عبدالله سلطان
عبدالله سلطان


على «الهناجر» «هلاوس» 9 شباب تخرج عن السيطرة

آخر ساعة

الأحد، 21 نوفمبر 2021 - 10:33 ص

عصام‭ ‬عطية

‭"‬هلاوس‭" ‬بـ9‭ ‬نجوم‭ ‬تخلق‭ ‬تيارا‭ ‬جديدا‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬المسرح،‭ ‬حيث‭ ‬يحلق‭ ‬بنا‭ ‬فى‭ ‬مغامرة‭ ‬إبداعية‭ ‬إلى‭ ‬أعماق‭ ‬عالم‭ ‬الصمت‭ ‬والتجسيد‭ ‬الحركى‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬مسرحى‭ ‬يناقش‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬السلوك‭ ‬الإنسانى‭ ‬المتناقض‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتشابكة،‭ ‬مستعينا‭ ‬بأحد‭ ‬أهم‭ ‬النصوص‭ ‬المسرحية‭ ‬التى‭ ‬تناقش‭ ‬هذه‭ ‬الفرضية‭ ‬الشائعة‭ ‬وهو‭ ‬نص‭ "‬تاجر‭ ‬البندقية‭" ‬لوليم‭ ‬شكسبير‭ ‬صانعا‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الهلاوس‭ ‬التى‭ ‬تصيب‭ ‬المجتمع‭ ‬وتحدث‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التناقض‭ ‬الإنسانى‭ ‬الذى‭ ‬يؤثر‭ ‬فى‭ ‬صنع‭ ‬المجتمع‭ ‬عرضا‭ ‬مسرحيا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬نوعه‭.‬

 

هلاوس‭ ‬يعد‭ ‬أول‭ ‬عمل‭ ‬مسرحى‭ ‬صامت‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجه‭ ‬بمسرح‭ ‬الدولة‭ ‬ويقدم‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬مسرح‭ ‬قاعة‭ ‬هدى‭ ‬وصفى‭ ‬بمسرح‭ ‬الهناجر‭ ‬برئاسة‭ ‬الفنان‭ ‬شادى‭ ‬سرور‭ ‬وتحت‭ ‬إشراف‭ ‬دكتور‭ ‬خالد‭ ‬جلال‭ ‬رئيس‭ ‬قطاع‭ ‬الإنتاج‭ ‬الثقافى،‭ ‬وتعتمد‭ ‬المسرحية‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬مدارس‭ ‬تمثيلية‭ ‬وهى‭ ‬المسرح‭ ‬الجسدى‭ ‬والمايم‭ ‬والبانتومايم‭ ‬والمسرح‭ ‬الأسود،‭ ‬ويشارك‭ ‬فى‭ ‬تقديمه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬عز،‭ ‬وعبدالله‭ ‬سلطان،‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬القاضى،‭ ‬ونسمة‭ ‬عادل،‭ ‬ومعتصم‭ ‬شعبان،‭ ‬وجورج‭ ‬فوزى،‭ ‬ومصطفى‭ ‬حزين،‭ ‬ويشارك‭ ‬فى‭ ‬الأداء‭ ‬للمسرح‭ ‬الأسود‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ريم‭ ‬عصام‭ ‬وأميرة‭ ‬إبراهيم‭.‬

يقول‭ ‬محمد‭ ‬عبدالله‭ ‬مخرج‭ ‬العرض‭ ‬إن‭ ‬التجربة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬مدارس‭ ‬تمثيلية‭ ‬وهى‭ ‬المسرح‭ ‬الجسدى‭ ‬والمايم‭ ‬والبانتومايم‭ ‬والمسرح‭ ‬الأسود،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬العرض‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الجسدية‭ ‬للممثلين‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬المسرحى،‭ ‬فهى‭ ‬تجربة‭ ‬استثنائية‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬العادية،‭ ‬التركيز‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يركز‭ ‬عليه‭ ‬فن‭ ‬المايم‭ ‬خارج‭ ‬مصر،‭ ‬إن‭ ‬همى‭ ‬كمخرج‭ ‬مسرحى‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬عرضا‭ ‬مختلفا‭ ‬يناقش‭ ‬علاقات‭ ‬مهمة‭ ‬مثل‭ ‬الصداقة‭ ‬والحب‭ ‬وكيف‭ ‬تتشابك‭ ‬داخل‭ ‬دائرة‭ ‬صراع‭ ‬واحدة،‭ ‬الموضوع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سهلا،‭ ‬والفكرة‭ ‬بدأت‭ ‬معى‭ ‬منذ‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬حتى‭ ‬قدر‭ ‬لها‭ ‬الخروج‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬أشهر‭. ‬

وأضاف‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ "‬إن‭ ‬عرض‭ ‬هلاوس‭ ‬عن‭ ‬رائعة‭ ‬شكسبير،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬تقديم‭ ‬تاجر‭ ‬البندقية،‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬أوضحت‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬صداقة‭ ‬وحب‭ ‬وغيرة‭ ‬وكره،‭ ‬إنى‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬رسالة‭ ‬لكل‭ ‬فنانى‭ ‬المسرح‭ ‬الجسدى‭ ‬والمايم‭ ‬بأن‭ ‬يكملوا‭ ‬مسيرتهم‭ ‬دون‭ ‬يأس،‭ ‬ولكنى‭ ‬اصطدمت‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬بجانب‭ ‬مفردات‭ ‬التجربة‭ ‬الكثيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬كسر‭ ‬حواجزها‭ ‬بتقديم‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬ليظهر‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬أخيرا‭". ‬

العرض‭ ‬مدته‭ ‬ساعة،‭ ‬وهو‭ ‬قائم‭ ‬بالكامل‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬الحركى‭ ‬الصامت‭ ‬لتسعة‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬الشبان‭ ‬مع‭ ‬توظيف‭ ‬مميز‭ ‬للموسيقى‭ ‬التى‭ ‬أعدها‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬مقطوعات‭ ‬عالمية‭ ‬مع‭ ‬ربط‭ ‬دقيق‭ ‬بين‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر،‭ ‬تتسلط‭ ‬دائرة‭ ‬الضوء‭ ‬المسرحية‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬مؤلف‭ ‬يجلس‭ ‬بمكتبه‭ ‬فى‭ ‬ركن‭ ‬قصى‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يكتب‭ ‬نصاً‭ ‬جديداً‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬المسرحية‭ ‬الإنجليزية‭ ‬الشهيرة‭ ‬وفى‭ ‬ذهنه‭ ‬الفرقة‭ ‬المسرحية‭ ‬التى‭ ‬ستقدم‭ ‬رؤيته‭ ‬المعاصرة‭ ‬للعمل،‭ ‬لكن‭ ‬رويداً‭ ‬رويداً‭ ‬يبدأ‭ ‬القديم‭ ‬فى‭ ‬الاشتباك‭ ‬مع‭ ‬الحديث‭ ‬داخل‭ ‬رأسه‭ ‬وتتداخل‭ ‬الأحداث‭ ‬حتى‭ ‬تتحول‭ ‬أفكاره‭ ‬إلى‭ ‬هلاوس‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬فيحاول‭ ‬إعادة‭ ‬كتابة‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ورغم‭ ‬تركيز‭ ‬العرض‭ ‬على‭ ‬معانى‭ ‬الحب‭ ‬والكره‭ ‬والصداقة‭ ‬والغيرة‭ ‬واستناده‭ ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬أدبى‭ ‬عالمى،‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬عنه‭ ‬روح‭ ‬الفكاهة‭ ‬التى‭ ‬يصنعها‭ ‬الممثلون‭ ‬بتلقائية‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أداء‭ ‬حركى‭ ‬سلس‭ ‬وسريع‭ ‬على‭ ‬المسرح‭.‬

بقول‭ ‬المخرج‭ ‬ان‭ ‬إخراج‭ ‬العروض‭ ‬الصامتة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬العروض‭ ‬العادية‭ ‬لأن‭ ‬طريقة‭ ‬تحرك‭ ‬الممثل‭ ‬الصامت‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬تحرك‭ ‬الممثل‭ ‬المتكلم،‭ ‬الفرق‭ ‬أننى‭ ‬أسعى‭ ‬لإظهار‭ ‬كل‭ ‬مواهبه‭ ‬وكيف‭ ‬يقدم‭ ‬حركة‭ ‬أكثر‭ ‬تعبيرا‭ ‬عما‭ ‬بداخله،‭ ‬فأنا‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬حواسه‭".‬

وأضاف‭: "‬هو‭ ‬عرض‭ ‬مسرحى‭ ‬متكامل‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬فنون‭ ‬الأداء‭ ‬والمسرح‭ ‬لكنى‭ ‬أردت‭ ‬تقديم‭ ‬رسالة‭ ‬لكل‭ ‬فنانى‭ ‬المسرح‭ ‬الجسدى‭ ‬والمايم‭ ‬بأن‭ ‬يكملوا‭ ‬مسيرتهم‭ ‬دون‭ ‬يأس،‭ ‬فرغم‭ ‬المعوقات‭ ‬الكثيرة‭ ‬التى‭ ‬اصطدمت‭ ‬بها‭ ‬بجانب‭ ‬مفردات‭ ‬التجربة‭ ‬الكثيرة‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬كسر‭ ‬الحواجز‭ ‬وتقديم‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬ليظهر‭ ‬إلى‭ ‬النور‭".‬

وعن‭ ‬اختيار‭ ‬أبطال‭ ‬العرض‭ ‬قال‭: "‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬اختيار‭ ‬أبطال‭ ‬العرض‭ ‬لأن‭ ‬أغلبهم‭ ‬يمارسون‭ ‬فن‭ ‬المايم‭ ‬مثل‭ ‬عبدالله‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬ومصطفى‭ ‬حزين‭ ‬بطل‭ ‬العرض‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬عناصر‭ ‬تمثيلية‭ ‬مثل‭ ‬جورج‭ ‬فوزى،‭ ‬معتصم‭ ‬شعبان،‭ ‬إلا‭ ‬أننى‭ ‬اخترت‭ ‬تلك‭ ‬التوليفة‭ ‬لأننى‭ ‬أريد‭ ‬تقديم‭ ‬مشاهد‭ ‬تمثيلية‭ ‬لتاجر‭ ‬البندقة‭".‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة