صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


بوجود «تسخير» لبنى إسرائيل فى مصر 

خبير آثار: «القمنى» يطّوع الآثار لخدمة النص التوراتى

محمد طاهر

الإثنين، 15 نوفمبر 2021 - 08:23 م

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار ردًا على الحلقة المذاعة على فضائية القاهرة والناس يوم 26 أكتوبر وإعادتها يوم 11 نوفمبر مع الدكتور سيد القمنى عن التجلى الأعظم أنه يحاول طوال الحلقة تطويع الآثار والاكتشافات الأثرية لتأكيد وجود مدينة رعمسيس التى ذكرت فى سفر الخروج: الإصحاح الأول – الآية 11 "فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكى يذلوهم بأثقالهم فبنوا لفرعون مدينتى مخازن فيثوم ورعمسيس" ليؤكد تسخير بنى إسرائيل فى بناء مدينتى مخازن فيثوم ورعمسيس دون سند علمى أو وثائق تاريخية تؤكد ما زعمه .

«تعليم القاهرة» تبدأ إجراءات سد عجز المعلمين

ويشير الدكتور ريحان إلى أن مدن المخازن اختصت به التوراة دون غيرها ويكتنفه غموض كبير ومن أبرز الأمثلة المصرية على هذه المدن العملاقة معبد الرامسيوم الذى بناه رمسيس الثانى من الأحجار الضخمة وأحاطه بأكثر من 160 غرفة مقببة استخدمت مخازن وجميعها من الطوب اللبن، كما تم بناء العديد من الغرف لخدمة الكهنة والعمال وأحاط هذه المبانى بسور ضخم من الطوب اللبن وكانت القصور فى الدولة الحديثة تبنى بنفس الطريقة ومن أمثلتها قصر دير البلاص 50كم شمال الأقصر وقصر ملقطة الذى شيده أمنحتب الثالث غرب الأقصر وشيدت عناصرها المعمارية من الطوب اللبن.

ولفت الدكتور ريحان إلى أن بعض الباحثين اليهود ومن هم على شاكلتهم أن يدللوا على وجود كثير من المدن التى استخدم فى بنائها الطوب اللبن على تواجد لبنى إسرائيل فى النطاق الجغرافى لتلك المدن وهذه محاولة نهايتها الفشل، فلم يكن بنو إسرائيل بأى حال هم أول من اخترعوا وبنوا بالطوب اللبن، فقد شيد المصريون المئات من المبانى بالطوب اللبن قبل وجود بنى إسرائيل فى مصر بألف سنة على الأقل، ولم يكن البناء بالطوب اللبن من اختراع بنى إسرائيل ولكنهم فيما يبدو قد اشتركوا مع بعض العمال الآسيويين فى بناء بعض المنشئات من الطوب اللبن فى عصر الدولة الحديثة .

ويؤكد الدكتور ريحان من خلال آيات القرآن الكريم أن قدماء المصريين هم من برعوا فى عمل الطوب اللبن والأحمر وعمل ما يطلق عليه اليوم (قماين الطوب المرتفعة) وحرقها لتصبح طوبًا أحمر كما جاء فى سورة القصص {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَى}. 

ونوه الدكتور ريحان إلى كشف الآثارى محمود حمزة بأعمال حفائر فى قرية قنتير قرب فاقوس بشرق الدلتا عن أساسات القصر الملكى للملك سيتى الأول ورمسيس الثانى وبعض القطع المنقوشة التى ترجع إلى عصر الرعامسة منها (أوستراكا) عليها إسم مدينة بر رعمسيس، ورأى محمود حمزة أن هذا القصر هو الاستراحة الملكية فى الدلتا أثناء عصر الرعامسة وأن هذا القصر قد تم بناؤه فى عهد سيتى الأول لكى يستريح فيه أثناء التجهيز لحملاته المتواترة على آسيا وطوّع البعض من غير المتخصصين هذا الاكتشاف ليخدم نص توراتى بتسخير بنى إسرائيل فى البناء والذى نفاه علماء المصريات ومنهم الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة "رحمة الله عليه" بإنه لا يوجد دليل أثرى على علاقة قنتير بتاريخ اليهود ولا يوجد أى أثر على ميلاد  نبى الله موسى فى قنتير أو تل الضبعة، وإن كان لا خلاف على مولده فى مصر طبقًا لما جاء فى الكتب السماوية، ولم تكشف الحفائر حتى الآن عن القصر الذى تربى فيه نبى الله موسى.

 وأوضح الدكتور ريحان أن قرية قنتير تقوم على أطلال مدينة أنشأها الملك رمسيس الأول جد رمسيس الثانى مع بداية الأسرة التاسعة عشرة وقد ساهم فى بناء هذه المدينة أيضًا سيتى الأول ورمسيس الثانى ويطلق على هذه المدينة "بر رعمسو" وكان القصد من إنشائها لتكون مقرًا للحكم فى الدلتا ومعسكرًا للجيش المصرى لينطلق منها إلى حدود مصر الشرقية عبر سيناء، لأن تعبئة الجيش من العاصمة الأقصر كان يستغرق وقتًا طويلًا.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة