مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


بدون إزعاج

يا صاحب مهرجان الجونة.. طفح الكيل

مصطفى عدلي

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021 - 09:00 م

أكتب الآن فلم يعد القلم يتحمل مزيدا من سقطات من يتغنون بأنهم يدعمون الإبداع ويقاتلون من أجل هوية مصر الفنية وعهودهم بعيدة عن تلك الشعارات الكاذبة، على مدى الساعات الماضية خرج علينا رجل الأعمال نجيب ساويرس من أجل شو إعلامي دائما ما يبحث عنه وكأنه يفتقر له، خرج يندد بقرار نقيب المهن الموسيقية المطرب هانى شاكر بمنع مؤدى المهرجانات من الغناء، لم يكتف صاحب مهرجان «الجونة» بالتنديد لكنه اختار أن يتحدى الذوق العام وخرج بتصريح أن مهرجان الجونة السينمائى فى دورته القادمة ينتظر حضورهم، يبدو أنه لم يشبعه  سقطات  مهرجان الجونة الذى ادعى كذبا أنه  لدعم السينما المصرية، وهنا  أعود مضطرا للحديث عن دورة مهرجان الجونة الأخيرة والتى مر عليها أسابيع لنكشف معا كيف يبحث هذا الـ «نجيب» عن تدمير الذوق العام فى كافة أنواع الفنون، لقد بدأت رحلته  مع السينما عندما قرر ميلاد مهرجان الجونة وكنت أنا من أكبر الداعمين للفكرة وأجد فيها نواة لثمرة قد تطرح خيرا للسينما والإبداع المصرى بفكرة تنوع المهرجانات الجادة.


وبالفعل خرج المهرجان فى ثوب رجل أنيق مهذب يرتدى أفضل الثياب،  لكنه خاوى يعانى من الأمراض المزمنة لنصل للدورة الأخيرة والتى أطلق عليها الشارع المصرى دورة «العرى» ومن المعتاد أن تحتضن السجادة الحمراء المشاهير وبأذواق مختلفة لكن تبقى السجادة الحمراء جزء ضئيلا من قيمة المهرجانات الهادفة، أما فى دورات مهرجان الجونة المتعاقبة فكانت السجادة الحمراء والفساتين العارية هى صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة وكأن المهرجان أقيم ليتراقص فيه المشاهير على السجادة الحمراء فقط، لا أنكر استضافة المهرجان لفعاليات فنية وأفلام سينمائية ليست بالسيئة لكنها لم تكن حاضرة  ولم يسلط عليها الضوء كما يجب، ببساطة لأن القائمين على مهرجان الجونة لا يشغلهم الفن والإبداع كما يدعون لكن يشغلهم الترويج لمدينتهم العملاقة فقط .

ولو أحد كان معارضا لهذا المنطق أقول له أطلب منك أن تعود وتنصت جيدا لتصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس فى مؤتمر الدورة الـ 5 للمهرجان وهو يتحدث فى سقطة لم يخجل منها ولم يستوعبها لكنه قالها بالفم المليان: «أنا مش بفهم فى السينما ولا أتذكر حتى أسماء الفنانين جيدا» وهو ما أثبته رجل الأعمال مع اليوم الأول لبدء الدورة الأخيرة لمهرجان الجونة عندما اختار منفردا وبعيدا عن كل معايير التقييم أن تكون «جو البنات» أغنية افتتاح المهرجان للممثل والمؤدى محمد رمضان رغم أن الأغنية لا علاقة لها بالسينما من بعيد أو قريب، أنا لا أشكك فى نوايا نجيب ساويرس لكن أفعاله تظهر لنا كأنه مخطط كبير تم الإعداد له جيدا لقتل الذوق العام المصرى بداية من فكرة مهرجان الجونة وما يحمل من سقطات فى كل دورة من عمر المهرجان الوليد والذى أصبح الجمهور ينتظره فقط للاستمتاع بتلك الفساتين ليس أكثر لأنه للأسف تحول لعرض أزياء لا علاقة له بالسينما وأيضا استضافة ساويروس لأكثر من شخصية مثيرة للجدل ومنها على سبيل المثال لا الحصر استضافة مهرجان الجونة فى إحدى دوراته المخرج اللبنانى زياد دويرى الذى اتهم بالتطبيع فى بلاده لإخراجه فيلما تم تصويره فى إسرائيل وبمشاركة أبطال إسرائليين.. وأيضا الواقعة الشهيرة عندما قرر ساويرس تكريم الممثل الفرنسى جيرارد ديبارديو العاشق للكيان الإسرائيلى فى دورة أخرى للمهرجان وكان وقتها متهما نفس الممثل فى قضايا اغتصاب ولكن الهجوم على إدارة المهرجان منع تكريم الممثل الفرنسى لنفاجأ بحكاية أخرى مثيرة للجدل باستقباله للصحفى الإسرائيلى شادى بلان ليخرج وينفى أنه يعرفه أو يدرى معلومة عن جنسيته وهو ما لا يصدقه عاقل، وصولاً بالتصريح الأخير بدعمه الكامل لمؤدى أغاني المهرجانات وما أبشعها، لست محاربا لشخص نجيب ساويرس لكننى أصبحت على يقين أن كلمات وتدوينات الرجل على السوشيال ميديا ليست من محض الصدفة وليست مجرد ذلة لسان لكنها مقصودة بهدم الذوق العام والتلاعب بالهوية الفنية المصرية.


أتمنى ألا أكون قد اسأت الظن فى صاحب مهرجان الجونة لكن حقيقى قد طفح الكيل.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة