عبلة الرويني
عبلة الرويني


ما أدراك ماالستينات!!...

عبلة الرويني

الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 - 06:00 م

عندما نتحدث عن نهضة المسرح المصرى فى الستينات، فنحن نتحدث عن حضور ثقافى..عن الوعى بالفن...الوعى بالكلمة..والوعى أيضا بالحرية «رغم الحديث الطويل عن الرقابة والقمع»!!. مجتمع أكثر حرية...لا تخيفه الألفاظ، ولا تفزعه الأشباح،ولا تحاصره الخرافة..مجتمع مناهض للجهل والتخلف، ممتلئ بالوعى والثقة والطموح والتقدم....

قبل أكثر من ٦٠ عاما «١٩٥٨»  قدم المسرح القومي، مسرحية سارتر(المومس الفاضلة) بطولة سميحة أيوب،من أخراج حمدى غيث. قدمتها أيضا سناء جميل فى الستينات، فى البرنامج الثانى بالإذاعة المصرية من اخراج محمد توفيق...يومها لم ينزعج الجمهور ولا النقاد،ولا رجال الدين ولا رجال السياسة..لم يتهم أحد الكاتب الفرنسى «بالإباحية» ولا بإفساد المجتمع المصري...لم يصرخ أحد فى مجلس الشعب، خوفا على خدش حياء  المجتمع...كما يحدث اليوم  لمجرد أن فكرت الهام شاهين فى إعادة تقديم مسرحية (المومس الفاضلة)من إخراج سميحة أيوب.. سارع بعض نواب البرلمان بتقديم طلبات إحاطة، مطالبين بحذف عنوان المسرحية (الصادم) للمجتمع!!...وابتكر حزب النور «السلفى» وبعض أعضاء حزب الوفد (الليبرالي) هجومهم الهزلى المخجل على المسرحية..ليس فقط بتغيير عنوانها، لكن أيضا بملاحقة سارتر «الإباحى»!!...وربما أيضا المطالبة باخراجه من قبره «وسجنه»!!.

أكثر من ٦٠ عاما على إختلال المسافة بين «الفن» و«العار»!!....بين «الوعى» و«الجهل».. الوعى بقيمة مسرحية،هى واحدة من أفضل أعمال المفكر الفرنسى سارتر، كتبها ١٩٤٦ لمناهضة العنصرية، والدفاع عن جوهر الشرف الإنساني...


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة