خالد جبر
خالد جبر


أضواء وظلال

أمطار إثيوبيا وغاز روسيا يهددان العالم

خالد جبر

الإثنين، 15 نوفمبر 2021 - 06:10 م

على نفس المستوى الذي تواجهه مصر والسودان من تهديد بنقص حصة كل منهما من مياه نهر النيل .. هناك فى أوروبا موقف مشابه حيث تهدد روسيا دول غرب أوروبا بقطع إمدادات الغاز الطبيعى عنها كورقة ضغط قاسية بسبب الموقف الأوروبى المؤيد للولايات المتحدة فى قصقصة أذرعة الدب الروسى ومحاصرته .

حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نظيره الروسى، فلاديمير بوتين، من استعمال الموارد الطبيعية ولا سيما الغاز كسلاح سياسي، فى وقت رصدت الاستخبارات الغربية تحركات غريبة لدبابات روسية قرب الحدود مع أوكرانيا.

وتوقفت إمدادات الغاز الروسى من خط الأنابيب «يامال- أوروبا» الذى يصل إلى ألمانيا عبر بولندا، السبت، وبات فى وضع عكسي، بحيث يعود الغاز من أوروبا إلى روسيا.

وحاولت شركة «غازبروم» الروسية التقليل من المخاوف الأوروبية، مشددة على أنه سيتم الوفاء بالطلبات الأوروبية المبرمة بهذا المجال ... كن ذلك لم يقنع واشنطن، وقال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبحث معها جهود منع روسيا من التلاعب بتدفق الغاز الطبيعى لأغراض سياسية.

وشدد على أهمية «ضمان عدم قدرة روسيا على التلاعب بتدفقات الغاز الطبيعى لأغراض سياسية ضارة»، وترسل روسيا الغاز إلى أوروبا الغربية بعدة طرق مختلفة من بينها خط أنابيب يامال-أوروبا الذى تبلغ طاقته السنوية 33 مليار متر مكعب.

وتتم مراقبة تدفقات تصدير الغاز الروسى عن كثب فى وقت ترتفع فيه أسعار الغاز فى أوروبا مع تعافى الاقتصاد العالمى من جائحة كورونا فى الوقت الذى ما زالت فيه المخزونات منخفضة.

وكان مستشار الرئيس الأمريكى لأمن الطاقة، أموس هوكستين، قال فى وقت سابق بوتين يقترب من استخدام الغاز الطبيعى كأداة سياسية إذا لم ترسل روسيا الوقود إلى أوروبا التى تعانى نقصاً حاداً فى الطاقة.

ورفض بوتين التلميحات إلى أن موسكو تخفض إمدادات الغاز لدوافع سياسية وألقى الرئيس الروسى باللوم فى وصول أسعار الغاز إلى مستويات قياسية مرتفعة على سياسة الاتحاد الأوروبى.

وينظر الغرب بعين القلق إلى التحركات الاقتصادية والعسكرية الروسية الأخيرة، إذ إن موسكو قد تستغلها فى الضغط على الغرب الذى يفرض عقوبات على روسيا منذ ضمها شبه جزيرة القرم بالقوة فى عام 2014.

بعد أن عرضت روسيا «إنقاذ» أوروبا عبر زيادة إمدادات الغاز إلى المنطقة وسط جنون الأسعار، قال خبراء إن أمراً واحدًا أصبح واضحًا ألا وهو أن الدول الأوروبية باتت الآن إلى حد كبير تحت رحمة روسيا، عندما يتعلق الأمر بالطاقة، تمامًا مثلما حذرت الولايات المتحدة .

سجلت عقود الغاز الطبيعى ارتفاعات فى أوروبا الأسبوع الماضي، إذ قفزت الأسعار القياسية الإقليمية بما يقرب من 500٪ هذا العام، مع ارتفاع الطلب وضغوط الإمدادات فى ظل تحول الطقس إلى البرودة .

قال محللو السوق إن هذه الخطوة أظهرت أن أوروبا أصبحت عرضة بشكل متزايد لروسيا، التى تنتظر مصادقة ألمانيا على مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المثير للجدل، والذى سيجلب المزيد من الغاز الروسى إلى أوروبا عبر بحر البلطيق.

هذه المرة تلعب روسيا بالنار .. كما تلعب إثيوبيا بالماء .. وكلاهما الماء والنار مسألة حياة أو موت وكلاهما يهدد أمن وسلامة المنطقة و العالم .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة