صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«طبيب»: السكر منذ الولادة لا يسبب أي إعاقة للأبطال السكريين عن ممارسة حياتهم اليومية

رانيا عبد الكريم

الإثنين، 15 نوفمبر 2021 - 06:38 م

 

في اليوم العالمي لمرض السكرى، نرصد نماذج من أبطال رغم صغر سنهم إلا أنهم استطاعو التعايش والتعامل مع هذا المرض الذي لايتحمله البالغ، وتقبلوا أنه جزء من حياتهم لن يفارقهم طوال العمر، صمدوا منذ نعومة أظافرهم أمام "شكشكة" القياس وحقن الأنسولين، والحرمان من تناول الحلوى في أى وقت كغيرهم من الأطفال، تقبلوا أن يكون لهم نظام غذائي معين، وأن يحسب لهم كل ما يتناولونه حتى لايرتفع سكرهم فيدخلهم في غيبوبة سكر، لايتوقف الأمر عند معاناتهم مع الآلام، فالتنمر المجتمعي ضدهم أكثر ألما في نفوسهم البريئة، ضغوط وصعاب يعيشها "الطفل المسكر" وأسرته مع السكري، نعرضها فى السطور التالية...

الدكتور حسام حسني أخصائى الغدد الصماء والسكر بالمعهد القومي للسكر، وعضو الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء، تحدث في البداية عن مرض السكر النوع الأول، الذي يصيب الأطفال عادة، وهو عبارة عن متلازمة ارتفاع مستويات السكر بالدم، نتيجة تدمير مناعي لخلايا "بيتا" المفرزة للأنسولين في البنكرياس، لافتاً أنه من الوارد ظهوره في البالغين ولكن بنسب أقل.

"حتي الآن لم يكتشف سبب واضح لتدمير الخلايا المفرزة للأنسولين، ما يسبب نقصا حادا في هذا الهرمون، إﻻ أن هناك بعض العوامل التي تساهم في هذا الخلل المناعي"، وهي كما أوضحها الدكتور حسام تتمثل في الخلل الجيني الذي يظهر وراثيا، فإذا كان أحد الوالدين أو كليهما مصابا بالسكر النوع الأول فإنه يزيد من احتمالية الإصابة، والإصابة ببعض الفيروسات، مثل الحصبة الألمانية وفيروس كوكساكي، وقلة النشاط الرياضي عند الأطفال، وبعض الأخطاء التغذوية عند الأطفال، مثل التعجيل بلبن الأبقار قبل سن العام، وهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالسكر النوع الأول.

اقرأ أيضا: سكر منذ الولادة| حمزة: أنا طفل مميز مش أقل من أى حد

متحدثا عن أعراض الإصابة بالسكر النوع الأول عند الأطفال والتي تتمثل في شعور الطفل بالعطش الشديد، وزيادة التبول، خاصة ليلا وأحيانا التبول اللا إرادي، شعور الطفل بالجوع الشديد، فقدان الوزن بشكل ملحوظ جدا، عدم وضول الرؤية وزغللة العين، الشعور المستمر بالتعب والخمول، وقد يصاب الطفل في بداية التشخيص بغيبوبة سكرية حمضية كيتونية، وقد تكون تلك أول العلامات لتشخيص المرض.

وأكد الدكتور حسام أن مرض السكر النوع الأول المعتمد على الأنسولين لايسبب أي إعاقة للأبطال السكريين عن ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية، بل أن ممارسة الأنشطة المختلفة لها تأثير إيجابي على الطفل السكري بشرط المحافظة على النسب الطبيعية لمستويات السكر بالدم.

وأضاف أن تشخيص السكر النوع الأول يعتد علي عدة طرق أشهرها، أن يكون السكر الصائم الليلي لمدة 8-10 ساعات أكثر من 126، وأن يكون السكر بعد تناول الوجبات بساعتين أكثر من 200، وأن يكون السكر التراكمي أعلى من 6.5، أن يكون السكر العشوائي أكثر من 200 أكثر من مرة في وجود الأعراض المصاحبة، بشرط التأكد من تلك الأرقام علي مرتين متتاليتين، منوها أنه يتم التفريق بين النوع الأول والثاني من السكر بإجراء بعض الفحوصات مثل وظائف البنكرياس (سي بيبتيد واﻻنسولين)، وبعض الأجسام المضادة المتعلقة بالمرض.

وأشار عضو الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء أن العلاج اأساسي للسكر النوع الأول هو الأنسولين سواء القاعدي، أو مع الوجبات، سواء بالقلم أو السرنحة أو عبر مضخات الأنسولين، وهذا يعتمد علي حسابات الكارب حسب حالة كل طفل وكمبة الكربوهيدرات المتناولة في كل وجب، هذا بالإضافة إلى إتباع حمية غذائية سليمة ونظام غذائي صحي يعتمد علي تناول الحبوب الكاملة والخضروات الطازجة والدهون الصحية والبروتينات حسب الكميات التي يحددها الطبيب المعالج.

متابعا أن ممارسة الرياضة بصورة يومية ومنتظمة تساعد على تحسن حالة الطفل السكري، حيث أن الرياضة ليست فقط تساعد علي خفض مستويات السكر، بل تساعد علي ضبط الدم وخفض الدهون الضارة والحفاظ علي صحة القلب والأوعية الدموية، ورفع الحالة المعنوية وتحسين الحالة المزاجية عند الأطفال.

ولفت دكتور حسام أنه فى اﻵونة الأخيرة ظهرت بعض النتائج الحيدة والمبشرة لبعض الأبحاث القائمة علي استخدام الخلايا الجزعية للبنكرياس المفرز للأنسولين، وحققت نجاحا ملحوظا في حيوانات التجارب دون البشر، ما يعطي بصيصا من الأمل للقضاء علي هذا المرض.

ولفت أخصائي الغدد الصماء والسكر أنه لوحظ مؤخرا تزايد أعداد المصابين بمرض السكر النوع الثاني بين الأطفال، الذي ينتج عن مقاومة عمل الأنسولين داخل خلايا الجسم، نتيجة السمنة المفرطة عند الأطفال، الناتجة من نمط الحياة غير الصحي بسبب تناول كميات كبيرة من الأكل غير الصحي، مثل الوجبات السريعة، الأكلات الجاهزة والمعلبة والمحفوظة، والمشروبات الغازية وغيرها، كذا عدم القيام بأنشطة رياضية بصورة منتظمة، مما قد يؤدي إلى متلازمة التمثيل الغذائي التي تشمل ارتفاع سكر الدم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع دهنيات الدم.

اقرأ أيضا : «لين» سكري منذ الولادة.. وثلاث سنوات من التحدي


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة