التصدعات والشروخ التهمت عمارات النصر باكتوبر
التصدعات والشروخ التهمت عمارات النصر باكتوبر


«التصدعات والشروخ التهمت عماراتهم» .. سكان «النصر» بأكتوبر يروون مأساتهم

ريم حمادة

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 - 03:12 م

سكان «النصر» بأكتوبر يروون مأساتهم بعد التهام التصدعات والشروخ مساكنهم

..والشركة ترد: لم نتأخر في القيام بدورنا 

- خسارة الشركة في تعويض سكان العمارة الواحدة من 20 : 16 مليون جنية

- 6 عمارات بالمجاورتين أصدرنا لهم قرارات إزالة..وانتهينا من 2 منهم

 

كتل خرسانية متناثرة، أكوام من الحديد الذى التهمه الصدأ، وبقايا ركام وحطام ورماد، هذا كل ما تبقى من العمارة (16) المنكوبة الواقعة بالمجاورة 14  بعمارات النصر بالسادس من أكتوبر، حيث تفاجأ الجيران، باخلاء ساكنيها ، بعد صدور قرار بازالتها، بعدما انتهت كل المحاولات والوسائل لترميمها، وهو المشهد الذي أثار مخاوف قاطنى العقارات المجاورة، من تكرار نفس السيناريو معهم ، أو ربما سيناريو أخر أكثر سوء، حيث يشتكى السكان وجود نفس  المشاكل الفنية من تصدعات و شقوق تنتشر في كل أجزاء العمارة بدء من البدروم والسلالم وصولا الى داخل الشقق بجدرانها واسقفها ..

«بوابة أخبار اليوم» زارت الأهالى بهذه العمارات لرصد شكواهم، بعد استغاثة وصلت إليها من أحد السكان ، كما تلقت أيضا ردًا من الشركة القابضة للتشييد التعمير المالكة لشركة النصر للاسكان والتعمير .

في البداية يقول محسن عبد الرازق أحد سكان عمارة 23 بمجاورة 14 : «فوجئنا منذ أول يوم لنا منذ عام 2014 ، بمشاكل في العمارة ، شروخ ، وشقوق وتساقط  رخام الواجهات ، وتكلفت بكل مستحقات الترميم الخاص بالرخام بعدما يأست من لا مبالاة شركة النصر وعدم الرد على الشكاوى» .

وتابع: «احنا عايش حالة من القلق ، وخايفين في أي وقت العمارات تتهد علينا وعلى اولادنا ، ومش لاقيين حد يطمنا المشاكل دى هتنتهى امتى ، ايضا سيناريوهات التعويض غير واضحة ، فجيراننا سواء هنا بمجاورة 14 او واحة الخير  وكذلك العمارتين اللتين تم هدمهما بمجاورة 17 والتابعتين للشركة نفسها ، قابت ناس منهم طلعوا من شققهم وراحو سكنوا بالايجار».

فيما قال أحمد أبو الليل ساكن بعمارة رقم 17  بمجاورة 14 ، وهي العمارة المجاورة للعمارة التى تم هدمها الاسبوع الماضي، إنه اشترى شقته من شركة النصر للاسكان والتعمير في 2011 ، وخلال عام 2014 تقدم بشكوى مع جاره بعدما بدأت تظهر التصدعات والشروخ، وتابع: «اتضح بعد الكشف عليها من قبل الشركة أن حديد السقف كله  مصدى ، فقمنا بترميم السقف وهدمه واحلاله بحديد جديد ، حتى تفاجئت بنفس المشاكل تكرر في شقتى ، بالاضافة الى تساقط  سيراميك الحمام ، وظهور تصدعات في الاعمدة الخرسانية» .

وتابع: «أيضا مع الوقت بدأت تظهر مشاكل العمارة رقم 16 بمجاورة 14 والتى تم هدمها الاسبوع الماضي ، بعدما اظهر تقرير مركز البحوث ومواد البناء ان العمارة بها اخطاء انشائية وان الرمل والحديد المستخدم غير مطابق للمواصفات ، وطلع قرار ازالة من جهاز المدينة للعمارة ولا نعرف ما مصير سكانها ، ولكن أؤكد ان المشاكل التى كانت بهذه العمارة موجودة في عمارة 17،18،19،20،21 بمجاورة 14  وممتدة في عمارات أخرى داخل المجاورة ، فللاسف احنا حطينا فلوسنا في الهوا ومش عارفين ايه الحل؟.

من ناحيته قال محمد وهدان رئيس اتحاد ملاك عمارة 17 ، بلوك 29 ، بمجاورة 14 استلمت العمارة عام 2009 ، حيث اجبرتنى الشركة انا استلم لكل العمارة بما انى اول ساكن ، وقابلتنا مشاكل كانت بسيطة فور الاستلام منها الشروخ ، وتكسير في الرخام ، ثم تصاعدت المشاكل وبدأ يظهر هبوط في البلاط والرخام ، وترييح في البلكونات ، وشروخ عميقة بالسلالم ، ناهيك عن مشاكل اخر شقتين بالعمارة بالدور الاخير فبعد ازمة سيول عام 2015 دمرت الشقتين ، وقامت الشركة بحل المشاكل التى ظهرت وقامت بترميم العيوب الظاهرة ، ولكن الامور للاسف تطورت واصبح هناك مشاكل في الاعمدة الخرسانية حيث انفصل السيراميك وارتفع عن مستواه 3 سم ، بالاضافة الى ظهور تصدعات وانتفاخ في اعمدة البدروم ، واكتشفنا ان الحديد تأكل ، وهناك شروخ واسعة بالخرسات .

وتابع: "نطالب بحقنا في سكن آمن، وان نعيش غير مهددين بالموت في أى وقت انا واولادى ، فالخوف كلمة بسيطة بالنسبة للشعور الذى نعيشه" .

وقالت عائشة المهدى مالكة شقة بالدور الارضي  بعمارة رقم 20  مجاورة 14 بلوك 29 ، منذ عام 2010 استلمت الشقة ،  واكتشفت بعد التشطيب وقبل ان اسكن بالشقة مشاكل كثيرة ، منها سقوط مياة من سقف الحمام ، حتى تصدأ الحديد والسقف كله وقع ، و بدأت تظهر انتفاخات بالرخام ، لدرجة أن الأبواب لم تعد تغلق ، وبدأت ايضا الشروخ والتصدعات تظهر في السلالم والبدروم والجراش .

وتابعت كل محاولات الترميم فشلت وخايفين من تكرار نفس السيناريو الخاص بالعمارة المنكوبة ، واطالب رئيس الشركة بحقوقنا كاملة ، وتعويضنا بدفع سعر الشقق بقيمتها البيعية السوقية حاليا.

وفي رد من الشركة القابضة للانشاء والتعمير، أكد المهندس هشام أبو العطا، الرئيس التنفيذى للشركة القابضة للتشييد والتعمير، أن هذه الازمة تخص 6 عمارات بالمجاورتين 14،17 ، منهم عمارتان بمجاورة 17 ، وتم تعويض السكان، أما سكان عمارة 16 والتى تم هدمها الاسبوع الماضي بمجاورة 14 ، اتفقنا معهم على عدة نقاط وسوف نتقابل مع السكان مجددا للاستقرار على عدة نقاط اخري، مؤكدا انه ليس فقط شركة النصر التى تولى اهتماما بهذا الموضوع وانما الشركة الام أيضا وهي القابضة للتشييد والتعمير.

وكشف أبو العطا لـ«بوابة أخبار اليوم» أرقام  وموقف العمارات الستة الذى قررت الشركة ازالتهم وهُدم منهم 2 حتى الان  وهم :

عمارة 17 مجاورة 17 تم التعويض 
عمارة 16 مجاورة 14 تم التعويض 
عمارة 20 مجاورة 17 جارى التفاوض 
عمارة 19/21/18 مجاورة  17.

وتابع  أبو العطا: لم يحدث أن تهدمت أي عما رة، بل إن الشركه هي التي قامت بهدم عمارتين حتي الان من اصل ٦ عمارات، وفقا للاتفاق مع السكان وجاري الاتفاق مع سكان العمارة الثالثة ومن ثم سيتم هدمها، وبالنسبه لتقارير مركز البحوث وأدوات البناء فانها خيرت الشركه بين الترميم أو الازالة وفي حاله الترميم كان الامر سيتطلب اخلاء العمارات لتنفيذ اعمال الترميم  وبالتالي كنا سنصل الي نفس النتيجة مع الفارق الكبير في التكلفة، ولكن الترميم لن يعيد الي المبني كفاءته المطلوبة بينما الازالة  إاعاده البناء سيضمن مبني حديث منفذ بشكل جيد وتحت رقابة كاملة.

واستكمل الرئيس التنفيذى للشركة القابضة للتشييد والتعمير، أن الترميم كان بديل سهل بالنسبة للشركة ، لكننا اختارنا الطريق الأصعب والأكثر تكلفة لأن المواطنين من حقهم الحصول على بديل مناسب.

 وتابع: أود الاشارة أننا تعاملنا مع الأمر بشكل اجتماعي وانساني أكثر منه قانوني ، لأن الجانب القانوني في الموضوع يجعل مسؤليتنا مختلفة كثيرا عما نتصدى له حاليا ، ولكن راعينا أن نساعد السكان ونخفف هذا الضرر ، وهو ضرر واقع عليهم وعلينا  لان الشركة هي من تتحمل التعويضات في النهاية.

وأكد عطا الله أن تكلفة تعويض سكان العمارة الواحدة ما بين 16 الى 20 مليون سواء الساكن سيُعوض تعويضا ماديا أو عينيا "من خلال الحصول على وحدة بديلة مماثلة نصف تشطيب بعد بالعمارة المُعاد بناؤها"، وهذه تعد خسارة مباشرة للشركة ، ولكن متقبلين هذا الامر لسمعة الشركة ومسؤليتنا الادبية  ، وملتزمون بتعويض السكان.

وتابع: قيمنا التعويض النقدي ب5 الالاف  ونصف للمتر ، ومن يري أن هذا الخيار أو الرقم غير مناسب لسعر الوحدة ولقيمته السوقية حاليا ، أمامه خيار ثانى وهو الانتظار 27 شهر مدة هدم واعادة بناء وتراخيص هذه العمارات ، على أن يستلم الساكن وحدة حديثة ومماثلة لوحدته نصف تشطيب ، وفي رده على رغبة السكان في تويضهم بشقق كاملة التشطيب .

وقال عطالله : ان الساكن شطب شقته ، لكنه استنفع بها وعاش فيها 10 سنين وهناك شقق أخرى لم تسكن او تشطب من الاساس ،  متابعا ان الشركة  تحملت الضرر الاكبر ولكن الساكن سيتحمل  جزء من الضرر إما  الفرق بين قيمة التعويض النقدى و القيمة السوقية للوحدة ، أو دفعه قيمة ايجار وحدة مؤقتة 27 شهر لحين استلام وحدته .

وأكد أن الشركة بادرت بايجاد افضل الحلول الممكنة قائلا: نحن لسنا ضد مصلحة السكان اطلاقا ، بل على العكس، نحن متعاطفون تماما معهم ومقدرون موقفهم.

وتابع : الشركة لم تلجأ للقضاء فيما يخص التعامل مع السكان ، وانما تعاملت مع المقاول قضائيا برفع دعوى عليه منذ 5 سنوات، واى دعوى تعويض من قبل السكان ضدنا سوف تضم لدعوتنا القضائية ضد المقاول ، مضيفا انه  بعد انهاء التفاوض مع اهالى عمارة 16 بمجاورة 14 ، ستبدأ الشركة في التفاوض مع سكان العمارات الثلاثة المتبقية ، وهم19/21/18 مجاورة  17.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة