يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

اجتماع أوبرا دمنهور

يوسف القعيد

الخميس، 18 نوفمبر 2021 - 06:46 م

هذه أول مرة أعتذر فيها عن عدم حضور اجتماع مجلس إدارة أوبرا دمنهور لظرف طارئ. لا أعتبره حضوراً بقدر ما أعيشه على أنه رحلة إلى سنواتى الأولى. فأنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا - من أبناء البحيرة. أنتمى لقرية الضهرية مركز إيتاى البارود. وهى واحدة من 7 قرى بناها الظاهر بيبرس فى أنحاء مصر. وكلها تحمل أسماء تشير إلى مُنشئ القرى وأطلق عليها اسمه.


هذه رابع مرة أكتب فيها عن أوبرا دمنهور. وفى المرات الثلاث السابقة التى تعود إلى سنوات من 2009 وحتى الآن كنت حريصاً جداً على الحضور. بل أعتبره عيداً من الأعياد. ففضلاً عن الذهاب إلى عاصمة المحافظة التى أنتمى إليها. فهناك ذكريات تربطنى بالمدينة.


ومن شدة حبى للمكان أعترف أننى على اتصال دائم بمحافظ البحيرة اللواء هشام أمنة. المحافظ الذى يعمل فى صمت وبعيداً عن إغراءات الإعلام. وينسب إليه الكثير من المنجزات التى تحققت فى البحيرة فى السنوات الأخيرة. هذه الاجتماعات الجميلة كنت أرى فيها الدكتورة إيناس عبد الدايم، سواء وهى رئيسة الأوبرا، أو بعد أن أصبحت وزيرة للثقافة تقود ثقافة مصر بدُربة ومهارة، وتحقق الكثير من المعجزات رغم أن الميزانية ربما لا تساعدها فى تحقيق أحلامها للثقافة المصرية: هنا والآن.. أيضاً فإن هذه الإجتماعات فرصة للقاء الدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية. والذى يتبعه فرع للأوبرا فى الإسكندرية، وفرع آخر فى دمنهور. ولو لم يفعل خلال رئاسته للأوبرا سوى مهرجان الموسيقى العربية الأخير، الذى عُقِد فى الأيام الماضية. وقدم صورة توشك أن تصل لحدود الكمال فى العمل الثقافى المصرى والعربى.


فى ميدان نحن فى أمس الحاجة إليه، ألا وهو الغناء الذى يغسل الروح ويصفى الوجدان من مشاكل الحياة اليومية. ويجعل عقل الإنسان صفحة بيضاء تماماً تخلو من أى أمر من الأمور التى نعيشها فى حياتنا.


ما من مرة ذهبت فيها إلى أوبرا دمنهور إلا وتذكرت تفتتاحها فى مبنى عريق يذكرنا بأمجاد العمارة المصرية، لا أقول القديمة ولكن المعاصرة. لأننى أعتقد أن المبنى قد تم تشييده فى القرن العشرين. ومسرح بلدية دمنهور هو مقر أوبرا البحيرة. ورغم مضى سنوات ليست قليلة على الافتتاح الذى جرى عندما كان الفنان فاروق حسنى صاحب الحلم الثقافى وزيراً للثقافة المصرية.


دمنهور تعنى بالنسبة لى المثقف العضوى كامل رحومة. الذى رفض مغادرتها وعاش فيها. وقاوم كل محاولات الإغراءات لكى يرحل إلى القاهرة مثلما فعلنا جميعاً. كامل رحومة له خمسة كتب. أولها عن عبد الوهاب المسيرى ابن البحيرة. ويهتم كثيراً بالقوى الناعمة ورسالتها بالنسبة للمجتمع المصرى كله.
بل إن له مخطوطة مؤلف فى هيئة الكتاب، أتمنى من الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية للكتاب الاهتمام به وإخراجه، وهو عن المقاهى الثقافية فى العالم الآن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة