الحبيب بورقيبة وجمال عبدالناصر
الحبيب بورقيبة وجمال عبدالناصر


الحبيب بورقيبة.. خرج من «لوكاندة مصر» رئيسا لتونس

حاتم نعام

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021 - 06:40 م

 

من مصر، كانت نقطة انطلاقة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، التي زارها لأول عام 1946 ليقود حركة الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي في تونس.

 

وبعد مرور سنوات، تحدث بورقيبة لـ«أخبار اليوم» في يناير 1965 عن ذكرياته في مصر، قائلا إن حرس الحدود في ذلك الوقت اعتقله بتهمة دخول الأراضي المصرية بدون تأشيرة وبعد ذلك أفرج عنه.

 

ونزل بورقيبة في لوكاندة مصر بالعتبة الخضراء في غرفة يسكن بها 12 شخصا آخرون وكان بورقيبة في هذا الوقت لا يملك نفقات الإقامة في فندق كبير ولم يكن يتصور أنه سيعود إلى تونس ليصبح رئيسا للدولة.

 

قال إن حزبه رأى في عام 1946 أن يفتح جبهة أخرى للنضال ضد الاستعمار الفرنسي في تونس، واختار مصر لتكون هذه الجبهة واختار بورقيبة رئيسه لقيادة المعركة من القاهرة.

 

اقرأ أيضًا| سر بكاء أم كلثوم مع النساء في تونس| صور

 

ومضى في حديثه: «مشيت إلى مصر وعند الحدود اعتقدت أن بوليس الحدود المصري وقتئذ سيعرف شخصيتي من تاريخ كفاحي ولكني فوجئت بالحراس يقبضون علي لأني لم أكن أحمل تأشيرة دخول وأخذوني أنا وزميلي إلى محطة السكك الحديدية بالعامرية لكي يحاكمونا».

 

كنت أظن أنهم أخذوني هناك لكي أواصل سفري إلى القاهرة وعندما أدركت الموقف أخذت أحد منشورات السكك الحديدية الذي يحمل تعليمات ولوائح السفر والشحن وكتبت على ظهر البرقية إلى أمين الجامعة العربية عبدالرحمن عزام: «أنا الحبيب بورقيبة زعيم الحركة الوطنية بتونس عند وصولي إلى الحدود المصرية قبضوا علي ونقلت للعامرية لعدم وجود جواز سفر معي أرجو التدخل للإفراج عني».

 

وبعد وصول البرقية سمحوا لي بالسفر إلى القاهرة هو وزميلي ولكنهم أخذوا علي تعهدا بعدم الاشتغال بالسياسة؛ حيث قال لي الموظف الكبير الذي أخذ التعهد مني: إننا نعرف أنك جئت إلى هنا لمواصلة الكفاح من أجل بلدك ولن نمنعك من هذا ولكن هذا مجرد تعهد صوري روتين وعندئذ وافقت على كتابة التعهد.

 

ونزل بورقيبة في لوكاندة مصر بالعتبة الخضراء  مع 12 شخصا ينزلون معه في نفس الغرفة لأن حالته لم تسمح في هذا الوقت بالإقامة في الفندق الذي يتناسب مع مهمته، وفي اليوم التالي سمعت مناقشة حادة بين صاحب اللوكاندة وبين شخص يسأل عن الزعيم بورقيبة.

 

آنذاك قال له صاحب اللوكاندة: مفيش عندنا حد بالاسم ده ما عندناش زعماء يا حضرة.. وتدخلت في المناقشة وعرفت الرجل بشخصيتي وانتهت المعركة الكلامية، وطلبت من صديقي أبو الحسن الذي جاء لزيارتي أن انتقل إلى فندق الكونتننتال لأنه جدير بمقامي وقلت له أنني لا أستطيع أن أدفع نفقات مثل هذا الفندق وأخيرا توصلنا إلى حل بأن اتفقنا مع المسئولين في فندق الكونتننتال أن يسمحوا لي باستقبال زواري في أحد صالوناته وأن يقولوا لكل من يسأل عني أنني مقيم بالفندق حتى لا يعرف أحد أني في لوكاندة مصر.

 

ومكثت في مصر أربع سنوات زرت خلالها جميع الدول العربية واتصلت بعدد كبير من المسئولين الذين أيدوا قضية تونس وفي هذه الأثناء حصلت على جواز سفر فرنسي للعودة إلى تونس وحاولت السفارة الفرنسية بالقاهرة أن تنصحني بالعدول عن السفر.

 

ولكني لم أهتم بهذه النصيحة وعدت إلى تونس في 8 سبتمبر عام 1946.. إنني لم أكن أصدق أنني سأعود إلى تونس لأصبح رئيسا للدولة.. إنه ليحلو لي أن أتذكر هذه الأيام وأنا في طريقي لزيارة الجمهورية العربية المتحدة ولقاء أخي الرئيس جمال عبدالناصر.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة