الأحد، 21 نوفمبر 2021 - 07:49 م

حالة من المد و الجزر تشهدها العلاقات الجزائرية المغربية على مدار عقود، بين الحين و الآخر تحدث أزمات تتسبب فى توتر و قطع العلاقات ثم عودتها مرة أخرى، كان آخرها اتهام الجزائر للمغرب بقتل ثلاثة جزائريين بـ«قصف مغربى همجى» على شاحنتهم بمنطقة الحدود بين ورقلة ونواكشوط الموريتانية، والحديث عن تحريك حشود ومعدات عسكرية على الحدود فهل يمكن أن يكون الحادث نقطة تحول نحو انزلاق الجزائر و المغرب إلى مواجهة أوسع، وما هى ملامحها؟.

أوضح بيان للرئاسة الجزائرية «أن الحادث لن يمر دون عقاب» وعلى الرغم من عدم صدور رد رسمى من المغرب إلا أن وسائل إعلام نقلت عن مصدر مسئول مغربى قوله «لم ولن يستهدف أى مواطن جزائرى، مهما كانت الظروف والاستفزازات».

إقرأ أيضاً | رئيس الحكومة الجزائرية: نعمل على تعزيز العلاقات الثنائية مع الإمارات

تصاعد تبادل الاتهامات بين البلدين فى الشهور الأخيرة، فالحادث جاء بعد أيام من قرار عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذى يزود إسبانيا بالغاز الجزائرى مرورا بالمغرب، وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب أغسطس الماضى على خلفية اتهام الجزائر للرباط بالقيام بـ«أعمال عدائية»، كما منعت الجزائر الطائرات العسكرية والمدنية المغربية من استخدام مجالها الجوى، كذلك اتهمت الجزائرالمغرب بدعم جماعات تقف وراء حرائق هائلة شهدتها عدة ولايات جزائرية خلال فترة الصيف،وعرض المغرب على الجزائر، فى حينها، المساعدة فى جهود إخماد الحرائق. إلا أن الجزائر رفضت العرض المغربى، ومن جانبه يتهم المغرب الجزائر بخلق مشكلات متتالية لا أساس لها. وتعد الصحراء الغربية هى القضية الرئيسية التى تسببت فى الخلاف المغربى الجزائرى على مدار عقود، حيث تدعم الجزائر «جبهة البوليساريو» التى تسعى إلى استقلال الصحراء الغربية. فى المقابل، يرى المغرب الصحراء جزءا لايتجزأ من أراضيه.

حاولت العديد من الدول العربية القيام بالوساطة بين البلدين لفتح حوار حول القضايا الخلافية ولكن جميعها باءت بالفشل وربما يرجع ذلك إلى أن العلاقات بين البلدين يشوبها الشك المتبادل وعدم الثقة فى قضايا كثيرة ليست فقط فى الصحراء الغربية والحدود ولكن تمتد لعلاقات هاتين البلدين مع أطراف أخرى.