جذب إستثمارات العالم كله لن يحقق شيئا، لو استمر الحال علي ما هو عليه، فالمال وحده ليس المشكلة التي تواجهنا، ولكن مشكلتنا أكبر وأعمق من ذلك بكثير! الاستثمارات ستقيم مشروعات وستوفر فرص عمل لا حصر لها، ولكن لن يكون لهذه المشروعات وفرص العمل أي فائدة مع توجه عام لا يقدس العمل وعلي النقيض يضعه في أدني مستوياته! المشهد السائد في مصر يبعث بالقلق بسبب حالة اللامبالاة التي تسود قطاعات العمل بمختلف فئاتها سواء كان عملا حكوميا أو قطاعا خاصا، فالنسبة العظمي لا تريد أن تعمل ولا أن تبذل جهدا وفي المقابل تبحث عن مزايا تعتبرها حقوقا واجبة ومشروعة، بينما هي علي العكس تماما يتم السطو عليها وسلبها بغير حق! في تقرير عن العاملين في إحدي جهات العمل صدمت بأن نصف الموظفين تتراوح فترة العمل لهم يوميا ما بين ٢٠ و٤٥ دقيقة. ويعملون مابين يومين وثلاثة أيام أسبوعيا ورغم ذلك فأنهم يتقاضون كل حقوقهم كاملة ولا يكتفون ولكنهم يتجاوزون بالمطالبة بصرف حوافز ومكافآت عن عدم عملهم؟ لا يوجد بلد في العالم يحدث فيه ما يحدث لدينا، فالعمل مقدس في كل دول العالم، فلا يجرؤ موظف عن التأخر عنه أو الإعتذار أو الغياب، ولكننا نختلف عن العالم نذهب ونرحل عن العمل وقتما نشاء والوقت الذي يقضي في العمل أما لاحتساء الشاي أو القهوة أو لحل الكلمات المتقاطعة وغيرها من أعمال الترفيه واضاعة الوقت. لا يجرؤ عامل أو موظف في الخارج أن يحتسي الشاي اثناء العمل ولا يستطيع أن يدخن سيجارة، فالعقاب فوري وربما يصل الي الفصل من العمل. وهذا هو الفارق الكبير بيننا وبينهم، والسر في نجاحهم الي ما وصلوا اليه، فلم تكن رؤوس الأموال هي فقط أزمتهم ولكنها كانت عنصرا يتوافر الي »‬جانبه» العنصر الأهم وهو الإرادة القوية للإرتقاء بمستوي بلادهم إقتصاديا لينعكس ذلك علي مستوي حياتهم المعيشية. ولكن كيف لنا أن نتصدي لهذه المشكلة، الواقع يؤكد تفاقمها خلال السنوات القليلة الماضية لحد الوصول الي الأزمة المستعصية فالبطالة في مصر لا يقتصر مفهومها علي الذين لا يعملون، ولكنها تشمل عاملين في قطاعات مختلفة ولكنهم لا يعملون ولا ينتجون؟! > دعاء »‬اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية، اللهم انت ملاذنا وانت عياذنا وعليك اتكالنا.. اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الارضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد منهم، أو أن يبغي علي، عز جارك، وجل ثناؤك ولا إله غيرك».