شي جين بينج وجو بايدن
شي جين بينج وجو بايدن


قمة «بايدن- شي».. تراجع خطوة عن حافة الهاوية وصراع مؤجل

بوابة أخبار اليوم

السبت، 20 نوفمبر 2021 - 05:31 م

عامر تمام

"الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين"، كانت هذه الكلمات من الرئيس الأمريكي جو بايدن تهديدا واضحا لا لبس فيه للسلطات الصينية، التي ردت من جانبها بنبرة أكثر تحديا عبر وثيقة تاريخية أصدرتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تعهد خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه لن يترك مسألة تايوان للأجيال القادمة، في إشارة واضحة إلى استعادة تايوان الى الوطن الأم خلال فترة حكمة التي من المتوقع الموافقة على امتدادها لخمس سنوات جديدة خلال المؤتمر الوطني العام المقبل.

لعل هذه النبرة التصادمية والتدهور الكبير في علاقات البلدين، أرسلت إشارات واضحة إلى صانعي القرار من الطرفين بأن الصراع على وشك الخروج عن السيطرة، وأن البلدين يقفان على حافة الهاوية، وفرص الانجرار إلى صراع مفتوح ـ غير مرغوب فيه من الطرفين ـ باتت أكبر من أي وقت مضى، ما مهد الطريق أمام القمة  الافتراضية التي جمعت رئيسي البلدين الثلاثاء الماضي؛ لخفض التوتر، ووضع أطر للمنافسة بينهما، ومنع تحولها إلى صراع مفتوح أو حرب باردة جديدة، لكن دون التطرق لحلول للمشاكل الأساسية بين القوتين العظميين، ما يشير إلى أن احتمالات اندلاع شرارة جديدة لتشعل الصراع بين البلدين لا تزال قائمة.

لماذا الآن؟

لم يكن هناك نقطة قابلة للاشتعال أكثر من تايوان، وربما هي القضية الوحيدة التي تشكل أكبر خطر لجر الصين والولايات المتحدة إلى الحرب. أمضى شي وبايدن وقتًا طويلاً خلال القمة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات ونصف في مناقشة مسألة تايوان، وفقًا لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
أعاد كلا الزعيمين التأكيد بعناية على مواقفهما الراسخة - بالنسبة للصين، معارضة شديدة لأي خطوات من شأنها أن تدفع تايوان نحو إعلان الاستقلال. بالنسبة للولايات المتحدة، رفض "أي جهد يرمي إلى تشكيل مستقبل تايوان بأي شيء آخر غير الوسائل السلمية"، بحسب تصريحات سوليفان لمعهد بروكينغز بعد الاجتماع.

إلى جانب قضية تايوان، هناك رغبة مشتركة لتأجيل الدخول صراع للتفرغ للشأن الداخلي، حيث هناك قضايا ملحة لا تحتمل التأجيل. أمريكيا: تتراجع شعبية الرئيس بايدن في مواجهة المخاوف المتجددة بشأن التعامل مع جائحة كورونا، وعدم الارتياح بشأن المستقبل الاقتصادي وسط ارتفاع التضخم واضطربات سلاسل التوريد. 
أما في الشأن الصيني، هناك ضغوط داخلية أيضا، ناتجة عن تباطؤ النمو، وأزمة شركات العقارات، كذلك الأزمة المتزايدة في إمدادات الطاقة وارتفاع الأسعار في قطاع الطاقة العالمي.


نتائج محدودة على القضايا

من السذاجة المبالغة في تقدير نتائج القمة على القضايا الخلافية الكبرى، لم يكن هناك تحرك واضح على جدول أعمال القضايا التي قدمها كلا الزعيمين، وهي قائمة تم بثها بشكل متكرر خلال الأشهر العشرة الماضية.

استعرض الرئيس بايدن سجل الصين في مجال حقوق الإنسان، من التبت وشينجيانغ إلى هونغ كونغ. الممارسات التجارية والصناعية غير العادلة؛ التعزيزات العسكرية في بحر الصين الجنوبي والتهديدات لحرية الملاحة، والحاجة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ "الحرة والمفتوحة".

رد الصينيون باتهام أمريكا بالمسؤولية عن خلق حرب باردة جديدة. وبحسب ما ورد قال شي لبايدن، إن الجرائم الأمريكية تضمنت الدعوة لفصل التكنولوجيا الفائقة، والعقوبات الاقتصادية، وتشكيل تحالفات عسكرية لمواجهة الصين، وكذلك استخدام تايوان لاحتواء الصين والتدخل في الشؤون الداخلية للصين.

لكن على أية حال، تجنب الاجتماع النغمات القاسية والمواقف العامة التي ظهرت في بداية إدارة بايدن خلال اجتماع كبار الدبلوماسيين من الجانبين الذي عقد في ألاسكا.

ربما مقاومة البيت الأبيض للرغبة اليابانية في زيارة مبكرة لرئيس الوزراء فوميو كيشيدا لواشنطن بعد فوزه في الانتخابات، هو خطوة أمريكية على طريق التراجع المؤقت عن المواجهة.

ماذا بعد؟

في الوقت الحالي، أفضل ما يمكن أن نأمله هو أن تشكل القمة إنفراجة صغيرة وسط الحديث المتواصل عن المواجهة والحرب المحتملة، وأن تصمد وتؤدي إلى مفاوضات أكثر جدية بين كبار المسؤولين. 

رغم تواضع نتائجها المباشرة، إلا أن القمة أسفرت عن اتفاق لتخفيف القيود على تأشيرات الدخول للصحفيين الأمريكيين، والسماح لهم بالعودة إلى الصين، مقابل وصول متبادل للصحفيين الصينيين من وسائل الإعلام الرسمية. قد يتبع ذلك بعض الخطوات لتخفيف قيود السفر على زيارات العمل والأكاديمية.. ولعل السؤال الأبرز الآن، إلى متى يمكن تأجيل الصراع المحتمل بين البلدين، وهل تحتمل القضايا الخلافية المحورية المزيد من التأجيل؟

اقرأ أيضًا

 بلينكن: بايدن يعتزم عقد قمة أمريكية-إفريقية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة