صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


خبير أثري يكشف حكايات وأسرار طريق «الكباش» واحتفالات عيد «الأوبت»

محمد طاهر

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021 - 11:14 م

 

قال الخبير الأثري أحمد عامر والمتخصص في علم المصريات، إن طريق احتفالات الملوك المعروف بإسم طريق "الكباش" يرجع إنشائه إلي قبل خمسة آلاف عام، وكان بغرض تسير مواكب الملوك المقدسة، والطريق كان يشهد الاحتفالات بعيد "الأوبت" والأعياد والمناسبات وتتويج الملوك من معابد الكرنك للأقصر سنوياً.

 ويضم تماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2700 متر من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وكان في العصور الفرعونية عدد الكباش في الصفين 1300 كبش، ولكن الموجود حالياً من كافة تلك الكباش حوالي 300 كبش فقط من الكباش الأصلية، وباقى الكباش عبارة عن بقايا وتدمرت فى العصور التى أعقبت العصور الفرعونية، وقد بدأ بناء هذا الطريق على يد الملك "أمنحتب الثالث" من الأسرة الثامنة عشر، الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك "نختنبو الأول" مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية.

ويرجع ظهور الكبش كحيوان مقدس إلى عصور ما قبل التاريخ، وكانت بداية ظهوره على هيئة صلايات صخرية منقوش عليها هيئة الكبش، والكبش في الطريق يرمز للإله "آمون"، وقد أطلق المصرى القديم عليه "وات نثر" "WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه.


وتابع "عامر"، أن الكبش يعود إلى "خنوم"، وهو أحد الرموز الرئيسة فى الديانة المصرية القديمة، فالكباش الفرعونية ترمز إلي الإله "آمون"، الذي يمثل رمز الخصوبة لدى المصريين القدماء، كما يعتقد المصريين القدماء أن الإله "آمون" ينتقل فيه إلى مقر الحريم له من أجل التزاوج والخصوبة ومن ثم الخير والنماء للبلاد.

وقد بدأ الاحتفال بـ"عيد الأوبت"، وفقًا للنصوص المصرية القديمة، فى عهد الأسرة الثامنة عشر من عصر الدولة الحديثة، وقد استمر الاحتفال به حتى نهاية العصور المصرية القديمة، وتتوافر الأدلة على استمرار الاحتفال بـ"عيد الأوبت" حتى العصر البطلمى، وكان لـ"عيد الأوبت" أهمية فى تاريخ مصر القديمة، حيث إن مهرجان "الأوبت" أو "الإبت" هو احتفال مصري قديم كان يقام سنويًا في "طيبة" الأقصر حاليًا في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث "طيبة" المقدس "آمون" و"موت" و"خونسو" يتم إخفائهم بعيد عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب إحتفالي كبير من معبد "آمون" في "الكرنك" إلى معبد "الأقصر" في رحلة تمتد لأكثر من 2 كم، وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء "آمون_رع" وزوجته "موت"، وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال "الأوبت" وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك، إن المصدر الرئيسى احتفال "الأوبت" هو الجداران الشرقى والغربى ببهو الأعمدة العظيم بـ"معبد الأقصر"، ويعودان إلى عهد الملك "توت عنخ آمون".

وتشرح الجداران تفاصيل الإحتفال بـ"عيد الأوبت"، ويضاف إلى ذلك بعض النقوش التى تم العثور عليها فى "معبد الإله خنسو" بمنطقة معابد "الكرنك"، وكذلك بعض المشاهد التى سجلها فنانين الملكة "حتشبسوت" بالمقصورة الحمراء بمعابد "الكرنك".

 ويضاف إلى ذلك بعض رسومات بـ"معبد الرامسيوم"، ومعبد "مدينة هابو"، وكذلك بعض الكتابات والمناظر فى "مقابر النبلاء" بالبر الغربى، وقد تم توثيق النقوش بصالة الأعمدة بمعبد الأقصر، والتى شيدها الملك "أمنحتب الثالث" مسيرة احتفالات "الأوبت".

وأشار "عامر" إلي أن الاحتفالات كانت تبدأ من "قدس الأقداس" بمعبد الكرنك، حيث يوجد تمثال الإله "آمون"، وهناك يقوم الملك بتقديم الصلوات أمام الإله، ليتم وضع التمثال فى الزورق المقدس الذى يطلق عليه "أوسر حات"، والمميز بوجود "رأس كبش" فى مقدمة ومؤخرة الزورق، ويتم إخفاء التمثال عن الأعين خلال الموكب، إحترامًا لقدسيته وفقا للمعتقد المصرى القديم، ثم يخرج الكهنة حليقى الرؤوس حاملين الزورق على أكتافهم من قدس أقداس معبد الكرنك، وذلك عبر طريقين رئيسيين، إما عبر طريق نهر النيل، أو عن طريق المواكب الكبرى بريًا، ويتقدم المشهد كهنة يرتدون عباءات من جلد الفهد، ويسيرون بمحاذاة كل زورق، لتلبية احتياجات الألهة، وأمام كل زورق يظهر كاهن يحرق البخور وكاهن آخر يرش الحليب، وعلى طول مسار الرحلة، وتقام الإحتفالات بمشاركة الجنود على عرباتهم الحربية، ومعهم حملة الأعلام والشعارات الملكية والموسيقيون وعازفو الأبواق والطبول والراقصون، وكل ذلك بمشاركة الجماهير من أبناء الشعب، وتصل الاحتفالات ذروتها بالاقتراب من ميناء "معبد الأقصر"، فتبدأ مراسم ذبح الأضاحى، التى يتم تقديمها كقرابين للألهة، وتوزيعها على المشاركين فيه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة