محمد شعير
محمد شعير


محمد شعير يسأل.. ما الفرق بين هاني شاكر وسيد قطب؟

بوابة أخبار اليوم

السبت، 20 نوفمبر 2021 - 10:33 م

 

كانت معركة سيد قطب، قبل يوليو 52 وبعدها ضد الأصوات الدنسة: محمد عبد الوهاب ومحمد فوزي، وليلي مراد وشهرزاد...وقائمة طويلة لا تنتهي. 
كان مبرره أن الإذاعة قد تفانت في إرضاء الملك لمدة ربع قرن وبات المطلوب تربية جديدة للشعب تظهر رجولته وأن مادحي الملك والمنشدين تحبهم الجماهير كما يحبون المخدرات.. فواجبات الثورة صيانة الضمائر والأخلاق من التميع والشهوات المريضة.
كان قطب يريد غناء على مسطرته الخاصة، كما كان يريد فنا يناسب ذوقه الشخصي. في مقالاته الأولي المبكرة في جريدة البلاغ كتب قطب العديد من المقالات التي يدعو فيها إلى منع عروض مسرحية لأسباب كان يراها أخلاقية. 
وقد حكى الروائي بهاء طاهر هذه الحكاية الطريفة والدالة. كان قطب قريبا من محمد نجيب فنصحه بمنع إذاعة الأغاني في الإذاعة إلا ما كان بالعربية الفصحى، واشترط وقتها ألا تذيع الإذاعة سوى الأغنيات الدينية المكتوبة بالعربية الفصحى. وكان أن استيقظ المستمعون ليجدوا أن الإذاعة لا تذيع سوى أغنيات "ولد الهدى"، و"سلوا قلبى" وحدهما دون أي شيء آخر، مل المصريون فهجروا إذاعتهم إلى إذاعة الشرق الأدنى، وخاصة أن صوتا جديدا قد بدأ يظهر وقتها (فيروز اللبنانية)، وكانت إذاعة الشرق الأدنى ذات توجهات استعمارية، ارتبطت بقوة بالاستعمار البريطاني، وكان المصريون يستمعون إلى نشرات الأخبار التي تبثها، ولم يعودوا إلى الاستماع إلى أخبار الإذاعة المصرية... غضب عبد الناصر بشدة من القرار، وعقد اجتماعا لمجلس قيادة الثورة لمناقشة الأمر، فألغى القرار الذي ظل العمل به 18 يوما، ولكن المصريين أيضا لم يعودوا يأبهون بالإذاعة المصرية، ظلت إذاعة الشرق الأدنى مصدرا لأخبارهم. وكانت تعليمات عبد الناصر أن تبدأ الإذاعة في تقديم مسلسل جديد في نفس وقت إذاعة نشرة أخبار "الشرق الأدنى". فكان مسلسل " سمارة" الشهير.!

التاريخ يكرر نفسه، نستنسخ (نسخا) من قطب، صورا عديدة بعضها يملك سلطة منع ومنح. ولكن كم يوما أو عاما نحتاج لندرك أن قرارات صاحب عيد ميلاد جرحى أنا.. حتى وإن كانت مدعومة بسلطة هي قرارات أصدرها سيد قطب من هناك حيث يقيم!
في الوقت الذي كان قطب يدعو الى المنع والمصادرة، كان هناك أيضا طه حسين، الذي لم يكن يحب أغنيات عديدة ظهرت في عصره، لكنه كان مؤمنا أن «لحرية الرأي شرها أحيانًا ولكن لها خيرها دائمًا، ونفع الحرية أكثر من ضرها على كل حال، وما أشك في أن كثيرًا من الآثام الفردية والاجتماعية سيزول أو تخف أضراره إذا أتيح للأدباء أن يتناولونه بالنقد والتحليل وبالعرض والتصوير، وما أشك في أن قوانيننا حين تتشدد في مصادرة ما تصادر من حرية الأدب لا تحمي الفضيلة وإنما تحمي الرذيلة وتخلي بينها وبين النفوس». كتب العميد هذا الكلام في عام 1938.. ولهذا نحب العميد ونكره قطب!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة