السفير عبدالله بن ناصر الرحبى خلال حواره مع «الأخبار»
السفير عبدالله بن ناصر الرحبى خلال حواره مع «الأخبار»


السفير العمانى بالقاهرة فى حواره مع «الأخبار»:

«عبدالله بن ناصر الرحبى»: مصر قلب الأمة النابض.. وإنجازات الرئيس السيسى تدعو للفخر والاعتزاز

أسامة عجاج- عمر عبدالعلي

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 - 07:36 م

توافق بين الرئيس السيسى والسلطان هيثم على تعزيز العلاقات المشتركة بجميع الأصعدة 
فى انتظار تحديد موعد قريب جدا لانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين 
فتح التأشيرات السياحية للمصريين وفق ضوابط وتعاون واعد فى كافة المجالات
سوريا عضو مؤسس بالجامعة العربية والخلاف فى اليمن أضر بالجميع

 

نجح السفير عبدالله بن ناصر الرحبى سفير سلطنة عمان فى القاهرة ومندوبها الدائم فى الجامعة العربية خلال عام واحد من بداية مهمته أن يكون له بصمة فى مسار العلاقات بين السلطنة ومصر مستثمرًا لعوامل موضوعية منها الدعم الذى يلقاه من قيادة السلطنة والدعم والترحيب بمهمته من جميع الأجهزة المعنية فى مصر وأخرى شخصية  ، فالرجل ليس غريبًا عن مصر وهى ليست غريبة عنه حيث تلقى دراسته الجامعية فى الإسكندرية كلية الآداب عام ١٩٨٨ وكان من المتفوقين فنال تكريماً خاصاً بجائزة على ومصطفى أمين وكانت بداية طريقه للعمل بالصحافة حتى وصل إلى تولى أعلى مناصبها رئيس مجلس إدارة صحيفة عمان الأكبر والأشهر فى السلطنة، وعندما شاء له القدر الانتقال إلى العمل الدبلوماسى استثمر رصيده فى نجاحه الإعلامى لترسيخ خطواته فى العمل الدبلوماسى والتى انتقلت به بين عديد من العواصم العربية وجنيف مقر الأمم المتحدة هناك الذى يصفه بأنه (مطبخ) للإعداد لعمل مقرها الرئيسى فى نيويورك وعندما استقر به المقام فى العاصمة المصرية عمل على التنفيذ الأمين للتوجه العام للدبلوماسية فى السلطنة فى إعطاء أولوية أولى للمدخل الاقتصادى للعلاقات بين الدول على أساس أن السياسية يعنى بها المستوى القيادى ولم تخل الشهور الماضية من زيارات لوفود اقتصادية بين البلدين واجتماعات لمجلس رجال الأعمال وعرض الفرص والتجارب الاستثمارية وخلال الأشهر القادمة نستشعر النتائج فى زيادة حجم التبادل التجارى والذى مازال دون الطموح وتعزيز الاستثمار المشترك..

وفى حديثه الشامل مع (الأخبار) تحدث عن مختلف القضايا عن طبيعة العلاقات بين البلدين ورصده للتجربة التنموية والاقتصادية لمصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وحجم الإنجاز الذى يتم بمتابعة دقيقة بصفة يومية والقواسم المشتركة مع التجربة العمانية التى يشرف عليها السلطان هيثم بن طارق من خلال تنفيذ رؤية السلطنة عمان ٢٠٤٠ ،وكشف عن استعدادات لعقد دورة جديدة للجنة العليا المشتركة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية خلال الفترة القريبة القادمة وأكد ثبات السياسة الخارجية العمانية واستعداد مسقط للمساهمة فى أى جهد يسهم بمزيد من الاستقرار والسلام بين الدول العربية وقارن بين العمل فى جنيف والجامعة العربية .. وهذا نص الحديث :

 

خلال أيام يمر عام على قرار السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان  بتوليكم سفيرا للسلطنة بمصر وقد تكون فرصة لرسم ملامح العلاقات المصرية العمانية خلال تلك الفترة ؟


حقيقة بعد تشرفى بأداء اليمين أمام جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان سفيرا للسلطنة لدى مصر الشقيقة ، هذا البلد الذى نعز ونقدر مواقفه تجاه القضايا العربية ، كان عاما مليئاً بالجهد والتعاون المثمر ، لأن مصر بالفعل تفرض عليك هذا الواقع والجهد والنشاط ولاسيما أيضا أنه جاء متزامنا مع عمان المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم حفظه الله ، والإنجازات التى حدثت فى عمان أيضاً على الرغم من ظروف كورونا التى عاشتها المنطقة كلها ،إلا أننى أشعر بالرضا عما تحقق خلال الفترة الماضية القصيرة ونأمل أن تكون المرحلة القادمة أفضل بكثير وتثمر عن نتائج إيجابية جيدة تعزز العلاقات بين البلدين ولا سيما فى المجال الاقتصادى باعتباره العنصر الأساسى والهام الآن حسبما تقتضيه المرحلة فى كلا البلدين .


إنجازات مصرية ضخمة


سعادة السفير أنت لست غريبا على مصر التى حصلت على شهادتك الجامعية من جامعة الإسكندرية فى الثمانينيات ومصر ليست غريبة عنك فهل لنا أن نسمع منك رؤيتك لموقع مصر فى إطار المنظومة العربية ؟


مصر هى قلب الأمة النابض وهى تستعيد دورها الحقيقى الطبيعى والمهم فى المنطقة العربية ، وما تشهده مصر من تطور ونحن نراقبه هو مدعاة للفخر والاعتزاز ..ومصر بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يعد شخصية قيادية وما يقوم به من متابعة دقيقة لكافة المشروعات والمدن الجديدة والمصانع والمشروعات القومية العملاقة التى لم تشهدها مصر بتلك الكثافة وهذه الرؤية المتكاملة للتنمية المتكاملة التى لم تنحز لعنصر الإنشاء فقط إنما طالت الإنسان هدف التنمية وأساسها .وبالأمس كنت فى العاصمة الإدارية وقبلها كنت فى زيارة أخرى شاهدت التطور والإنجازات التى تظهر يوما بعد الآخر .. كما أن عمليات البناء فى كل مكان ومد الجسور والكبارى ليست فقط ما تشهده مصرمن تطوير وتقدم لكن المواقف والقرارات التى اتخذها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنها إلغاء قانون الطوارئ فهو بمثابة نقلة نوعية كبيرة تؤكد للعالم ..

حقيقة ما تتمتع به مصر من استقرار وأمن كما أن إطلاق مصر لتقرير التنمية البشرية يدعو للفخر والاعتزاز بمصر إطلاق خطة خمسية لحقوق الإنسان و إعلان العام القادم عاما للمجتمع المدنى .. مشروع حياة كريمة ل55 مليون مواطن أعتقد أنها خطوات هامة جدا للقضاء على مفهوم التطرف .. وهذا ما يعكس نظرة الآخر من أن مصر تشهد انطلاقة جديدة نحو الاستقرار والتنمية والبناء .


وبصدق نحن نعتقد من خلال المتابعة لحقيقة مايجرى فى السلطنة أن  ثمة قواسم مشتركة فى التعاطى مع مفاهيم التنمية الشاملة بين مصر وسلطنة عمان واستكمال مرحلة التطوير لمستقبل أفضل للأجيال القادمة ؟


بالفعل هذا صحيح أن جلالة السلطان هيثم بن طارق فى خطة 2040 التى بدأها بنفسه بشكل مباشر أكدت أنه يشرف عليها بشكل مباشر وفى اجتماع مجلس الوزراء العمانى أوعز إلى اتباع آليات معينة فى إتمام خطة التنمية، وحقيقة على الرغم من الظروف الصعبة التى مرت بها السلطنة لكن نلاحظ اليوم أن هناك إنجازات تحدث على أرض الواقع وهو ما يتشابه مع ما يقوم به فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ونحن فى سلطنة عمان ومن خلال انطلاق خطة التنمية 2040 أعطت لمجال التنوع فى المجال الاقتصادى الدور الأهم وتم إعادة تشكيل الجهاز الإدارى للدولة حتى يتماشى مع هذا المفهوم ..

وحقيقة انطلق العمل فى تلك الخطة منذ بداية 2020 وتم تحقيق الكثير من الإنجازات فى هذا الصدد أولًا فيما يتعلق بترشيق الجهاز الإدارى للدولة حيث تم جمع العديد من الوزارات المتشابهة فى المهام والأنشطة تحت وزارة واحدة وتم تخفيض عدد الوزارات ، أيضا ألغيت بعض الهيئات وضمت لوزارات معينة وكان من نتائج ذلك مرونة التعاطى والتعامل فى المرحلة القادمة وترشيد الإنفاق حيث استطاعت عمان خلال العام المنصرم أن تفى بالتزاماتها الدولية وارتفع التصنيف الدولى لسلطنة عمان نتيجة لتلك الإجراءات، ونتيجة أن تلك الإجراءات فى السنة الأولى حققت أهدافها المنشودة وهو ما أعطى التفاؤل بأن المرحلة المقبلة ستشهد تقدما أكثر والاهتمام بقضايا الشباب وإتاحة المزيد من فرص العمل وهو من أول اهتمامات حكومة جلالة السلطان هيثم بن طارق وهو الاهتمام بالشباب الذى يمثل 65% من الشعب العماني


توافق بين زعامتى البلدين


فى يوليو الماضى كان هناك اتصال بين جلالة السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبدالفتاح السيسى هل يترجم ذلك إلى زيارة مرتقبة للسلطان هيثم للقاهرة او لقاء قمة بين الزعيمين ؟


ما يمكننى قوله إن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رحب به فى عمان خلال زيارته للسلطنة إبان السلطان قابوس بن سعيد رحمة الله عليه وتم استقباله استقبالاً حافلاً يليق بمكانة مصر ومكانة فخامة الرئيس السيسى ، وتلك الزيارة التاريخية أسست علاقة أخرى بين الزعيمين ، إضافة إلى ذلك فإن جلالة السلطان هيثم بن طارق فى أول خطاب له أكد على مبادئ ثابتة وهى السير فى نفس النهج فى التعاطى مع الأصدقاء والأشقاء ، ولذلك أقول إن جلالة السلطان هيثم بن طارق وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى تجمعهما علاقات ود ومحبة مشتركة وتواصل وأن الاتصال الأخير بين جلالة السلطان هيثم وفخامة الرئيس السيسى ـ وما أفضت به وسائل الإعلام ـ هو تأكيد على حسن العلاقة بين البلدين الشقيقين ومتانتها وثباتها والتأكيد على أن الإنسان المصرى ينال كل التقدير والاحترام والرعاية فى سلطنة عمان وكما نجد نحن العمانيين مع الأشقاء فى مصر كل حب وود وتعاون ..

أعتقد أن مسار العلاقات مستمر فى نفس الود والتقدير المتبادل .. لكننى أعتقد ان الظروف التى أحاطت بالعالم جراء كورونا أجلت بعض المواضيع التى خطط لها أن تتم خلال الفترة الماضية وأكيد هناك تبادل رسائل وتبادل لقاءات بين البلدين وأعتقد ان الزيارات ستتم خلال المرحلة المقبلة عندما تهيأ الظروف وستظل العلاقات المصرية العمانية قوية بثباتها ومتانتها وستشهد خلال المرحلة القادمة مزيدا من العمل المشترك خاصة البلدين يجمعهما تقارب سياسى ووجهات نظر مشتركة تاريخية ويؤمنان بقواسم مشتركة وسياسات ثابتة من حيث عناصر التعاطى مع القضايا السياسية ومفهوم عدم التدخل فى شئون الآخر وعدم قبول التدخل فى شئوننا، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أيضا فى اشتراك بين البلدين من حيث تعظيم مساحات فكرة التسامح والإيمان بضرورة حل الخلافات بالحوار.

وأعتقد أن هذا أحد ثوابت السياسة المصرية والسياسة العمانية خاصة فى ظل الارتباط التاريخى بين البلدين منذ القدم بل منذ عصر الفراعنة، وهذه معلومة مؤكدة فى التاريخ القديم، وكلا البلدين لهما عمق تاريخى وحضارة مشتركة ، وقد لا يعرف الكثيرون أنه فى عام 1940 زار السلطان سعيد بن تيمور مصر خلال فترة ١٩٥٢ وزادت متانة العلاقة بين الشعبين ولا ننسى الدور التاريخى للأشقاء المصريين فى عمان منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضى ومنذ انطلاق نهضة عمان بقيادة السلطان قابوس رحمة الله عليه ، كانت لهم أنشطة متعددة فى نهضة عمان ومنها الإعلام بل وحافظ المصريون على هذا الود ولم ينسوا موقف عمان تجاه مصر وظل الإنسان المصرى ممتنا لهذا السلوك العمانى ، بالإضافة إلى أن العمانيين يعتبرون مصر هى المقام الأول فى قضاء إجازاتهم وتعليمهم فى مراحل التعليم المختلفة.


الاقتصاد فى المقدمة


وماذا عن العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين ؟


الحمد لله .. العلاقات السياسية بين البلدين فى أحسن حال وتشهد تطورا مستمرا على الدوام ، لكن نعتقد أيضاً أنه فى ظل توجه سلطنة عمان فى تعظيم العلاقة الاقتصادية مع مصر وأيضا بين الأشقاء من الدول الأخرى .. وأقول إننا كدبلوماسيين معتمدين من السلطنة تم التوجيه بالفعل لتعظيم وتوطيد تلك العلاقات الاقتصادية التى جاءت فى المرتبة الأولى من ضمن التوجهات و حرص ومتابعة دائمة من معالى السيد بدر بن حمد وزير الخارجية فى تعظيم العلاقات فى كافة الأنشطة مع الشقيقة مصر .


هناك إشكالية تواجه أى مراقب فى عدم وجود توازن بين العلاقات السياسية القوية بين مصر والسلطنة وأرقام حجم التبادل التجارى بين البلدين وما هى الآلية والأدوات لزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمار بين البلدين ؟


حقيقة أنا أعرب من خلال هذا الحوار عن عدم الرضا لحجم التبادل التجارى والاقتصادى بين عمان ومصر، مع أنه خلال السنوات الماضية زادت نسبة التبادل التجارى لكنها نسبة ضعيفة خاصة أن مصر تشهد تطورا اقتصاديا مهما وهو ما جعل المستثمرين العمانيين ينظرون إلى مصر برغبة فى الاستثمار ولقد تلقيت عددا من الاتصالات من رجال أعمال عمانيين لكن مع الأسف بعض رجال الأعمال العمانيين يأتون إلى مصر بشكل منفرد ويبدو أن تكون تلك العلاقة الفردية بين رجال أعمال عمانيين ومصريين وتحدث بعض الإشكاليات مما تسبب حقيقة فى بعض النظرة السلبية وغير المريحة وحاولنا حل تلك الإشكاليات من خلال السفارة والبعض الآخر فى مرحلة القضاء .. لكن مؤخراً ومن خلال بعض الجهود التى نراها من مصر وحماية المستثمر من خلال هيئة الاستثمار وما لاحظته من اهتمام ورعاية وحماية للمستثمر الأجنبى تم الاطلاع عليه فى سلطنة عمان والجهات المعنية سواء من ناحية غرفة تجارة وصناعة سلطنة عمان او من خلال جهاز الاستثمار العمانى ووزارة التجارة والصناعة و وزارة السياحة ..

وأيضا لاحظت رغبة من خلال اللقاءات التى تمت عبر السفارة والجهود التى نقوم بها من قبل بعض الأشقاء من رجال الأعمال فى مصر وخاصة فى مجال الاستثمار السياحى والمقاولات وهناك الكثير من الشركات المصرية تعمل الآن فى سلطنة عمان فى مجال مقاولات إمدادات النفط والمقاولات العامة ..

كما اصطحبت خلال الفترة الماضية وفدا تجاريا مصريا إلى مسقط حيث التقى عددا من المسئولين فى عمان فى مجالات السياحة والمقاولات والطاقة والاتصالات كما نظمت زيارة لوفود من رجال الأعمال العمانيين إلى مصر وكذلك غرفة وتجارة وصناعة عمان زاروا مصر ، كما نظمت زيارة لمجموعة رواد الأعمال فى عمان إلى القاهرة وشملت جولتهم زيارة العديد من المصانع المصرية وعدد من المجالات الاقتصادية فى مصر ، أيضا رتبت من خلال جمعية رجال الأعمال العمانية المصرية زيارة إلى مصر وأعتقد أن تلك المحطات لها دور كبير فى تنشيط الحالة الاقتصادية بين البلدين .. كما أنه خلال الأيام القليلة القادمة سنستقبل شركة البروانى المختصة فى مجال الاستثمار النفطى .


وماذا على صعيد التعاطى مع الجهات الرسمية المعنية للشق الاقتصادى فى مصر؟


هى جزء من الجهد المبذول فى هذا الإطار الأسبوع الماضى التقيت مع رئيس هيئة الاستثمار فى مصر بصحبة وفد من وزارة الاستثمار والتجارة بسلطنة عمان للاطلاع على التجربة المصرية فى مجال الاستثمار وأيضا اطلاع المسئولين فى هيئة الاستثمار فى مصر على التجربة العمانية فى هذا المجال وخاصة الشباك الواحد والتسهيلات التى تتم فى هذا الصدد ووجدنا الكثير من الفرص التى يمكن التعاون من خلالها .


دورة جديدة للجنة المشتركة

آخر اجتماعات للجنة العليا المشتركة على مستوى وزيرى خارجية البلدين كانت فى مارس ٢٠١٩وأعرف أنك تعمل على انعقاد الدورة القادمة وفق رؤية جديدة تعتمد على تقييم لحجم الاتفاقيات الموقعة ورصد ما تحقق منها وإزالة أى عقبات أمامها فهل تم تحديد موعد انعقادها؟


نأمل أن تعقد اللجنة المصرية العمانية المشتركة فى القريب العاجل وخاصة أن آخر اجتماع لها عقد فى مارس 2019 ثم تأجل الاجتماع بسبب أزمة كورونا لكننى أؤكد أن هناك مؤشرات بالفعل على انعقاد تلك اللجنة قريبا فى القاهرة فى ظل المشاورات مع الجانب المصرى لتحديد الموعد ، ونحن ننتظر قرار المسئولين فى وزارة الخارجية المصرية والعمانية بتحديد الموعد المناسب لعقد اللجنة العمانية المصرية المشتركة التى لها دور كبير فى توطيد كافة أوجه التعاون بين البلدين فى كافة المجالات المختلفة.


صدقًا وبعيدًا عن أى شبهة مجاملة كان للسفارة العمانية فى القاهرة وشخصكم الكريم دور بارز ونشيط فى التقارب التجارى بين البلدين خلال أقل من عام هل لديكم أى تعليق ؟


أكيد السفارات لها دور فى تعزيز تلك العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وهذه هى مهمتنا وذلك هو دورنا والحمد لله لقد وفقنا فى ذلك بدعم القيادة السياسية فى البلدين وتعاون كافة المسئولين فيهما ويكفى أن كل المسئولين الذين التقيت بهم فى مصر كان لهم مردود طيب ورغبة صادقة لتفعيل العلاقات التجارية وإعادة تنشيطها والعكس صحيح حيث تقوم السفارة المصرية فى مسقط بلعب نفس الدور مع رجال الأعمال فى السلطنة وأتوقف هنا عند ما جرى فى لقاء جلالة السلطان هيثم بن طارق عند اعتماد أوراق السفير المصرى خالد راضى والذى اتسم بالمودة.

وهذا دليل أن السفير المصرى لدى عمان يحظى بالود والاحترام والتقدير ومصر كما وصفها جلالة السلطان قابوس رحمة الله عليه بأنها قلب الأمة النابض وعمود الخيمة العربية ..سيظل جلالة السلطان هيثم بن طارق فى نفس النهج الذى كان عليه جلالة السلطان قابوس رحمة الله عليه .. فيما يتعلق بملاحظاتكم فى زيادة النشاط التجارى والاقتصادى كان بالفعل هو توجيه سلطانى لنا أن نعطى لهذا الملف كامل الاهتمام ونرى أن الجانب الاقتصادى يوثق العلاقات بين الشعوب لأنه يزيد من المصالح المشتركة .. وربما كان تأجيلنا للاستثمار لأسباب وخاصة فى مجال النشاط السياحى حتى إعادة استكمال البنية التحتية لهذا المجال فى السلطنة.


هل هذا يعنى أننا سنشاهد تعاونا سياحيا بين البلدين فى المرحلة المقبلة ؟


هذا ما نسعى له وهناك مشاورات ولقاءات بين رجال الأعمال بين البلدين فى مجال السياحة وسوف نفتح المجال لدخول المصريين إلى عمان للسياحة وزيارتى الأخيرة للسلطنة التقيت بالمسئول عن الجمارك فى عمان وتباحثت معه سبل تسهيل التأشيرات لفئة معينة من الأشقاء المصريين بغرض السياحة حتى نتفادى تلك السلبيات التى حدثت فى السنوات الماضية التى فتحت خلالها التأشيرات للسياحة وذهب البعض للبحث عن فرص عمل لكننا مع الأوضاع الجديدة سوف يتم الاتفاق مع شركة مصرية معتمدة لتنظيم تلك الرحلات يسير رحلات للسلطنة فى مجال السياحة والاطلاع على معالم عمان المختلفة وحركة الطيران الآن أفضل من قبل بكثير بسبب أزمة كورونا بل أقول إن حركة الطيران بين البلدين خلال تلك الأزمة العالمية لم تتوقف إلا فترات بسيطة بسبب إغلاق المطارات بسبب هذا الوباء.


مبادئ ثابتة

أظن أن الفترة التى مرت على تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق أكدت على أن هناك حرصا على الالتزام بالثوابت على كافة الأصعدة وتغير فى الآليات للتعامل مع المعطيات المحيطة على الرغم من التقارير التى روجت لفكرة أن السلطنة على عتبة تغيير فى السياسات ؟


الثوابت حقا ثابتة وجلالة السلطان هيثم بن طارق أشار خلال خطابه الأول إلى أننا نسير على نفس النهج الذى سار عليه جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمة الله عليه ولا تغير فيه وتؤكده اليوم الممارسات ، أما فيما يتعلق بالعمل الإدارى وإدارة الدولة أعتقد ان المرحلة الحالية تتطلب اسلوبا آخر فى إدارة الوضع وتفرض عليه الظروف الآنية اسلوبا معينا فى الإدارة .


لعل إحدى سمات الدبلوماسية العمانية هى فكرة التوازن عند تعاطيها لكافة القضايا المحلية والإقليمية والدولية والالتزام بمفهوم الحياد كيف نجحت السلطنة فى الحفاظ على ذلك طوال الحقبة الماضية ؟


الحياد أسلوب دبلوماسى وليس من السهل أن تكون محايدا فى هذا الزمن ، لكن التأكيد على الحياد والتأكيد على عنصر الحوار فى حل الخلافات هذا ما أوجد هذا النموذج العمانى الذى نحن نفتخر به كدبلوماسيين وحقيقة أنا كدبلوماسى وسفير اليوم أشعر أن تلك الدبلوماسية العمانية خففت عنى عبئا كبيرا لأن سياستنا واضحة تدفعنى لإجراء أى حوار دون تردد وأعرف ما هى الخطوط العريضة التى نتحدث خلالها وتلك البدلوماسية مستمرة منذ عام 1970 ولم تتغير، وجلالة السلطان هيثم بن طارق أكد على تلك الثوابت العمانية فى التعاطى مع الطرف الآخر والأشقاء العرب.


تعزيز التضامن العربي


هذا يدفعنا للتوقف عند الدور العمانى فى السعى والمساهمة لحل بعض القضايا العربية العربية الشائكة

عمان حريصة على اللحمة العربية وحريصة على التضامن العربى وقوة الأمة العربية والتى إذا حصلت على قوتها فإن جميع الدول العربية سوف تتفرغ للتنمية وأعتقد أنه آن الوقت أن ننحاز للاستقرار الذى لم تحصل عليه حتى الآن ، هل يعقل أن القضية الفلسطينية تبقى على حالها دون حل ؟ آن الأوان أن تنعم الشعوب العربية بالاستقرار والتفرغ لقضايا التنمية وإذا نظرنا نجد أن غالبية الشعوب العربية هم من الشباب الذى له تطلعات وأحلام وطموحات وإذا لم ننحز للسلام وتجنب الخلافات واستعمال لغة الحوار وإعطاء هذا الأمر أهمية من خلال الجامعة العربية ، وها هو نداء سلطنة عمان الدائم وهو الحوار والسلام وسلطنة عمان لم تغير موقفها نهائيا من جميع القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية وأكدت أن الحواروالسلام مطلب أساسى لحل القضية وعمان منذ بداية القضية الفلسطينية سعت وقبل أى دولة وبعد كامب ديفيد حتى اللقاءات مع الجميع طالبت بالحوار والسلام لأن السلام لا يتحقق مع طرف واحد ، والقضية السورية اليوم لابد لها من حل وسوريا عضو مؤسس فى الجامعة العربية ولماذا هى بعيدة الآن عن الجامعة العربية ، واليمن تعيش 6 سنوات من الحرب ولابد من إنهاء تلك الأزمة والكل خسران من تلك الحرب نحن نتمنى فى عمان أن تنتهى تلك الحرب فى أسرع وقت ممكن وأن يتفرغ الشعب اليمنى للسلام وأن يعود الوئام للأمة العربية وعمان يساهم بذلك بشكل مستمر على مدار الساعة إذا طلب منها ذلك .


بين الصحافة والدبلوماسية


كنت سفيرا فى الأمم المتحدة بجنيف والآن مندوب السلطنة فى الجامعة العربية ما أوجه الاختلاف فى آليات العمل وهل أنت راض عن آليات العمل فى الجامعة العربية ؟


المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف مختلف، هناك فى جنيف 35 منظمة بين حقوق إنسان وتجارة دولية وغيرها ما يعنى أن مطبخ العالم هناك فى جنيف والطبخة تنضج فى مقرها فى نيويورك، وهناك فى الجامعة خصوصية الى حد ما مختلفة القضايا كلها عربية والتعاطى مع الأطراف الأخرى .. لكن إيقاع العمل يختلف ولكن مما شك أن الكل ينشد دائما التطوير والأفضل على الصعيد الفردى أو الدولى .. والحراك نحو المستجد هو أمر مطلوب وفيه جهود بالجامعة العربية وهناك أصوات تنادى بتطوير عمل الجامعة العربية. طبعا الذى يعطل هذا هو الخلافات العربية شبه اليومية ومرت علينا تجارب عديدة منها الأزمات فى سوريا واليمن ولبنان وليبيا والسودان وتلك الخلافات أجلت إلى حد كبير التطوير الشامل الذى ننشده جميعا.


سعادة السفير توليت العديد من المناصب فى مواقع متعددة ومختلفة شهدت نجاحات ولكنى أتوقف عند مهامك الإعلامية سابقًا والعمل الدبلوماسى خلال تلك المرحلة كيف تأثر عملك الدبلوماسى بخبراتكم الإعلامية؟


أعتقد أننى محظوظ أن تجربتى الإعلامية سبقت الدبلوماسية والتجربة الإعلامية ثرية جدا، لماذا؟ لأن الإعلام الباحث عن المعرقة الدائمة والإعلامى زاده اليومى القراءة والإطلاع والعلاقات الطيبة مع الآخر ولا ينجح الصحفى وهو جالس فى برجه العاجى ..

ربما تلك التجربة كانت لها دور كبير .. كما أننى اشتغلت فى وزارة التعليم العالى ملحقا ثقافيا لسفارة السلطنة فى المملكة الأردنية الهاشمية ..

كما اشتغلت بوزارة العمل العمانية رئيسا لمكتب وزير العمل فى فترة من الفترات هذه الخلطة ساعدتنى بالفعل فى تقديم شئ هام فى المجال الدبلوماسى إذا تعتبرونه نجاحا فهو شرف لى أما انا اعتبر نفسى اجتهد فى تقديم الأفضل وتعزيز العلاقة بين البلدين وهو الدور المكلف به لأقوم به على أكمل وجه وقد دعيت لمناسبة الأزهر الشريف « مرور 10 سنوات على إنشاء بيت العائلة المصرية « حقيقة هذا المشروع يستحق التقدير والاحترام لمصر الأزهر والكنيسة وهو مشروع رائع وهذا يذكرنى بفكرة انطلقت من قبل جلالة السلطان قابوس رحمة الله عليه فى عام 1991 حيث شكلت لجنة برئاسة وزير الإعلام فى حينها الوزير عبدالعزيز الرواس وعدد من الوزارات والجهات المعنية بتوجيه الرأى العام وهى الفترة التى شهدت تغيرات عالمية ..

خشية من تلك التغيرات وتأثيرها على المجتمع العمانى وللحفاظ على أصالته وتوجيه المجتمع للثبات على مبادئه وعدم التأثر بالأفكار الدخيلة التى حدثت فى بعض البلدان وتأثرت بها حيث شكلت لجنة كنت فى حينها أمين سر تلك اللجنة وقدمت مقترحا فيما يتعلق بتوجيه المجتمع والشباب نحو المواطنة الحقيقية وإيجاد الحوار المشترك بين جميع المذاهب المتعددة فى عمان القائم على أساس الحوار والتسامح فى حل الخلافات فيما بينها خاصة أن الحضارة العمانية قائمة على مفهوم التسامح ومبدأ الحوار وقبول الآخر .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة