حـــواء تسـحـق آدم
حـــواء تسـحـق آدم


في اليوم العالمي لـ«أبو شنب»!.. حـــواء تسـحـق آدم بـ«الضـربة القاضية»!

إيمان طعيمه

السبت، 20 نوفمبر 2021 - 10:49 ص

 

تقول‭ ‬الحكمة‭ ‬إن‭ ‬بناء‭ ‬الرجال‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬المصانع،‭ ‬وفى‭ ‬اليوم‭ ‬العالمى‭ ‬للرجل‭ ‬الذى‭ ‬يوافق‭ ‬19‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬نلقى‭ ‬الضوء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬النصف‭ ‬القوى‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬جديدة‭.. ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬جديدة‭ ‬تشير‭ ‬لنتيجة‭ ‬صادمة‭ ‬وهى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الرجال‭ ‬يتعرضون‭ ‬للضرب‭ ‬والإهانة‭ ‬من‭ ‬زوجاتهم‭!‬

ولأن‭ ‬هناك‭ ‬فارقاً‭ ‬كبيراً‭ ‬بين‭ ‬الذكورة‭ ‬والرجولة،‭ ‬تحدثنا‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬لنعرف‭ ‬كيف‭ ‬تنجح‭ ‬الأم‭ ‬فى‭ ‬تربية‭ ‬أبنائها‭ ‬الذكور‭ ‬ليصبحوا‭ ‬خير‭ ‬رجال‭ ‬للمستقبل‭.‬

ويظن‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬الدموع‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالجنس‭ ‬الناعم‭ ‬فقط،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬البكاء‭ ‬وسيلة‭ ‬للفضفضة‭ ‬وتفريغ‭ ‬الطاقة‭ ‬السلبية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الحزن،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬المشاهير‭ ‬يلجأون‭ ‬إلى‭ ‬البكاء‭ ‬لمواجهة‭ ‬الصدمات‭ ‬التى‭ ‬يتعرضون‭ ‬إليها،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬شأنهم‭ ‬بل‭ ‬يعكس‭ ‬رهافة‭ ‬حسهم‭ ‬وإنسانيتهم‭.‬

وأخيراً‭ ‬الرجل‭ ‬ليس‭ ‬اأبوشنبب‭ ‬فقط،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬الذكور‭ ‬رجالاً،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬إنساناً‭ ‬رقيق‭ ‬المشاعر،‭ ‬دموعه‭ ‬قريبة‭ ‬وقلبه‭ ‬طيب،‭ ‬وهذا‭ ‬يكفى‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬رجلاً‭ ‬عظيماً‭.. ‬باختصار‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬يرصد‭ ‬خبايا‭ ‬لا‭ ‬نعرفها‭ ‬فى‭ ‬دنيا‭ ‬الرجال‭.. ‬هو‭ ‬نظرة‭ ‬مختلفة‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬يبدو‭ ‬واضحاً‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬ينطوى‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬والأسرار‭ ‬الخافية‭.‬

دائما‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬مصطلح‭ ‬العنف‭ ‬بالمرأة‭ ‬كونها‭ ‬الجانب‭ ‬الأضعف‭ ‬فى‭ ‬المجتمع،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬يتغاضى‭ ‬الجميع‭ ‬عمّا‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الرجل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬عديدة‭ ‬للعنف،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬إنكار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬لهذا‭ ‬العنف،‭ ‬بسبب‭ ‬الإحراج‭ ‬والكبرياء‭ ‬والعادات‭ ‬الشرقية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬مجتمعنا‭.. ‬وبمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمى‭ ‬للرجل‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬نلقى‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬حواء‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬سحق‭ ‬زوجها‭ ‬بـاالضربة‭ ‬القاضيةب‭!.‬

يؤكد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬النفسيين‭ ‬أن‭ ‬للرجال‭ ‬نصيبا‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الواقع‭ ‬عليهم،‭ ‬وليس‭ ‬شرطا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العنف‭ ‬جسديا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬أنواعاً‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬كالعنف‭ ‬اللفظى‭ ‬أو‭ ‬المادى،‭ ‬وقد‭ ‬يظهر‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الرجل‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬فى‭ ‬عدة‭ ‬جوانب‭ ‬خصوصاً‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الزوجة‭ ‬تتمتع‭ ‬بمستوى‭ ‬تعليمى‭ ‬أعلى‭ ‬منه‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬تشعر‭ ‬بأنها‭ ‬أفضل‭ ‬منه‭ ‬وتقوم‭ ‬بتوبيخه‭ ‬أو‭ ‬إشعاره‭ ‬بذلك،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عنفها‭ ‬تجاهه‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬وتحملها‭ ‬كثيرا‭ ‬مما‭ ‬يمارسه‭ ‬ضدها‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬فتتكوَّن‭ ‬لديها‭ ‬رغبة‭ ‬فى‭ ‬الانتقام‭.‬

قصص‭ ‬واقعية‭ ‬وآراء

ومن‭ ‬واقع‭ ‬الاستشارات‭ ‬النفسية‭ ‬ظهر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الرجل،‭ ‬والتى‭ ‬أثبت‭ ‬معظمها‭ ‬أنها‭ ‬تكون‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الفعل،‭ ‬ونذكر‭ ‬منها‭ ‬تعدى‭ ‬زوجة‭ ‬على‭ ‬زوجها‭ ‬بالضرب‭ ‬بأداة‭ ‬حادة‭ ‬وأصابته‭ ‬بإصابات‭ ‬شديدة‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬مارس‭ ‬هو‭ ‬العنف‭ ‬ضدها‭ ‬أولا،‭ ‬وأخرى‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬بأجر‭ ‬مرتفع‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬تمارس‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬زوجها‭ ‬وتجبره‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الذهاب‭ ‬لعمله‭ ‬للجلوس‭ ‬مع‭ ‬الأبناء‭ ‬ورعايتهم‭ ‬وبالفعل‭ ‬ظلت‭ ‬هكذا‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬رفده‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬تماما‭.‬

وتقول‭ ‬زوجة‭ ‬أخرى‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬38‭ ‬عاما‭ ‬وزوجها‭ ‬50‭ ‬عاماً،‭ ‬أن‭ ‬الزوج‭ ‬كان‭ ‬دائم‭ ‬الانشغال‭ ‬فى‭ ‬عمله‭ ‬بشكل‭ ‬زائد‭ ‬عن‭ ‬الحد،‭ ‬وكان‭ ‬يترك‭ ‬كل‭ ‬أمور‭ ‬المنزل‭ ‬والأبناء‭ ‬لها‭ ‬واستمرت‭ ‬الحياة‭ ‬هكذا‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬حتى‭ ‬ظهر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬يتودد‭ ‬إليها‭ ‬ليعوضها‭ ‬هذا‭ ‬الإهمال،‭ ‬فطلبت‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬لكنه‭ ‬رفض،‭ ‬فانهالت‭ ‬عليه‭ ‬بالتوبيخ‭ ‬والتجريح‭ ‬ثم‭ ‬تطاول‭ ‬بالأيدى‭ ‬وهددته‭ ‬بالقتل‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬الانفصال‭.‬

وتروى‭ ‬زوجة‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬كان‭ ‬دائم‭ ‬الانفعال‭ ‬والعصبية‭ ‬وكان‭ ‬سليط‭ ‬اللسان‭ ‬وكانت‭ ‬تحتمل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لأنها‭ ‬نشأت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬وتمتص‭ ‬غضب‭ ‬الزوج،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الإهانات‭ ‬اللفظية‭ ‬والجسدية‭ ‬جعلها‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬وترد‭ ‬عليه‭ ‬بنفس‭ ‬الإهانة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يفعلها‭.. ‬وأكدت‭ ‬آراء‭ ‬بعض‭ ‬السيدات‭ ‬التى‭ ‬تواصلت‭ ‬معهن‭ ‬اآخرساعةب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬متعلق‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬أيضا‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬طبيعيا،‭ ‬بينما‭ ‬رفضت‭ ‬آخريات‭ ‬التعدى‭ ‬بأى‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬على‭ ‬الرجل‭.‬

وقالت‭ ‬شيماء‭ ‬37‭ ‬عاما‭: ‬اأنا‭ ‬أرفض‭ ‬العنف‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭.. ‬مش‭ ‬أسلوبى‭.. ‬وإذا‭ ‬حدث‭ ‬ومارس‭ ‬زوجى‭ ‬العنف‭ ‬ضدى،‭ ‬سيكون‭ ‬لى‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬قوى‭ ‬وموقف‭ ‬إيجابى‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الأمرب‭.‬

أما‭ ‬دعاء‭ ‬38‭ ‬عاما‭ ‬فرفضت‭ ‬ممارسة‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الزوج‭ ‬تماما‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬هو‭ ‬قام‭ ‬بذلك،‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬وقالت‭ ‬أنها‭ ‬ستقوم‭ ‬بكسر‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬بالمنزل‭ ‬وتطلب‭ ‬الطلاق‭ ‬منه‭.‬

أما‭ ‬شيرين‭ ‬فقالت‭: ‬الو‭ ‬ضربنى‭ ‬هاضربه،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أصرخ‭ ‬فيه،‭ ‬وهذا‭ ‬يكون‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬طبيعيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬إذا‭ ‬تعرضت‭ ‬للعنف‭ ‬منهب‭.‬

أما‭ ‬الرجال‭ ‬فكان‭ ‬لهم‭ ‬رأى‭ ‬آخر،‭ ‬إذ‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬يتعرض‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العنف،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬التعدى‭ ‬بالضرب،‭ ‬فيقول‭ ‬محمد‭ ‬36‭ ‬عاما،‭ ‬إن‭ ‬الرجل‭ ‬يتعرض‭ ‬للعنف‭ ‬عند‭ ‬وضعه‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬الأمور‭ ‬اليومية،‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬أسوأ‭ ‬أنواع‭ ‬العنف‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الرجل‭ ‬هى‭ ‬مساومته‭ ‬فى‭ ‬أمور‭ ‬المنزل‭ ‬التى‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬عمل‭ ‬الزوجة‭ ‬كالغسيل‭ ‬والطهى‭ ‬والنظافة‭ ‬والعناية‭ ‬بالأطفال‭ ‬الرضع،‭ ‬وكذلك‭ ‬الضغط‭ ‬عليه‭ ‬المقارن‭ ‬بـاالزنب‭ ‬والمقارنات‭ ‬المستمرة‭ ‬بغيره‭.‬

أما‭ ‬أحمد‭ ‬فيرى‭ ‬أن‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعى‭ ‬أكثر‭ ‬أنواع‭ ‬العنف‭ ‬التى‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الرجل،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬وتحميل‭ ‬أعباء‭ ‬إضافية‭ ‬عليه‭ ‬بدون‭ ‬مقابل‭ ‬كونه‭ ‬رجلاً‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يتحمل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضغط‭ ‬المسئوليات‭ ‬الأخرى‭. ‬

ويعلق‭ ‬الدكتور‭ ‬وليد‭ ‬هندى،‭ ‬استشارى‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية،‭ ‬قائلاً‭: ‬البعض‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬العنف‭ ‬يمارس‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وجميع‭ ‬الدراسات‭ ‬والإحصائيات‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬معرض‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬للعنف‭ ‬بل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المرأة‭ ‬فى‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭.. ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬الشرقى‭ ‬يتعرض‭ ‬للعنف‭ ‬منذ‭ ‬مرحلة‭ ‬المراهقة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬النظر‭ ‬إليه‭ ‬باعتباره‭ ‬رجلاً‭ ‬يجب‭ ‬احترامه،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬لم‭ ‬يفعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬ويتم‭ ‬معاملته‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬الطفل‭ ‬الصغير‭ ‬بل‭ ‬ويمكن‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬للتوبيخ‭ ‬والضرب‭ ‬والإهانة‭ ‬والتجريح‭ ‬والحرمان‭ ‬العاطفى‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬الكثيرة‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭.‬

ضرب‭ ‬الأزواج

وأوضح‭ ‬هندى‭ ‬أن‭ ‬30%‭ ‬من‭ ‬الأزواج‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يتعرضون‭ ‬للضرب‭ ‬من‭ ‬زوجاتهم‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬التقارير‭ ‬الطبية‭ ‬والمحاضر‭ ‬والقضايا‭ ‬الموجودة‭ ‬بأقسام‭ ‬الشرطة،‭ ‬كما‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬الزوجات‭ ‬اللواتى‭ ‬يقمن‭ ‬بالاعتداء‭ ‬أميات‭ ‬و50%‭ ‬منهن‭ ‬متعلمات‭.‬

وجاءت‭ ‬دراسة‭ ‬أخرى‭ ‬أشد‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬السابقة‭ ‬وهى‭ ‬دراسة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الأقصر‭ ‬للدراسات‭ ‬فى‭ ‬الحوارات‭ ‬والتنمية‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬والتى‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬الرجال‭ ‬المتزوجين‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬معرضون‭ ‬للضرب‭ ‬من‭ ‬زوجاتهم،‭ ‬و50.6%‭ ‬تحديدا‭ ‬تم‭ ‬ضربهم،‭ ‬و5.63%‭ ‬منهم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للضرب‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬اللاتى‭ ‬يستخدمن‭ ‬آلات‭ ‬حادة،‭ ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬الدراسة‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬ثلث‭ ‬السيدات‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بالندم‭ ‬بعد‭ ‬تصرفاتهن‭ ‬ضد‭ ‬أزواجهن‭ ‬مطلقا‭.‬

وتؤكد‭ ‬إحصائية‭ ‬عالمية‭ ‬لهيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للقتل‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭: ‬1‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬رجال‭ ‬يتم‭ ‬قتلهم‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬نساء‭ ‬مقربات‭.‬

وأشار‭ ‬استشارى‭ ‬الطب‭ ‬النفسى،‭ ‬أنه‭ ‬وفقا‭ ‬للإحصائيات،‭ ‬تعد‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬هى‭ ‬الأولى‭ ‬عالميا‭ ‬فى‭ ‬ضرب‭ ‬الأزواج‭ ‬وهذا‭ ‬يرجع‭ ‬لأمور‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬تعرضها‭ ‬للخيانة‭ ‬الزوجية،‭ ‬العناد،‭ ‬سرعة‭ ‬الاستثارة،‭ ‬التسلط،‭ ‬أو‭ ‬تعرضها‭ ‬للعنف‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬أصبحت‭ ‬لا‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الأسلوب‭ ‬الأنثوى‭ ‬داخل‭ ‬منزلها،‭ ‬وساعدها‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قيامها‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬اليومية‭ ‬الشاقة‭ ‬مثل‭ ‬نزولها‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬المنزل‭ ‬وتربية‭ ‬الأبناء‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬التغيير‭ ‬من‭ ‬طبيعتها‭ ‬وجعلتها‭ ‬أقوى‭ ‬لتستطيع‭ ‬مواجهة‭ ‬أعباء‭ ‬الحياة‭.‬

فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مفاهيم‭ ‬خاطئة‭ ‬تدور‭ ‬بعقل‭ ‬المرأة‭ ‬عن‭ ‬صراع‭ ‬القوة‭ ‬وفرض‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬وما‭ ‬يؤكد‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬إقبال‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الزوجات‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬المهدئات‭ ‬مما‭ ‬يوحى‭ ‬بزيادة‭ ‬نسبة‭ ‬العصبية‭ ‬والتوتر‭ ‬بينهن‭. ‬

ونوه‭ ‬الاستشارى‭ ‬النفسى‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الرجل‭ ‬فكلما‭ ‬نضجت‭ ‬الزوجة‭ ‬وشعرت‭ ‬بحمل‭ ‬زائد‭ ‬عن‭ ‬حدها‭ ‬زاد‭ ‬لديها‭ ‬العنف،‭ ‬وكذلك‭ ‬ضعف‭ ‬شخصية‭ ‬الرجل‭ ‬يحفز‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬وممارسة‭ ‬العنف‭ ‬نحوه‭.‬

ويرى‭ ‬هندى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬السابق‭ ‬ذكرها‭ ‬كانت‭ ‬نادرة‭ ‬الحدوث‭ ‬قديما‭ ‬بينما‭ ‬الآن‭ ‬أصبحت‭ ‬ظاهرة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬بعض‭ ‬السيدات‭ ‬يتخذن‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬أداة‭ ‬ووسيلة‭ ‬لمواجهة‭ ‬هيمنة‭ ‬الرجل‭ ‬أو‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭. ‬

أما‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬المعنوى‭ ‬الذى‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الرجل‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬فيكون‭ ‬له‭ ‬أشكال‭ ‬كثيرة‭ ‬أيضا‭ ‬كالعناد‭ ‬المستمر‭ ‬أو‭ ‬تعقيد‭ ‬إجراءات‭ ‬الزواج‭ ‬وانتهاك‭ ‬الخصوصية‭ ‬وسرد‭ ‬الزوجة‭ ‬كل‭ ‬أسراره‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬وكذلك‭ ‬الصراخ‭ ‬المستمر‭ ‬التى‭ ‬تجعل‭ ‬صورته‭ ‬ضعيفة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬والإفراط‭ ‬فى‭ ‬قضايا‭ ‬الخلع‭ ‬لأسباب‭ ‬واهية‭ ‬ووهمية‭.‬

لذا‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الرجل،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الاختيار‭ ‬الأمثل‭ ‬لشريك‭ ‬الحياة،‭ ‬التمسك‭ ‬بالقيم‭ ‬الأسرية‭ ‬الإيجابية‭ ‬وتعريف‭ ‬الأبناء‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬ويمكن‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬مكاتب‭ ‬الراغبين‭ ‬فى‭ ‬الزواج‭ ‬للتدريب‭ ‬والإرشاد‭ ‬عن‭ ‬أساليب‭ ‬التعامل‭ ‬السليم‭ ‬فى‭ ‬أساسيات‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية،‭ ‬وأيضا‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬مكاتب‭ ‬فض‭ ‬المنازعات‭ ‬تضم‭ ‬إخصائيين‭ ‬نفسيين‭ ‬ورجال‭ ‬دين‭ ‬للتوعية‭ ‬بشكل‭ ‬سليم،‭ ‬وأيضا‭ ‬يجب‭ ‬إلا‭ ‬نغفل‭ ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬والأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬الهادفة‭ ‬التى‭ ‬تقدم‭ ‬محتوى‭ ‬جيدا‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أحداث‭ ‬العنف‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها،‭ ‬وأخيراً‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬خط‭ ‬ساخن‭ ‬لتلقى‭ ‬شكاوى‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الرجل‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة