جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

انعقدت القمة وبقى السؤال: تنافس.. أم حرب؟!

جلال عارف

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 - 07:01 م

بالتأكيد لم يكن أحد يتوقع نتائج حاسمة من القمة الإفتراضية التى عقدها بالأمس الرئيس الأمريكى "بايدن" مع الرئيس الصينى "تشى بينج". لكن انعقاد القمة وحده هو بلاشك تطور هام فى العلاقات بين الدولتين المتنافستين على زعامة العالم.

القمة تأتى فى وقت يتصاعد فيه التوتر فى العلاقات بين الدولتين. لم يعد الأمر مقصورا على التنافس الاقتصادى الذى تحاول فيه أمريكا "فرملة" الصعود الصينى الهائل نحو احتلال المكانة الأولى، ولا على المناوشات حول "كورونا"، ولا على التمدد التجارى الصينى فى أنحاء العالم. تجاوز الأمر كل ذلك إلى وضع أقرب إلى ما كان من "حرب باردة" بين الغرب والاتحاد السوفييتى قبل سقوطه إذا لم توضع "حواجز أمان" تمنع الانزلاق من التنافس إلى الصراع المدمر!

 النمو الكبير فى القوة العسكرية الصينية قابلته أمريكا بتحركات واسعة فى الجوار الصينى كان أبرزها التحالف الجديد مع بريطانيا واستراليا، ومحاولة مد التحالف إلى دول هامة فى آسيا لقطع الطريق على التوسع الصينى. ثم جاء التصعيد الأكبر فى قضية "تايوان" التى تهدد بالفعل بصدام عنيف إذا أخطأت أطراف الصراع فى حساباتها.

 من هنا كان هاماً للغاية أن يأتى فى هذه القمة الإفتراضية الآن. انعقادها فى حد ذاته ـ يؤكد أن هناك إحساساً بالخطر  وضرورة تلافيه.

 الرئيسان يعرفان بعضهما جيداً فقد كان لهما لقاءات عديدة قبل ذلك عندما كان كل منهما فى موقع "نائب الرئيس" والقضايا موضع الخلاف معروفة، والمواجهة أصبحت على المكشوف، وتخفيف التوتر بين البلدين هو الهدف الممكن إذا حسنت النوايا!!

 التنافس سيظل موجوداً، وبالتأكيد سيتوسع ويشتد. لكن المهم أن يكون هناك وعى بخطورة أن يتحول التنافس إلى صراع مفتوح وأن تكون هناك قواعد للتنافس يحترمها الجانبان الأمر ليس سهلاً ولم يكن كذلك فى كل صراع على زعامة العالم!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة