حريق «لندن العظيم».. خطأ خباز دمر حياة الآلاف
حريق «لندن العظيم».. خطأ خباز دمر حياة الآلاف


حكايات| حريق «لندن العظيم».. خطأ خباز دمر حياة الآلاف

هناء حمدي

الجمعة، 19 نوفمبر 2021 - 10:06 ص

تخيل هذا السيناريو.. في يوم من الأيام سمعت عن حريق ضخم تسبب في دمار 80% من مباني مدينة كاملة وألحق الضرر بأكثر من 13 ألف منزل و87 كنيسة وأصبح ما يزيد عن 100 ألف شخص بلا مأوى واستمرت محاولات إطفائه على مدار 5 أيام وبعد تخيلك لحجم هذا الحريق الضخم.. هل تعتقد أن تخمن سببه؟

 

تبعا للمنطق فبالتأكيد حريق بهذا الحجم الهائل قد يكون سببه انفجار ضخم في أحد المصانع التي تحتوي على مواد تساعد على الاشتعال أو بما نشاهده حاليا من تغيرات مناخية قد يكون السبب ناتج عن قرب هذه المدينة من منطقة غابات تعرضت للحرق فوصلت النيران للمدينة أو بركان تقاذفت حممه على المدينة ومنازلها مما أدى إلى دمارها.. قد تكون كل هذه الأسباب صحيحة ولكن الواقع كان له رأي آخر.

 

لك أن تتخيل أن السبب في هذا الحريق المدمر خطأ خباز تغافل عن إطفاء نار فرنه بشكل صحيح فتسبب في حريق مدينة كاملة ليكون «حريق لندن العظيم» واحدا من أغرب الحوادث في التاريخ وللوصول إلى تفاصيل القصة عليك أن تعود إلى صباح يوم 2 سبتمبر من عام 1666 ومن منزل خباز الملك في شارع «بودينج» بالقرب من جسر لندن؛ حيث بدأت الشرارة الأولى للحريق.

 

 

وبحسب موقع «history» فإنه في مساء الأول من سبتمبر عام 1666 وبعدما انتهى توماس فارينور خباز الملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا من عمله ذهب إلى النوم ولكنه أغفل أن يتأكد من إطفائه نار الفرن بشكل صحيح كعادته ومع دقات الساعة لتعلن عن الوصول إلى منتصف الليل أشعلت شرارات من الجمر المشتعل حطب موجود بجانب الفرن لتمتد النيران إلى كامل الحطب وما هي إلا دقائق قليلة حتى اشتعلت النيران في منزل الخباز.

 

اقرأ أيضًا| مغتصب الموتى.. ديفيد فولر يعتدي على 100 جثة داخل مشرحة

 

ومع هذه النيران والدخان استيقظ «توماس» وأسرته وتمكنوا من الفرار قبل أن يتعرضوا لأي ضرر ولكن لم يتمكن مساعده من الهرب ليكون الضحية الأولى للحريق ولم تتوقف النيران عند هذا الحد فانتقلت النيران من منزل الخباز إلى المنازل المجاورة.

 

 

وساعد في سرعة انتشار السنة اللهب طبيعة تصميم الشوارع الضيقة والمزدحمة وكذلك طبيعة مواد بناء المنازل في هذه الفترة حيث كان يتم بنائها في الغالب من خشب البلوط مع تغطية جدران المنازل بالقطران لمنع تسرب مياه الأمطار إلى داخل المنزل.

 

حاول الأهالي السيطرة على الحريق ومساعدة المسؤولين عن إطفاء الحريق باستخدام مضخات المياه اليدوية إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل وامتد الحريق ليلتهم كل ما يوجد أمامه في المدينة ما دفع السكان للتخلي عن محاولات الإطفاء وتوجهوا لمحاولة إنقاذ أفراد أسرهم وممتلكاتهم النفيسة من منازلهم قبل أن يصل إليها الحريق الذي ظل يمتد حتى وصل إلى شارع التايمز وهنا كانت الكارثة الأكبر.

 

 

فكان هذا الشارع يضم مستودعات مملوءة بمواد قابلة للاشتعال مثل الشحم وزيوت المصابيح والمشروبات الكحولية والفحم فاشتعلت النيران في المستودعات وانفجر بعضها مما حول النيران إلى حريق ضخم لا يمكن السيطرة عليه فكان يمكن رؤية لهب هذا الحريق من على بعد 30 ميل ولأنه كان صيفا حارا شديد الجفاف وكانت الرياح قوية أدى ذلك إلى مزيد من الاشتعال فاضطرت السلطات المدنية إلى هدم المباني وإنشاء مصدات أمام الحريق في محاولة للسيطرة عليها ولكن لقوتها كانت النيران تجتاح هذه المصدات لتحقق مزيد من الخسائر.

 

وفي مساء 5 سبتمبر وبعد السيطرة جزئيا على الحريق اندلعت النيران مرة أخرى في أحد المعابد لكن تمكنت السلطات من السيطرة بشكل نهائي على الحريق في 6 سبتمبر عام 1666 بعدما تم تفجير المباني بالبارود لإخماد اللهب وبعدها تم حصر خسائر حريق لندن العظيم ليتلخص المشهد في أسر خائفة مشردة تسكن رصيف نهر التايمز مع جزء من ممتلكاتهم النفيسة ومدينة من الرماد بلا مساكن أو منازل وكأن ملامحها تم محوها حتى تراثها دمره الحريق حيث ألحق أضرار في عدد من المباني الشهيرة مثل كاتدرائية القديس بولس.

 

وبعد تدمير أكثر من 13 ألف منزل و87 كنيسة كان لابد من إعادة بناء لندن بالكامل تقريبا وللاستفادة من دروس الماضي تم بناء المنازل والمباني من الطوب لمنع وقوع مثل هذا الحريق في المستقبل كما تم تشكيل أول فريق للإطفاء مخصص لإطفاء المنازل التي تم دفع رسوم التأمين الخاص بها. 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة