيبدأ تقليص وتيرة مشترياته الشهرية من السندات في وقت لاحق من هذا الشهر، وستشهد العملية تخفيضات قدرها 15 مليار دولار شهريًا - 10 مليارات دولار في Treasurys و5 مليارات دولار في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، من 120 مليار دولار شهريًا يشتريها الاحتياطي الفيدرالي.

وقال العريان: "ابدأ في فعل ما يفعله بنك إنجلترا.. وهو إعداد الناس لمعدلات فائدة أعلى"، مشيرًا إلى خطوات مماثلة اتخذتها البنوك المركزية من أستراليا ونيوزيلندا والنرويج.

اقرأ أيضًا: بايدن يتعهد بالرد على «التلاعب في أسعار الطاقة»