يوسف القعيد
يوسف القعيد


يوميات الأخبار

أحفاد عمر المختار

يوسف القعيد

الإثنين، 15 نوفمبر 2021 - 06:31 م

أثرت الحركة الفنية باقتدار لاقتحامها عوالم تشكيلية مليئة بالجرأة والابتكار والإبداع. وأنها ستظل علامة بارزة ومهمة فى تاريخ الفن المصرى الحديث

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته الضافية والمؤثرة والمهمة التى ألقاها يوم الجمعة الماضى أمام مؤتمر باريس حول ليبيا موجهاً حديثه للشعب الليبى الشقيق:
- اسمحوا لى أن أخاطب أشقاءنا فى ليبيا مباشرة من القلب. فأقول لهم يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكى تستلهموا عزيمة أجدادكم الذين بذلوا الغالى والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطنى. وأن تلفظوا من بلادكم كل أجنبى ودخيل. مهما تغنى بأن فى وجوده خيراً لكم.

واستطرد الرئيس:
- فالخير فى أياديكم أنتم. إن تجاوزتم خلافاتكم وعقدتم العزم على بناء وطنكم بإرادة ليبية حرة. وفى هذا ستجدون مصر سنداً لكم وقوة متى احتجتموها تعمل لأمنكم ولخيراتكم ولطموحاتكم المشروعة فى غد أفضل. وإعلاءً لمصالح بلادكم العليا. ويداً تمد العون لنقل الخبرات من أجل تعظيم مصالحنا المشتركة. إيماناً من مصر بوحدة الهدف على طريق البناء والتطوير والتنمية. بما يحدد آمال شعبينا الشقيقين فى ظل ما يربطهما من أواصر الأخوة والجوار والإنتماء العربى والأفريقى والمصير المشترك.

وأضاف الرئيس:
- نحن نجتمع اليوم لنشهد أن الوضع فى ليبيا يتجه إلى الأفضل. حيث يتزامن مع اجتماعنا مرور العملية السياسية الليبية بمرحلة حاسمة تستهدف تتويج الجهود الدولية والإقليمية بإجراء الانتخابات فى موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر 2021.

وخلال وجوده فى باريس زار منظمة اليونسكو بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيسها. وقال إن مشروع التعاون مع المنظمة لإنقاذ معبدى أبو سمبل وجزيرة فيلة من الغرق، والذى استمر على مدار عقدين من القرن الماضى يُعد أحد أبرز تجليات هذا التعاون وأهمها. بما يمثله من تجربة مهمة فى تاريخ عمل المنظمة ومسيرتها فى حماية التراث العالمى.

وقال الرئيس إن مصر منذ ذلك الحين تحرص على التعاون المستمر مع منظمة اليونسكو بهدف حماية المواقع المصرية المسجلة على قائمة التراث العالمى. وتولى اهتماماً دائماً للمشاركة الفعالة فى مختلف أجهزة المنظمة وأنشطتها. وبرامجها الفنية فى مختلف المجالات. بما فى ذلك صياغة ومتابعة الإتفاقيات الدولية فى إطار المنظمة.

وأبدى الرئيس سعادته فى الاحتفالية مشيراً إلى أنها مناسبة تكتسب طابعاً خاصاً كونها تمثل احتفاءً عالمياً بالدور الذى تضطلع به منذ إنشائها فى الحفاظ على التراث فى الثقافة والذاكرة الجمعية للإنسانية. فضلاً عن عملها فى دعم التعليم وتعزيز العلوم والتكنولوجيا ونشر المعرفة والقيم الأخلاقية فى جميع أنحاء العالم. مهنئاً المديرة العامة لليونيسكو على إعادة انتخابها لفترة ثانية متمنياً لها التوفيق فى مهمتها.

وأوضح الرئيس أن احتفالية اليونيسكو تتزامن مع الطفرة الهائلة التى شهدها قطاع الآثار فى مصر خلال السنوات الأخيرة. والتى تجلت فى العديد من الإكتشافات الأثرية المهمة. ومشروعات ترميم وتطوير وتأمين الآثار. بما يليق بعظمة التاريخ المصرى بمختلف مراحله. وكذلك افتتاح عدد من المتاحف الجديدة يقف فى المقدمة منها: المتحف القومى للحضارة المصرية، الذى تابع العالم حفل افتتاحه. وموكب المومياوات الملكية الذى تضمنه.

كانت زيارة مهمة لم تقتصر على الشأن الليبى فقط. ولكنها امتدت كما تعودنا من الرئيس لكل ما يهم مصر ويدفعها إلى الأمام ويوفر لها سبل الرقى والتقدم حتى تبلغ الغايات التى نستهدفها جميعاً. ويحققها لنا الرئيس على أكمل وجه.

إسرائيــل
يشهد جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلى الموساد أزمة اعتبرتها مصادر أمنية ذات بعد استراتيجى خطير. فقد استقال ثلاثة جنرالات أعضاء رئاسة الأركان، ورؤساء ثلاثة أقسام مركزية احتجاجاً على التعديلات الجوهرية فى هيكلة الجهاز. يجريها رئيسه الجديد: ديفيد برنياع. إضافة إلى نية مسئولين آخرين تقديم استقالاتهم.

مسئولون سابقون فى الجهاز حذروا من تبعات هذه التغييرات وتأثيرها على العملية المخططة فى الفترة القريبة.
خاصة أن من استقالوا كانوا يقودون أقساماً مهمة مثل قسم التكنولوجيا، وقسم الحرب على الإرهاب، والقسم المسئول عن تشغيل العملاء. ومتوقع أن تستقيل قيادات أخرى قريباً.

وأخبار الموساد ليست هى الأخبار الوحيدة الخارجة من العدو الإسرائيلى. فقد قررت كبرى المكتبات فى إسرائيل المحتلة شن حملة لمقاطعة جميع أعمال الكاتبة الأيرلندية: سالى رونى. بعد أن رفضت الكاتبة السماح لناشر إسرائيلى بترجمة كتابها الجديد إلى العبرية. لم تكتف الكاتبة بذلك. بل إنها فى كل مناسبة حرصت على أن تعرب عن دعمها للقضية الفلسطينية بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين.

رونى التى أصبحت بطلة على الصعيد الفلسطينى، بينما تلقت سيلاً من الشجب والهجوم والإدانة من الجانب الإسرائيلى. وهكذا تحول الأمر إلى حرب كلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

الكاتبة كانت حريصة على أن تقول إنها كانت فخورة فى الماضى بترجمة روايتيها السابقتين إلى العبرية. أما فى الوقت الحالى فقد اختارت دعم الفلسطينيين وعبَّرت عن ذلك برفض بيع حقوق الترجمة لدار نشر إسرائيلية. وأن هذا القرار جاء متضامناً مع كل من يؤيد حقوق الفلسطينيين المشروعة. وأنها لا يمكن أن تقبل عقداً جديداً من دار نشر إسرائيلية. لا تخجل حكومتها عن ممارسة سياسة التمييز العنصرى وانتهاك حقوق الإنسان فى العلن. وأعلنت دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطينى التى نصت عليها الأمم المتحدة. وقالت ذلك لكثير من وسائل الإعلام العالمية.

الموسيقى العربية
لم تمكنّى ظروفى من حضور فعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الثلاثين. ولكن هذا لم يمنع متابعتى لكل ما جرى فيه. باعتباره حدثاً ثقافياً وحضارياً مهماً لا يمكن إغفاله. افتتحته الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية. ولهذا توقفت أمام ما قاله الفنان والموسيقار اللبنانى الشقيق مروان خورى. الذى قال إن مشاركته فى هذا المهرجان الأساسى والعملاق حدث مهم. خاصة مع تكريمه من وزيرة الثقافة ورئيس الأوبرا.

وهو ما يعتبره شرفاً وتعبيراً عن تقدير كبير. خاصة أن تكريمه جاء وسط أسماء كبيرة فى عالم الموسيقى من أجيال مختلفة. والمهرجان هدفه إحياء تراث الموسيقى العربية الكلاسيكية. لتظل مستمرة وموجودة لوقتنا الحالى. وعن بلاده قال إن لبنان خسر بسبب التطورات الأخيرة والمنظومة التى تدير البلاد، وأن وضع لبنان بات صعباً. وأن بلاده تعيش مرحلة فارقة.

وعلى الرغم من أن لهم تاريخًا طويلًا. ولكنه يواجه بمحاولات كثيرة للتأثير على علاقاته. وحلم وتمنى أن يعود لبنان إلى دوره القديم مرة أخرى. وليس هذا من المستحيلات. بل ربما كان ممكناً إذا توفرت إرادة اللبنانيين ورغبتهم فى هذا. وهذا ليس ببعيد. فالشعب اللبنانى الشقيق صاحب حضارة موغلة فى القدم، وأحد صناع الحركة الثقافية العربية بالدور الذى يقوم به فى نشر الكتب من خلال دور نشر عريقة.

محمد درويش
إنه الصديق العزيز، ولكى تدرك مدى إنسانيته الفيَّاضة أحكى لك هذه الواقعة. وأرجو أن يسمح لى بذلك. كتبت مقالاً عن المرحوم جمال الغيطانى صديق العمر وتوأم الروح ورفيق الوجدان. فأرسل لى محمد درويش صورة تجمعه مع جمال الغيطانى والدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة الأسبق. وحكى لى حكايات جميلة وبديعة عن جمال. وهذا يؤكد إنسانية علاقتنا قبل أى اعتبار آخر. يتعامل مع ما نكتبه بحنو وحب، كأنها كتابته هو شخصياً.

وداع
ودعت عالمنا الفنانة: جاذبية سرى. وعندما عرفت أنها توفيت عن 96 عاماً حسدتها. رغم أن الموت نهاية النهايات.
 جاذبية تم تسجيل اسمها فى موسوعتى: روبير للفن، ولاروس للتصوير بباريس. إضافة إلى موسوعات متحف المتروبوليتان بنيويورك. الذى اختار بعض لوحاتها للعرض مع متاحف أخرى فى بعض الدول الأوروبية التى نالت من جامعتها منح زمالة.

جاذبية سرى اهتمت بأوضاع الفلاحين والضغوط التى تعرضت لها النساء خلال الاحتلال الإنجليزى. قبل أن تهتم بأوضاعهم بالجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952، وتعرض مصر للنكسة 1967، وحرب أكتوبر المظفرة 1973. وقد انعكس فى أعمالها التى اتسمت بالمرح والسعادة بعد تحرير سيناء واستقرار الأوضاع فى مصر. بلغ عدد المعارض التى أقامتها 80 معرضاً بالوطن العربى وأوروبا والولايات المتحدة.

حملت وكالات الأنباء أن الفنان فاروق حسنى أصدر بياناً لنعيها. قال فيه إنها: أثرت الحركة الفنية باقتدار لاقتحامها عوالم تشكيلية مليئة بالجرأة والابتكار والإبداع. وأنها ستظل علامة بارزة ومهمة فى تاريخ الفن المصرى الحديث.

جاذبية سرى عملت بالتدريس فى بعض الجامعات المصرية، والجامعة الأمريكية، واقتنت أعمالها الكثير من المتاحف العالمية والمصرية والعربية. وحصلت على جوائز محلية وعالمية كثيرة. مثل: جائزة روما 1952، والجائزة الرابعة للفن العالمى المعاصر فى موناكو 1968، وجائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة 1970، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية للفنون من المجلس الأعلى للثقافة 1999.
رحمها الله رحمة واسعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة