حسام محمود فهمى
حسام محمود فهمى


قضية ورأى

أخلاقِياتُ التَنَمُّر

الأخبار

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 - 07:13 م

حسام محمود فهمى

التَنَمر Bullying هو شكلٌ من أشكالِ الإساءةِ والإيذاءِ مُوجهٌ من قِبلِ فردٍ أو مجموعة ٍنحو فردٍ آخر ٍأو مجموعةٍ أخرى قد تكونُ أضعفَ جسديًا أو على مواقعِ التواصل بعيدةً، وهو من الأفعالِ المُتكررة التى تدُلُ على خللٍ سلوكى ومُجتمعى. التَنَمر عادةً ما يكونُ بأشكالٍ مختلفة؛ فقد يكونُ لفظيًا أو جسديًا أو حتى بالإيماءات، أو بغيرِها من أساليبِ الإكراه الأكثرَ دهاءً كالتلاعُب. عادةً ما يُلجأُ للتَنَمر لإجبارِ الآخرين بتخويفِهم أو تهديدِهم أو لمجردِ إيذائهم نفسيًا إثباتًا للذات.
لوسائلِ التواصلِ الدورُ الأكبرُ فى كشفِ التَنَمر والمُتنمرين وملاحقتِهم، وآخرُها واقعةُ طبيبِ الكلبِ. لكن سبقَتها وقائعٌ أخرى مثل تعدى بعض الصبيةِ على طفلٍ سودانى، أو قيامُ بعضهم بإلقاءِ أحدِ كبارِ السنِ فى ترعة، وما أكثرَ ما فى المدارسِ والجامعاتِ من وقائعِ تنَمر بين الطلابِ. حتى أعضاءُ هيئةِ التدريس بالجامعاتِ يتعرضون للتناكة الفارغة والتَنَمرِ بفعلِ وتشجيعِ الجودةِ إياها وهو ما كرّسَ لدى الطلابِ التَنَمرَ على كلِ ما هو سلطةِ. وإذا كانت مواقعُ التواصلِ كاشفةً فاضحةً للتَنَمرِ فهى أيضًا أحدُ أهمِ وسائلِه، فما أكثرَ ما تعرَضَ أشخاصُ بعينِهم وكذلك رياضيون ولاعبون للتَنَمرِ.
التَنَمرُ مسلكٌ جبانٌ لأن المتَنَمر يحتمى بالعددِ أو الوظيفةِ الأعلى أو بالاختفاءِ خلف مواقعِ التواصلِ. وهو ليس مسلكًا مرتبطًا بالغنى والفقرِ أو التعليمِ والجهلِ، لكن بالنشأةِ فى بيئةٍ مُتنَمِرةٍ غيرِ مدركةٍ أو واعيةٍ، تتصورُ واهمةً التفوقَ والتمَيُّزَ واللطافةِ وخِفةَ الدَم.
وبما أن الفنَ مرآةٌ للمجتمعِ، فما أسوأ ما نرى منذ زمنٍ بعيدٍ متواصلٍ، فى السينما والمسرحِ والمسلسلاتِ من تَنَمرٍ بسبب اللونِ أو الأصلِ أو الجنسِ أو الهيئةِ الجسدية أو المهنة؛ ما أسخَفها حِوارات ونكات تَنَمُرية وضربات على القفا وبالشلوت.
يمكنُ الحَدُ من التَنَمر بالتعليمِ والإعلامِ والعقابِ القانونى الرادعِ فى حالةِ رغبةِ المجتمعِ والدولةِ فعلًا فى القضاءِ عليه أو تحجيمِه. لكن هل نحن فى مجتمعٍ تَنَمرى؟ من الضرورى مواجهةُ الذاتِ بصراحةٍ لتحديدِ أسلوبِ مواجهتِه.
أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة