العثور على عشرات الآلاف من لقاحات كورونا
العثور على عشرات الآلاف من لقاحات كورونا


طابور الجهل الخامس

رجال القانون: لا يعقل أن تكون عقوبة الموظف المستهتر خصم 3 أيام من راتبه

أخبار الحوادث

الأحد، 21 نوفمبر 2021 - 10:45 ص

محمد طلعت

 لا يستطيع أي متابع منصف لما يحدث على أرض مصر أن ينكر التنمية العمرانية الشاملة التي بدأت قبل أكثر من ٧ سنوات، والتي تغير كل يوم من شكل الحياة، لكن العدو الأول لأي انجاز يتم على الأرض هو الجهل يستوي في هذا إن  كان بقصد أو بدون، والسطور التالية تناقش كيفية تحول بعض الأشخاص إلى طابور جهل خامس يهدم ما يتم بناؤه .

خلال الأسبوعين الماضيين شهدنا احداثًا كان الجهل هو سيد الموقف فيها مسببًا حالة من الجدل في المجتمع لم يكن لها أي داعي على الإطلاق وأولها الصور التي تم نشرها في الايام الاولى لبدء الدراسة لعدد من الفصول الخالية من المقاعد التي يجلس عليها الطلبة، وظهر التلاميذ جالسون على الأرض في مظهر سيئ جدا، والاكثر غرابة هو أنه بعد نشر الصورة بأقل من ٢٤ ساعة فقط كانت الديسكات متوفرة في الفصول التي كانت خالية قبل يوم واحد.

تلك الصورة أدت لكي يتحدث الناس عن نظام التعليم في مصر ويهاجمون التطوير الذي يحدث في الدولة مع إن الأزمة كلها عبارة عن موظف مهمل لم يقم بدوره كما يجب وتغافل عن احتياجات مدرسته ولم يهتم، ومسؤول أعلى منه في إدارته التعليمية لم يقم بما تمليه عليه وظيفته أو تغافل عن القيام بها حتى ظهرت الصورة بهذا السوء، نتيجة لجهل هذا أو ذاك، ولم تكن هذه الحالة هى الأزمة الوحيدة في التعليم بل إن احد مديري المدارس رفض دخول التلاميذ وأخبرهم أن المدرسة غير جاهزة لاستقبالهم لأنها مازالت في الصيانة الدورية.

لم يعد الحديث عن غلطة موظف أهمل في القيام بوظيفته بل جعل الناس تتحدث عن نظام التعليم الجديد الذي ينقل الطالب المصري بصورة كبيرة ليكون التعليم في مصر مثل نظيره في الدول المتقدمة، وتم تصويره بصورة سيئة لتكون تلك الغلطة الصغيرة من ذلك الموظف المهمل الذي لن نعرفه أثرت على نظام التعليم في مصر كلها وأدت لقيام عدد كبير من المواطنين الذين لم يعجبهم صورة التلاميذ في المدرسة وهم على الأرض بانتقاد النظام التعليمي ككل على مواقع التواصل الاجتماعي.

حادثة أخرى غريبة وعجيبة لعب الإهمال والجهل الدور الأكبر فيها وضيعت جهود الدولة طوال عام كامل وهى جريمة العثور على عشرات الآلاف من لقاحات كورونا ملقاة في احدى الترع بمحافظة المنيا والسبب فيها إهمال وجهل عدد من الموظفين، فهذه اللقاحات تسلمها صيدلي مفوض من مديرية الصحة بالمنيا من هيئة المصل واللقاح بالقاهرة ضمن كمية أخرى، وقدمها إلى قائد سيارة تابعة لوزارة الصحة لنقلها إلى أمين مخازن المديرية دون أن يستقل السيارة، فسلمها قائد السيارة إلى أمين المخازن وأودعت بالثلاجات المخصصة لها دون حصرها، وفي غيبة الصيدلي المفوض بالتسليم والتسلم، وتوصلت تحريات الشرطة إلى أن الإهمال الجسيم من الصيدلي وأمين المخازن هو ما ترتب عليه فقد كمية العجز بالمخازن، فأمرت النيابة العامة بضبطهما وقائد السيارة.

اي أن إهمال هؤلاء الثلاثة مع نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي أدى لتشكك المواطنين في اللقاحات التي تقدمها الدولة للمواطنين وتساءل البعض عن معنى إلقاء اللقاحات بتلك الصورة في الترعة رغم أن الدولة التي تعمل ٢٤ ساعة في اليوم من أجل توفير ملايين اللقاحات من مختلف دول العالم لتلقيح المواطنين لتوفير الحماية لهم من فيروس كورونا الذي يسبب الهلع في العالم كله، لكن الإهمال والجهل من هؤلاء الموظفين أدى لكي يتشكك البعض في جدوى هذه اللقاحات وضرب خطة الدولة التي تحاول بكل قوتها تلقيح اكبر عدد من المصريين باللقاح حتى تحقق مناعة جماعية للشعب للقضاء على خطورة الفيروس.

تغليظ العقوبة

يقول الدكتور يسري كامل استاذ الاجتماع؛ إن بعض هؤلاء الأشخاص نتيجة لجهل فكري واضطراب في شخصيتهم يعملون على خدمة اهداف أعداء الوطن دون أن يقصدوا ذلك، وهؤلاء قد نجدهم في أي مكان دون أن نعرفهم، لكن نتائجهم تكون مدمرة، على الدولة وعلى محيطهم العام بل وعلى انفسهم فهم يهدمون دون أن يشعروا بما يفعلوه.

ويضيف استاذ الاجتماع؛ أن هؤلاء مثل السوس الذي ينخر ويفسد في المجتمع ولابد من تقويمهم لأنهم في النهاية ليسوا مجرمين لكن جهلاء الفكر، وجاهل الفكر ليس بالضرورة امي بل يمكن أن يكون لديه شهادات علمية كبرى لكن في نهاية المطاف جاهل بما يخدم مصلحة الوطن وجهل من جهله سلوك يومي أصبح يلازمه في كل ما يفعله في حياته لذلك يجب توعية مثل هؤلاء بصورة مكثفة ومساعدة غيرهم حتى لا يساهموا بجهلهم وإهمالهم في ضرب استقرار الدولة فكل ما يقومون به يسهم في إثارة القيل والقال ونحن في غنى عن ما يسببه هؤلاء من ازمات في المجتمع دون داع.

ويقول محمد عبد الرحيم المحامي بالنقض؛ أننا نحتاج لتغليظ العقوبات على الموظف الجاهل الذي يتسبب في كوارث نتيجة لجهله وليس كما يحدث حاليًا بأن أقصى ما يتم هو توقيع جزاء بسيط عليه مهما كانت خطورة ما ارتكبه، ويضيف المحامي بالنقض أنه يجب أن يكون هناك عقوبة رادعة لمثل هؤلاء الموظفين المهملين الذين يتسببون في كوارث، لذلك يجب أن ينص قانون العمل الجديد الذي من المفترض أن يرى النور قريبًا عقوبة فصل للموظف المهمل الجاهل ليكون عقابا حازما، فلا يعقل أن تكون عقوبة ضياع أموال الناس خصم ٣ أيام من المرتب أو أن يكون إهمال الموظف أدى لمهاجمة المواطنين لسياسات الدولة وتكون عقوبته خصم ٥٠ جنيهًا من مرتبه، فتلك العقوبات عفا عليها الزمن ولابد من تعديلها وهو ما نناشد مجلس النواب أن يتصدى لمثل هذه الجرائم التي يتم ارتكابها بهذه الصورة من الجهل والإهمال وأن يكون هناك قانون خاص لمثل هؤلاء المهملين حتى يكون رادعًا لغيرهم لكي لايكرروا غلطات من سبقهم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة