محامى صلع
محامى صلع


فرفش كدة | محامى صلع

الأخبار

الخميس، 18 نوفمبر 2021 - 06:19 م

عبد الصبور بدر 

أخبرت محامى صديقى «خالى شغل» بسرقة آخر 20 سنة من عمرى، فنصحنى بأن أتقدم ببلاغ للنيابة، وقال إنه سيتولى الدفاع عنى أمام المحكمة ويطالب بتعويض كبير أنفق منه على زراعة شعر رأسى، وإجراء جراحة تجميل ترجعنى عيل عنده 25 سنة، وشراء شقة فى الـ90، وسيارة نمبر ون.


ويوم المحاكمة امتلأت القاعة بالمخاليق الذين جاءوا يتفرجون على «مغفل» اتسرق عمره من غير ما يحس، يتغامزون ويضحكون ويشيرون إلىّ، ولم ينجدنى إلا الحاجب وهو يصيح: «محكمة» فخرس الجميع، وسألنى القاضى: بتتهم مين بسرقة عمرك يا عبد الصبور؟!


 نظرت إلى زوجتى وأولادى، ومسؤول هيئة النقل العام، ووزير التربية والتعليم، وأصحاب مصانع السجائر، والبنات الحلوة فى مؤخرة القاعة، وتذكرت آلاف الكتب والجرائد التى قرأتها، والأفلام والمسلسلات التى شاهدتها، والطوابير التى وقفت فيها، ومؤسسات حكومية ذهبت إليها لاستخراج أوراق رسمية، ومدام عفاف فى الدور التالت، والفيسبوك وواتساب ويوتيوب، وجلسات النميمة مع الأصدقاء، وساعات الجدل مع رؤسائى، ومصاريف المدارس، والأسعار، والفواتير، وبلّمت ولم أرد، ليتولى المحامى الإجابة قائلا: موكلى بيتهم الدنيا كلها يا باشا، وأطالب بتعويض كبير يرجعله سنينه اللى هربت منه.


سأله القاضى: هى هربت ولا اتسرقت يا متر ما ترسى على بر؟!..

ورد المحامى: النتيجة واحدة سعاتك والدليل قدامك.. شاب كركوبة، كأنه طالع طازة من القبر، موميا، بس الفرق إن الموميا يا سيادة الريس بتحتفظ بشعرها، إنما ده راسه زى منت شايف، بلاطة فرز تالت، وصدره شخليلة، مصاب بالسكر والأملاح مع بعض، إضافة للقلب والضغط، بيمشى بالزق، ونظره شيش بيش، ومحتاج حراسة من كونسلتو دكاترة عشان مايطبش ساكت فى أى وقت. 


عاد القاضى يسأل المحامى: والدنيا بينها وبين موكلك أيه عشان تسرق ولا تهرّب عمره؟.. ورد المحامى: افترا سعادتك، شكله معجبهاش، حدفته 20 سنة لقدام.


طلباتك يا متر؟


تعويض يا ريس.. يرجعه زى ما كان صاغ سليم من غير خدش.

وهى الفلوس بتعوض البنى آدم عن عمره يا متر؟


استخرج المحامى ما يشبه أوراق من دوسيه أمامه وقدمها للقاضى وهو يقول: دى صور فنانين يا باشا مكتوب عليها سنّهم الحقيقى، توضح لك إن العمر قدام الفلوس بيرجع لورا زى الرهوان.


رفعت الجلسة للمداولة، وصاح الحاجب من جديد: «محكمة»، فجلس القاضى قائلا: بعد الإطلاع على أوراق القضية، حكمت المحكمة حضوريا، وخبط بالمطرقة خبطات متوالية، ليمنع الهمهمة، ولكن الأصوات تعالت فى القاعة، فاستمر الخبط حتى استيقظت لأفتح الباب لمحصل الكهرباء وهو يناولنى وصل النور.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة