هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

المحليات الداء والقانون الدواء

أخبار اليوم

الجمعة، 19 نوفمبر 2021 - 06:21 م

القبح لدينا وحش مفترس لا خلاص منه مهما مرت الأزمة وتغيرت العصور، يفتك بالجمال يغرس انيابه القاتلة فى كل ما هو حضارى وجميل، الصورة الأبشع أن يتمكن الجمال من يفرض سيطرته على منطقة تم تجميلها ثم يعود القبح ليخرج لسانه للجميع ويلون حياتنا بكل ماهو سيئ وكئيب.


لا ينكر سوى جاحد أو كاره لمصر وشعبها ما جرى على كل شبر من أرضها قفزات عمرانية وحضارية تكلفت آلاف المليارات كانت لتحدث تحتاج لعشرات السنين وما كانت لتحدث لولا وجود دولة تمتلك إرادة سياسية قوية عقيدتها الإنجاز ودينها البناء.


مئات المشروعات طرق وكبارى وشبكات مواصلات عالمية أعادت لمصر أمام وجهها الحضارى الحقيقى والمستحق الذى يسر الناظرين كأمة علمت الدنيا الحضارة والبناء، غير أن المحزن فى الأمر أن تتغلب علينا أسوأ عاداتنا هى اغتيال الجمال وعشق القبح وكأننا بيننا وبينهما وثيقة مصاهرة أبدية.


يدمى القلب ويحزن العين لمشهد تلال القمامة التى يليقها أصحاب الضمائر الميتة على ضفتى الطرق والمحاور الجديدة،اطنان من الزبالة والمخالفات تقذف بها يوميا ميليشيات اغتيال الحضارة والجمال دون رقيب أو حسيب.


أتحدث بالتحديد عن محور الفريق عرابى والذى يبلغ طوله ما يزيد على ١٣ كيلو مترا والذى يعد انشاؤه من وجهة نظرى معجزة بعد أن كان «رشاح» ومقالب عشوائية للقمامة ومرتعا للمجرمين والمدمنين وباعة المخدرات.


أسير فوق المحور يوميا ويحزننى أن يتحول انفاقه الثلاثة وكباريه الستة إلى مقالب عمومية للقمامة وخاصة كوبرى جمال عبدالناصر!!..

والأكثر إيلاماً أن ما يجرى فى محور الفريق عرابى يحدث فى كل المحاور والطرق الجديدة من تشويه متعمد وإشاعة مقصودة لكل أشكال الفوضى.


أنا على يقين أن محاولة البحث عن حلول لمشكلة القمامة لدى المحليات، تعنى أننا جئنا بداء كى يداوينا، ولكن علينا أن نتسلح فى مواجهة ميليشيات اغتيال الحضارة والجمال بقانون شئون البيئة والذى يفرض غرامات على المخالفين تصل إلى ٢٠ ألف جنيه، لو طبقنا هذا القانون وبصرامة فإننا ولاشك سنحمى مشروعاتنا القومية وملياراتنا من الهدر ونكحل أعيننا بمصر النظيفة التى لا قمامة فيها ولا مخالفات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة