د. حسن عماد مكاوى
د. حسن عماد مكاوى


تحياتى

نحو تعزيز الوعى المجتمعى «٩-١٢»

حسن عماد مكاوي

الجمعة، 19 نوفمبر 2021 - 07:09 م

من العوامل المهددة للوعى الاجتماعى المصرى تراجع دور المؤسسات الثقافية والاجتماعية التى كانت تحتفظ باستقلال نسبى خارج دوائر وقيم السوق العالمية. اعتمدت الدولة لفترة طويلة على مصدرين أساسيين للتنشئة الاجتماعية، أولهما يتمثل فى الأسرة باعتبارها النواة الأولى التى تنتج الوجدان الثقافى الوطنى من خلال نسيج القيم التى ترسخها فى وجدان الأفراد منذ نشأتهم الأولى ، غير أن الملاحظ تراجع دور الأسرة فى تنشئة الأبناء نتيجة انشغال الوالدين فى تدبير مستلزمات الحياة ، وتفكك الروابط الاجتماعية لدى بعض الأسر نتيجة غياب الوازع الدينى والأخلاقي، والتحولات الديموغرافية وتمدد السكان، وهو ما ينعكس بالسلب على الترابط الأسري، بالإضافة إلى بعض المشكلات الأسرية من نزاعات وطلاق وضعف عوامل الضبط والرقابة. أما المصدر الثانى للتنشئة فهو المدرسة التى تراجع دورها أيضا لأسباب عديدة.

يضاف إلى ذلك أيضا موجة التغريب الفكرى والسلوكى مما يؤثر على اهتزاز بعض القيم الأصيلة، وبروز قيم دخيلة ومبتذلة، وقلة الاهتمام بالتفكير الناقد والحوار البناء من جانب المربين والمؤسسات التربرية والإعلامية. لم تعد الثقافة المصرية على القدر نفسه من العطاء والتألق من حيث مستوى الإبداع.

كان هذا الدور يستند إلى مجموعة من القدرات والثوابت منذ عشرات السنين، وجمع رصيدا من المواهب والرموز التى شكلت وجدان الأمة بكل مظاهر التفوق والتميز والإبداع، ولكن هذه المواهب عانت من إهمال شديد فى السنوات الماضية، واخترقت سطوة المال وجبروته معظم مقومات الفن الحقيقى ، وتحولت بعض الفنون إلى أدوات للهدم بدلا من البناء.


وللحديث بقية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة