الفنانة سميحة أيوب تستعد لمسرحية المومس الفاضلة عام 1958 - أرشيف أخبار اليوم
الفنانة سميحة أيوب تستعد لمسرحية المومس الفاضلة عام 1958 - أرشيف أخبار اليوم


«المومس الفاضلة».. حين نست سميحة أيوب «الشرف» على المسرح 

صافي المعايرجي

الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 - 01:28 م

 

أنت الآن تقف معنا في منتصف الطريق بين جبهتين إحداهما تؤمن بكل ما يرتبط بالفن وأخرى تقتنع بأن رسالة الفن ترفع من شأن الذوق العام، وربما هذه الشعرة الفاصلة التي أثارت أزمة اسم مسرحية «المومس الفاضلة».

 

و«المومس الفاضلة» هي مسرحية خرجت إلى النور عام 1958 وتحمل فصولها قضية إحدى بنات البغاء الأمريكيات التي تحاول إثبات بعض مبادئها ورفضها الشهادة الزور ضد أحد الزنوج رغم الضغوط التي تعرضت لها من ابن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.

 

أما مؤلف القصة فهو المفكر الفرنسي جان بول سارتر، وحين ترجمت إلى اللغة العربية، أدت دور المومس الفاضلة الفنانة سميحة أيوب، وشارك معها مجموعة من عمالقة الفن وقتها مثل: عمر الحريري، وحسن البارودي، وتوفيق الدقن، وحسين رياض.

 

ليس هذا فحسب؛ بل إن وزير الثقافة والإرشاد القومي وقتها كان ثروت عكاشة، ومدير عام الفنون المسرحية والموسيقى الدكتور علي الراعي، بينما مدير المسرح القومي السيد أحمد حمروش أحد قيادات الضباط الأحرار.

 

ببساطة أهل الفن يؤمنون بأن الخطوط الحمراء تضعف «الإبداع» وربما يستشهدون بفيلم «السفارة في العمارة» عندما رفضت «بائعة الهوى» الحصول من الفنان عادل إمام على أموال مقابل الساعات التي قضتها معه لمجرد علمها بموافقته على السكن بجوار السفارة الإسرائيلية في الجيزة.. وفي المقابل هناك تيار ديني برلماني يترسخ لديه مبدأ أن الفن يرتقي بالذوق العام للمجتمع.

 

وقبل أيام أزاحت الفنانة إلهام شاهين الستار عن مفاجأة وهي قيامها بالاستعداد حاليًا للمشاركة في مسرحية المومس الفاضلة ولكن بنسخة 2021 لتثار معها موجة احتجاجات كانت أقصاها اعتراضات عضو مجلس الشيوخ أيمن محسب على اسم المسرحية، قائلا: «طريقة التناول والمعالجة للمسرحية التي كتبها سارتر قبل أكثر من 75 عاما غير مناسبة للمجتمع المصري، بل ومن الممكن أن يطلق عليها فن إباحي».


كيف ظهرت سميحة أيوب؟

 

بالعودة إلى حوار أجري مع الفنانة الشابة – وقتها - سميحة أيوب مع مجلة الإذاعة ونشر في 13 ديسمبر عام 1958 فقد خرجت بتصريح صادم عن المسرحية، حين قالت: «نسيت على المسرح أنني شريفة».

 

وقالت أيوب وقتها: «المومس الفاضلة من الأدوار الخالدة التي لعبتها على المسرح وهي تجربة جديدة في مسرحنا العربي، رغم خوفي في الليلة الأولى وكان خوفي من الجمهور ألا يقبل حركاتي والألفاظ التي يتطلبها دوري، إلا أن الجمهور أحس بجدية التجربة واستقبلها بتقدير ووعي، جعلنې ازداد إیمانا بأن وعينا المسرحي قد تطور». 

 

 وحين صدمها المحرر عن أن هذه المسرحية قد تصلح لمجتمع آخر غير مجتمعنا الشرقي، كانت إجابة سميحة أيوب: «الذين يقولون ذلك ينظرون إلى المسرحية نظرة سطحية.. إنها أعمق من ذلك بكثير وأنا أعتقد أن خير مكان تمثل فيه هو القاهرة فمأساة الزنوج في أمريكا، التي يعالجها سارتر مرتبطة بنا، فبعض المغامرين والاستغلاليين الأوروبيين أخذوا من القارة الإفريقية بعض سكانها وأرسلوهم إلى أمريكا ليزرعوا الأرض كعبيد وعندما انتهت مهمتهم بدأوا يتخلصون منهم بهذه الطريقة البشعة التي تلقى عليها هذه المسرحية الأضواء».

 

ومضت في حديثها قائلة: «من هنا يتضح أن مشكلتنا نحن أبناء أفريقيا.. فالقاهرة هي المكان الوحيد في القارة المتحررة الآن من قيود الاستعمار، ومسرحية سارتر من الأعمال الرائعة التي تدعو إلى تحرير العبيد وتقديمها على المسرح العربي محاولة كبيرة في هذا الصدد رجعيون».

 

لكن هل كان هذا أول دور من نوعه تقوم سميحة أيوب به، أجابت وقتها قائلة: «نعم ولقد رفضت منذ ثلاث سنوات أدوارا مماثلة، واعترف أنني كنت مخطئة في رفضي هذا، أما اليوم فأوافق بلا تردد، فالفنان يجب أن يتطور ويتسع أفقه». 

 

وخلال حوارها مع مجلة الإذاعة في عام 1958، اعتبرت الفنانة سميحة أيوب سر نجاحها في: «نسیاني كل شيء سوى أنني (ليزي) المومس الفاضلة».

 

لم تستطع سميحة أيوب أن تتمالك نفسها عندما علمت أن المفكر الفرنسي سارتر سيشاهدها في مسرحيتها «الندم» أثناء زيارته للقاهرة، فعلقت قائلة: «أنا سعيدة أنني أمثل أمام أعظم مفكر معاصر، شعور العزاء عن عدم تقدير المادي الذي أعامل به في المسرح».


 المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

«المومس الفاضلة».. حين نست سميحة أيوب «الشرف» على المسرح 

«المومس الفاضلة».. حين نست سميحة أيوب «الشرف» على المسرح 

«المومس الفاضلة».. حين نست سميحة أيوب «الشرف» على المسرح 

«المومس الفاضلة».. حين نست سميحة أيوب «الشرف» على المسرح 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة