الجمعة، 19 نوفمبر 2021 - 07:08 م

اختفت كلمات رائعة من قاموس لغتنا! كنت إذا أخطأت فى حقك أقول « آسفة» وإذا أردت أن أسبقك فى الطريق أقول «عن إذنك»، وإذا قدمت لى خدمة أقول» شكرا»، وإذا طلبت منك طلبا أسبقه بـــ»لو سمحت». استبدلنا هذه الكلمات بكلمات لا معنى لها هى « ماشي» ومشتقاتها مثل « مشيها» !

الكلمات الجميلة المعبرة المهذبة ضاعت منا فى زحمة الحياة.

أصبحت أزيحك من طريقي، ثم ألقى عليك نظرة وقحة، معناها أنا حر أفعل ما يحلو لي!

وإذا تصادف أن كنت مهذبا، وتركت لى مقعدك فى مكان عام، لا أبدى لك تقديرا أو شكورا، وإذا أخطأت فى حقك، أمضى فى خطأي، وأرفض الاعتذار، لأن الكرامة أن أصر على الغلط الذى ارتكبته!

كل واحد يقرر أنه مشغول جدا، ولذا من حقه أن يخرق النظام، فلا يلتزم بالطابور ولا الدور. يرى أنه بشطارته وفهلوته، يستطيع أن يسبق باقى السيارات، ويعتدى على اللوائح وقوانين المرور!

وإذا جلس فى تاكسى وشتم السائق أحد المارة، الذى تجرأ وعبر نهر الطريق، جامل السائق فى لعن المجرم الأثيم!
هذا ليس المصرى المؤدب طيب القلب، الذى نعرفه. قد تكون هذه العصبية والعنف نتيجة لمتاعبه اليومية، ولأزماته الاقتصادية التى قهرته سنوات طويلة، فأصبح ينقض على الضعفاء ويدوس على المسحوقين.

أتمنى أن نعيد الاعتبار للمواطن، حتى تعود الكلمات الجميلة إلى القاموس المصري.