جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

تغيير قواعد اللعبة!

جلال عارف

الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 - 06:05 م

أزمة «كورونا» وما تبعها من آثار اقتصادية واجتماعية على كل دول العالم، طرحت بقوة أسئلة كانت مؤجلة عن غياب العدالة فى النظام الدولى الذى مازال يحكم العالم.

انعدمت العدالة بين دول لديها فائض فى مخزون اللقاحات وبين دول مازال معظم مواطنيها على قوائم الانتظار للقليل الذى يصل لبلادهم التى تخوض معركة غير متكافئة مع الدول الثرية التى أمنت ما يفوق احتياجاتها بكثير.

وفى مواجهة الآثار الاقتصادية لأزمة كورونا.. تحملت الدول الفقيرة العبء الأكبر، وتحمل الفقراء داخل أوطانهم تكاليف الإغلاق الاقتصادى ومازال عليهم أن يتحملوا حتى يتعافى اقتصاد العالم.. بينما راكم أثرياء العالم المزيد من الثروات.

مدير برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة «ديفيد بيسلى»، سلط الأضواء على مسئولية أثرياء العالم فى مواجهة الأزمة.
قال إن أغنى رجل فى العالم «إيلون ماسك» صاحب شركة «تسلا» قادر على إنهاء أزمة الجوع فى العالم لو تبرع فقط بـ ٢٪ من ثروته «!!» ورد «ماسك» سريعا متسائلا كيف تستطيع ٦ مليارات دولار أن تقضى على الجوع؟ ومتسائلا عن وسائل وصول هذه الأموال «إذا تم التبرع» إلى مستحقيها.

دخل الكثيرون على الخط فى هذا الجدل ومنهم السيناتور الأمريكى البارز «بيرنى ساندرز»، الذى كتب: يجب أن نطلب من فاحشى الثراء أن يدفعوا نصيبهم العادل مواصلا معركته التى بدأها منذ سنوات طلبا من المزيد من العدالة داخل أمريكا نفسها. ومازالت التفاعلات تتسع يوما بعد يوم.

بالطبع.. ليس المقصود «ماسك» وحده وهو الأغنى مع ثروة تقدر بـ ٣٣٠ مليار دولار. المقصود كل أصحاب الثروات الهائلة ومسئوليتهم في أوقات الأزمة. والمقصود أن يبحث الجميع عن عالم أكثر عدلا وإنسانية. عالم لا يسمح بأن يكون هناك ٤٢ مليون جائع يواجهون الموت حرفيا كما يقول مدير برنامج الغذاء العالمى.. بينما السيد «ماسك» يخسر ٥٠ مليار دولار بالبورصة فى يوم واحد، ويستغرب فى نفس الوقت أن يطلب منه تقديم ستة مليارات لمحاربة الجوع فى العالم!!

المشكلة ليست فى السيد «ماسك» أو غيره من مليارديرات العالم. المشكلة أن قواعد اللعبة لابد أن تتغير!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة