الإثنين، 15 نوفمبر 2021 - 06:27 م

لا أعتقد أن هناك قضية يجب أن تتصدر الاهتمام، أكثر من إقرار «محتوى إعلامى آمن للأطفال»، وفقاً للمعايير الدولية والدستور والقوانين المصرية، والكود الإعلامى الذى أصدره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

واكتسبت ورشة العمل المهمة التى عقدها المجلس أمس الاثنين أهمية كبيرة، بحضور الدكتورة سحر السنباطى أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة، والمستشار حسام الدين شاكر رئيس الاستئناف ورئيس مكتب حماية الطفل بإدارة التفتيش القضائى مكتب النائب العام، والمستشار على موسى مساعد وزير العدل لشئون المرأة والطفل، واحتوت الورشة على أفكار ورؤى لو تم تنفيذها، فسوف توفر حياة آمنة وكريمة للأطفال ، بعيداً عن الانتهاكات المستمرة التى يتعرضون لها.

ولا يمكن اعتبار قضية التناول الإعلامى لحقوق الأطفال مجرد حدث بل هى عملية مستمرة، تحتم ضرورة الالتزام بمراعاة الحفاظ على المعايير الأخلاقية والمهنية عند تناول قضايا الأطفال، والترويج المستمر لمبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

الإعلام هو الذى يلعب دوراً مهماً فى نشر ثقافة حقوق الطفل بمهنية واحترافية، حيث تتمثل الوظـائف الرئيسـية التـى ينبغـى القيام بها من أجل الترويج لحقوق الأطفال وحمايتهم ، فى مراقبة الانتهاكات التى تحدث للأطفال، وبث تقارير دورية عنها، مع توفير الوسائل والتقنيات الإعلامية المناسبة للجمهور والأطفال للإبلاغ عنها.

وسائل الإعلام مطالبة - أيضاً - ببذل مزيـد من التعمـق فــــى تناول قضايا الطفــــل، وعــــدم الإفراط فى التناول السطحى لهذه القضايا، بهـدف إيجاد الحلول لهذه القضـايا والمشـكلات المتعلقة بالطفل.

هذا يستلزم ضرورة تنويع مصادر المعلومات فى معالجـة قضايا الطفـل والفئات العمرية للأطفـال الـذين تسـتهدفهم، وعـــدم التركيــز على فئة معينة بذاتها دون غيرها، حيـث تتعـدد قضايا الطفـل ومشــكلاته فــــى كل مرحلة عمرية.

كما تتطلب الفترة المقبلة ضرورة تسليط الضوء إعلامياً على قضايا الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصـة، وأيضا على قضايا الأطفال فـى المناطق النائية والريفية والعشـوائية، خاصة فى ظـل خصوصـية الأوضاع المعيشـية التى يعيشها هؤلاء الأطفال.

ونذكّر أيضاً بضرورة إدراك الإعلاميين لحقوق الطفل كما أقرتها الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ومراعاة ما جاء فى كود الطفل ومدونة السلوك الخاصة به وذلك عند تناولهم لقضايا الطفولة.

مدونة السلوك الإعلامى للطفل المصرى بمشاركة كل الجهات المعنية، تهدف لضمان وجود ممارسات إعلامية مهنية تحترم حقوق الطفل وتسهم فى رفع مستوى الوعى تجاه هذه الحقوق، وتتيح الفرص للأطفال للتحدث عن أنفسهم وآمالهم ومخاوفهم، بما يسهم فى خلق جيل قوى مثقف وواع يخدم بلده ويساعد فى بنائها ورقيها وتقدمها.
طفل اليوم هو رجل المستقبل، ولابد من شحنه بالقيم الصحيحة والمفاهيم الوطنية، فقد تدفعه الظروف إلى أن يرتدى بدلته العسكرية دفاعاً عن وطنه.