الحوامل والتغيرات المناخية - صورة أرشيفية
الحوامل والتغيرات المناخية - صورة أرشيفية


كيف تؤثر التغيرات المناخية على صحة السيدات الحوامل وأجنتهن؟

أحمد عبدالرحيم

الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 - 10:05 ص

عرضت فضائية " إكسترا نيوز" تقريرا مفصلا حول تأثير التغيرات المناخية على صحة السيدات الحوامل وأجنتهن. 

وأشار التقرير إلى أنه لم يعد تأثير ظاهرة التغير المناخي يقتصر على العوامل الطبيعية فقط، وإنما امتد تأثيره إلى صحة السيدات الحوامل وأجنتهن، إذ تعاني النساء بشكل عام من مشكلة التغير المناخي وجموح ظواهره، لكن الحوامل والأجنة معرضات للخطر بشكل خاص وأصبحن يدفعن الفاتورة الأعلى.

ووفقاً للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، فإن النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، ويرجع ذلك إلى كونهن يشكلن غالبية فقراء العالم ويعتمدن بشكل أكبر على الموارد الطبيعية.

لكن هناك مجموعة فرعية واحدة من النساء معرضات بشكل خاص للخطر، هن النساء الحوامل وأجنتهن للعديد من الأسباب.

وتدهور جودة الهواء يعني أن الفئات السكانية المعرضة للخطر، مثل النساء الحوامل والأجنة في طور النمو، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي ومشاكل الصحة العقلية.

اقرأ أيضا: صحة المنيا تقدم الخدمات لـ68 ألف سيدة بمبادرة العناية بصحة الأم والجنين

ووفقًا لمراجعة شبكة "JAMA" لعام 2020 التي قيّمت أكثر من 32 مليون ولادة في الولايات المتحدة، يؤدي تفاقم تلوث الهواء والتعرض للحرارة المرتبط بالمناخ إلى زيادة المخاطر على صحة الأم والجنين والرضع.

وخلال المراجعة، وجد الباحثون دليلاً ثابتًا على أن التلوث في الهواء والحرارة يؤثر على نتائج الحمل، بما في ذلك ولادة جنين ميت وانخفاض الوزن عند الولادة ومعدلات الولادة المبكرة.

وعلّق روبا باسو، رئيس قسم وبائيات الهواء والمناخ في حماية البيئة في كاليفورنيا والمؤلف المشارك لدراسة "JAMA": "ملوثات الهواء المجهرية لديها القدرة على التوغل في رئتي الأم، ما يهدد صحتها الرئوية".

وأضاف: "يمكن أن تنتقل الملوثات إلى المشيمة ما يؤدي إلى التهاب يمكن أن يسبب سكري الحمل أو تسمم الحمل، أيضا يمكن أن تضغط الحرارة الشديدة على الأم وتسبب ردود فعل من الدوار إلى السكتة القلبية".

أيضا أكدت المراجعة أن الأمهات الأكثر تعرضاً للتهديد هن المصابات بالربو والأقليات، خاصة النساء ذوات البشرة السمراء.

ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة الضغط على الأم والجنين، حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2020 صلة بين سكري الحمل والحرارة الشديدة.

وأصدرت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء هذا الصيف إرشادات حول الصلة بين درجات الحرارة القصوى ونتائج الولادة غير المنتظمة، حتى الإعصار يمكن أن يضع الأمهات الحوامل تحت ضغط إضافي كافٍ لدرجة أن الطقس يمكن أن يؤدي إلى معدلات أعلى للولادات المبكرة.

ورغم عشرات الدراسات والمؤتمرات التي عقدت لبحث تأثيرات تغير المناخ على الإنسان والحيوان والبيئة، فإن عدد الأبحاث التي ناقشت هذه المخاطر على الحوامل ضئيل.

وقالت كيلي ديفيس، رئيسة ابتكار المساواة في الولادة بمنظمة "National Birth Equity Collaborative"، إن مناقشات المناخ الوطنية والدولية، مثل قمة الأمم المتحدة، تتجاهل الاحتياجات الفورية للمجتمعات المهمشة بما في ذلك الحوامل.

ونقلت شبكة "سي بي إس نيوز" عن ديفيس قولها: "في كثير من الأحيان تكون أهداف تغير المناخ سامية للغاية وكل هذه الأشياء مهمة، لكنها تمحو الطوارئ والمخاوف البيئية التي تواجهها النساء والحوامل كل يوم"، بينما قالت سكاي ويلر، باحثة أولى بقسم حقوق المرأة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن التهديدات المناخية تؤدي إلى تفاقم أزمة صحة الأم ومع ذلك فإن قلة من الناس يدركون الخطر.

وأجرت المنظمة الحقوقية الدولية مراجعة حديثة شملت 105 صفحات رسمية للسلامة الحرارية وخطط العمل المناخي ومبادرات الاستدامة في 18 مدينة أمريكية رئيسية، بما في ذلك 15 مدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان بإجمالي 32 مليون شخص.

وخلصت مراجعة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "هناك المزيد من المعلومات العامة حول حماية الحيوانات الأليفة من درجات الحرارة الشديدة أكثر مما هو موجود حول النساء الحوامل".


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة