الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 - 05:58 م

عندما يتحول منهج الصف الرابع الابتدائى إلى أزمة؟! وتفتح المساحات الإعلامية والصحفية لمناقشتها.. ويتدخل مجلس النواب مطالباً استجواب ومناقشة وزير التربية والتعليم بشأن هذه الأزمة.. هل نحن فى حاجة إلى أزمات تزيد من هموم الأسرة المصرية؟! لم تنته بعد وزارة التربية والتعليم من إعلان انتهائها من تطوير التعليم بجميع مراحله.. ولم نستقر حتى على صيغة نهائية لامتحانات نهاية العام للصفوف المختلفة.. فكل عام تطل علينا وزارة التربية والتعليم بنظام ومنهج مختلف..

ومع بداية كل عام دراسى يضع أولاياء الأمور أيديهم على قلوبهم فى انتظار مفاجآت وافتكاسات وزارة التربية والتعليم وهى التى اعتادوا عليها منذ تولى د.طارق شوقى وزارة التربية والتعليم وإطلاقه لمشروعه بتطوير التعليم.. والذى أيدناه وقتها ووقفنا معه ضد مافيا الدروس الخصوصية والكتب الخاصة..  فوجئنا جميعاً هذا العام بشكوى أولياء الأمور من منهج الصف الرابع الابتدائى.. وكأن الوزارة وما بها من خبراء قائمين على التطوير مصرون على تحويل أبنائنا إلى حقل تجارب.. أنا شخصياً لا أعلم لماذا الصف الرابع الابتدائى تحديداً، هو ما كان صاحب النصيب الأكبر فى مشاكل التعليم التى لا تنتهى.. الجميع يقدر أهمية وضرورة بل وحاجة المجتمع الملحة لتطوير التعليم.. ولكنى لا أجد إجابة على السؤال الملح.. لماذا لم تستقر الوزارة حتى الآن على صيغة نهائية لهذا التطوير.. رغم إعلانه وإعلان خطته منذ سنوات؟! كما أننى لا أجد إجابة على السؤال.. لماذا تحول أبناؤنا فى المدارس إلى حقل تجارب يستعرض عليهم القائمون على عملية التطوير عضلاتهم وعقدهم وأفكارهم غير المدروسة.. القائمون على تطوير التعليم يعتقدون أن التطوير يتلخص فى صعوبة المناهج وتعقيدها حتى إن المدرس نفسه القائم على التعليم يصعب عليه فك طلاسم المنهج..

إن هذا المسلك من القائمين على تطوير التعليم يختلف تماماً عن مفهوم التطوير، والذى حدثنا عنه كثيراً وزير التربية والتعليم.. والذى أكد أن الفهم والتحصيل والاستيعاب وليس التلقين والحفظ هو الإتجاه الصحيح لتعليم أبنائنا.. أعتقد أن نجاح عملية التطوير لا تقاس بمدى صعوبة المناهج وطولها والحشو الذى بها.. بل تقاس بمدى تحصيل التلاميذ للمعلومات وإدراكهم واستيعابهم واستفادتهم مما يدرسونه من مواد..  يا سادة يكفينا ما تم من تجارب سابقة.. وعلينا أن ننتهى من تطوير التعليم وفقاً لرؤية عالمية متاحة للجميع، بدلاً من التعقيدات التى تجعل تلاميذ الرابع الابتدائى يكرهون منذ صغرهم التعليم.. فتكون النتيجة عزوفهم عن التعليم.