عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدا

حصــن أمــــان الحضـارة

عصام السباعي

الإثنين، 22 نوفمبر 2021 - 07:11 م

حصــن أمــــان الحضـارة

الفنون مــن أهـــــــم التفـاصـــــــيل المحورية فى الجمهورية الجديدة، وهكذا كانت رؤيتى لحدث تاريخى حضـــارى شــهدته مصــــر قبل أيام قليلة، وهو افتتاح قاعة الموسيقى بدار الأوبرا المصرية الجديدة بمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، تلك المدينة التى تعد الأضخم والأفخم فى المنطقة، والتى يتوقع لها أن تكون فنارة الحضارة والفنون فى العالم، وكنت أتمنى أن يلقى ذلك الحدث التاريخى الاهتمام الذى يستحقه، والترويج الواجب أن يتم لإظهار وجه مصر الحضارى، مشهد الافتتاح أعادنى للحظات عشتها قبل أسبوعين فى مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية بالجزيرة، وأنا أتابع الموسيقار عمر باشا خيرت، كانت السماء تحتضن النغمات وتصعد بها فوق السحاب، على اليمين وخلف صناع البهجة والسكينة، تظهر مئذنة مسجد الأوبرا ، فلا شيء يتعارض مع سمو الأرواح وسكينتها، ولا شيء يصنع الطمأنينة مثل الفنون، ولا يوجد عنوان للحضارة مثلها، ويوما ما قلت إن الفنون الحقيقية هى حصن أمان الحضارة، هى حصن الأمان من التطرف، هى صانعة الأجيال، هــــى الســــد المنيع أمـــام «الخبل» بكل أشكاله وأحجامه، وكم أتمنى لو أصبحت زيارة الأوبرا وقاعات الفنون فرضا واجبا فى كل المدارس والجامعـــات، أتمــــنى لــو أعطــــــــت المدارس ومراكز الشباب وقصور الثقافــة الاهتمام الواجـــــب بتلك المهمـــة الوطــنية، وأحـــد مكـــونات الأمن القومى المصرى، وأحد أهم مفاتيح الشخصية المصرية، التى تهاونا فيها لسنوات مضت فلعب من لعب فى عقول البعض، واشترى من اشترى مخزوننا، وحاول البعض الآخر تحويلنا عن هويتنا، ثم جاءت الجمهــــــورية الجــــديدة لنســـــتردها وتحمــيها وتثريهـــا، تســــــــترد الإرث الحضارى، وتستعــــيد الشخصـــــية المصرية، وتعود مصر إلى شخصيتها العالمية الكوزموبوليتانية، المشوار طويل ولكنه يبدأ من هنا، من حيث جلس عمر خيرت على كرسيه فى أوبرا الجزيرة، ومن هناك حيث قاد الموسـيقار العالمى ريكاردو موتى أوركسترا فيينا الفيلهارمونى، فى افتتاح قاعـــة الموسيقى بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة.. فتدبروا.

لا يفكرون وهم يرقصون !

من أجمل وأمتع ما قرأت تلك القصة المسرحية «لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص» للمبدع والعملاق الراحل إحسان عبد القدوس، فقد وجدت المقاسات المختلفة للأحذية، للعديد من هؤلاء الحواة  والتكنوقراط، وخاصة من أعضاء حزب ربيع العمر الذين يقضون وقت فراغهم فى نقد أى نجاح وبأى حجة  لمجرد النقد، ولا سامح  الله تلك الأيام التى دفعت سخونتها ببعض هؤلاء الصغار قيمة إلى القمة، فأصبح لهم اسم، وصار لهم صوت إلا صوت الحق، وهؤلاء أيضا لا يفكرون وهم يرقصون، وعادة يكتفون بالرقص، مفهوم الحريات وحقوق الإنسان عندهم يقتصر على بضعة أسماء بعدد أصابع اليد، فيهم من أحرق ودمر، ويتباكى أحد هؤلاء الراقصين، على أحد هؤلاء الضالين، وكأنه لم يحرق المجمع العلمى، وعلى نفس الضلال يسير ذلك المركز، فتضيق الحريات فى عينه إلا على الشواذ، وكل واحد منهم وقد عاش مخاطر غياب الأمن فى الشوارع، وظلام الليل وانقطاع الكهرباء، وبؤس سعر الصرف، وتوقف المصانع وعثرات الطريق، وعندما يتحدث يقول: «لا أرى شيئا  ولا أعيش خيرا» ، وما أدراك بمثال بسيط، حيث كنا نعيش  قبل سنوات قليلة فى ظل عجز فى إنتاج الكهرباء يصل إلى 25 %، ثم يتضاعف من 12 ألف ميجا وات إلى 60 ألف ميجا وات، ولو كان أقصى إنتاج لمحطة السد العالى 2100 ميجا، فهل تعلم كم سدا عاليا أقمناه فى السنوات الماضية؟ ولن يستطيع التفكير والإجابة، والسبب بسيط .. لأنه يرقص !

أرجوكـم الحقـوا الرياضـة !

الذين أفسدوا الفن والثقافة، الذين أدخلوا سينما المقاولات للسوق، وروجوا لعائلة «المهرجانات»، الذين هم بلا تاريخ ويحاولون تشويه تاريخنا، الذين هم بلا ثقافة ويحاولون نشل ثقافتنا، الذين لم يقفوا يوما أمام خشبة المسرح، ويخططون لسرقة نصوصنا، الذين لم تجر أنفاسهم فى قصبة ناى أو تمر أصابعهم على أوتار عود، الذين يحاولون صنع تاريخ لهم على أساسات تاريخنا، وصنع مجدهم بمجرد الاقتراب لأمجادنا، وانتحال تراثنا، واستعارة ما تركه لنا أجدادنا، ثم تشويهنا وتشويه عقول أبنائنا، هؤلاء لم يكتفوا، واستداروا إلى أجمل وأبسط وأرخص ما يستمتع به المصريون «كرة القدم»، يحاولون إتلافها أو تشويهها هى الأخرى، بالتسلل لقطاع الرياضة، واحتلال المواقع فى الإعلام الرياضى، يشيعون الفتنة والتعصب والفوضى والتمييز، مهما كان الثمن من كذب وتزوير وتلفيق وإفساد تحكيم وتدريب، ولافتات ترتفع، تنتهك الروح الرياضية، وتغتال المواثيق، وتدوس فوق اللوائح والقوانين والأصول، والرياضة أمن قومى، فهى تصنع الأجسام والعقول، وتعلم النشء القيم والأصول، ولكن ماذا ننتظر من أجيال يتم تلويثها، وتتعلم أن الروح الرياضية من أنواع الجبن، وأن التحايل شطارة، وقلة الأدب والتجاوز مهارة؟، أرجوكم الحقوا الرياضة والإعلام الرياضى والاتحادات الرياضية!

بوكس

ما الفرق بين الكابتن
مصطفى عبده والكابتن
مصطفى يونس؟



 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة