الملك سلمان بن عبد العزيز
الملك سلمان بن عبد العزيز


بمشاركة مصر والدول الإسلامية:

الملك سلمان : الاجتماع بين العالم الإسلامي وروسيا يعزز الأمن والاستقرار

أيمن عامر

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021 - 04:41 م

 

انطلق ظهر اليوم الاجتماع الاستراتيجي بين العالم الإسلامي وروسيا الاتحادية فى المملكة العربية السعودية بمشاركة جمهورية مصر العربية ووفد رفيع المستوى ممثلا لها من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة والمفتى الدكتور شوقي علام والكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والدكتور أسامة العبد الأمين لرابطة الجامعات الإسلامية والعديد من وفود الدول الإسلامية.

ويهدف الاجتماع الاستراتيجى  إلى  تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكثيف سُبل الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وزيادة التعاون المشترك في مكافحة التطرف والإرهاب. 

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على أهمية الاجتماع الاستراتيجي بين العالم الإسلامي وروسيا الاتحادية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكثيف سُبل الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وزيادة التعاون المشترك في مكافحة التطرف والإرهاب.

جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها نيابة عنه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة لدى افتتاح اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي”، الذي يعقد اليوم بجدة تحت شعار “الحوار وآفاق التعاون”، بحضور الرئيس رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية، ومشاركة المسؤولين والعلماء والمفكرين من روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي.

وقال: “أستهل حديثي بالترحيب بكم نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأنقل لكم تحياتهما وتمنياتهما الصادقة بنجاح هذا الاجتماع. متابعاً نجتمع اليوم في منطقة مكة المكرمة، ليكون ثاني اجتماعٍ للمجموعة الموقرة في بلد الحرمين وأرض الرسالة ومهبط الوحي.

كما أرحب برستم مينيخانوف رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية رئيس جمهورية تتارستان، التي دخل الإسلام فيها منذ القرن الرابع الهجري، ونشرت حينها الإسلام، وتعليم الدين الإسلامي الحنيف حتى عصرنا هذا، ومن ذلك احتضان مدينة قازان لأول جامعة إسلامية في روسيا . كما أُرحب بأصحاب الفضيلة، وأمناء العموم للمنظمات، والحضور الكريم.

وأضاف تؤكّد المملكة على أهمية هذا الاجتماع الإستراتيجي بين العالم الإسلامي وروسيا الاتحادية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكثيف سُبل الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وزيادة التعاون المشترك في مكافحة التطرف والإرهاب.

يتّسم الدين الإسلامي بالتسامح والوسطية، وهذا ما أعطاه قبولاً لدى البشرية بمختلف أجناسها وأعراقها، وللمملكة دور مشرّف في تبني مبادئ الاعتدال والتعايش المشترك، حيث سعت جاهدة لدعم الجهود الإقليمية والدولية في هذا المجال، وقدمت العديد من المبادرات في هذا الشأن، أبرزها: تبني وثيقة مكة، ودعـم مكتب تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، وتلتزم المملكة بدعم أي جهود مستقبلية تهدف لخدمة هذه المبادئ، إيماناً منها أن الاختلاف لا يعني الخلاف وأن التسامح يدعو للتسامي.

دار الإفتاء المصرية

وقال مفتى الديار المصرية الدكتور شوقي علام ، خلال كلمته بالمؤتمر ، إن تفعيل ثقافة التسامح والعيش المشترك عبر تعزيز التفاهم والحوار بين مختلف الأديان والثقافات ، قضية محورية من القضايا الإنسانية الكبرى وهي النموذج المعرفي الإسلامي يؤسس لفكرة التعارف ، مؤكداً أن واقع الحوار بين الثقافات يمثِّل أحد أهم جوانب النموذج المعرفي الإسلامي الذي يؤسِّسُ لفكرة التعارف بين مختلَف الأديان والثقافات، وتغليب نقاطِ الالتقاء الكثيرة بينها؛ بناء على أن مساحات التلاقي أوسع بكثير من هامش الاختلاف ، متابعاً ومن ثَم يدعو النموذج المعرفي الإسلامي إلى عدم الالتفات إلى وجود فروقات إثنية أو عرقية أو جنسية، وإنما يتفاضل الخلق بأعمالهم التي يكونون قريبين فيها من الخالق جل وعلا؛ مستشهداً ، قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}. مؤكداً ولا شك أن لكلٍّ من المملكة العربية السعودية وروسيا تجربتها الفريدة في تفعيل ثقافة العيش المشترك بين أتباع الديانات المختلفة، وقد لمستُ ذلك كثيرًا في الزيارات المتعددة التي قمت بها إلى روسيا.

وأكد الدكتور شوقى علام ، للدولة المصرية أيضا تجربة رائدة في تفعيل هذه المبادئ في سبيل التعارف والعيش المشترك بين جناحَي مصر أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن المصريين جميعًا يعيشون في أخوة وتعاون وتكامل؛ فعلى المستوى التشريعي منذ دستور عام 1923م وحتى دستور عام 2014م قد أُكد على المساواة بين كافة المصريين؛ فهم جميعًا سواسية أمام القانون والدستور، ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وهو ما أدَّى إلى تمازج النسيج الوطني المصري وتماسكه؛ بحيث لم يتميز مواطن عن آخر؛ في منظومة متناغمة تحقق العيش المشترك الذي تحيطه المحبة والتسامح والسلام، وقد توِّج هذا التاريخ الطويل بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح في نفس اليوم وبحضور أكبر قيادتين دينيتين في مصر، وكذلك بإنشاء بيت العائلة المصري، وهي رسالة واضحة على أن المصريين جميعًا على قلب رجل واحد.

الأوقاف المصرية 

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصرية ، أن الحوار يقتضى المشاركة لا الإقصاء،  ولا يُتصوَّر أن يحاور الإنسان نفسه.وعليه فالحوار الحضاري هو الذي يهدف إلى صالح الإنسان كونه إنسانًا ، بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو لغته ، وأن نواجه معًا المخاطر المحدقة بالإنسانية من التطرّف والإرهاب ، و الحروب والمجاعات ، وسباقات التسلح ، والتغيرات المناخية ، وأن يقف الإنسان إلى جانب أخيه الإنسان ويكون عونًا له عند الشدائد والنوائب ، في وقت أصبح فيه العالم أشبه ما يكون بقرية واحدة ، ما يحدث في شماله يؤثر بالطبع على جنوبه ، وما يحدث في شرقه تجد صداه في غربه. 

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة ، ان الحوار الحضاري هو الذي يهدف إلى صالح الإنسان كونه إنسانًا ، بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو لغته ، وأن نواجه معًا المخاطر المحدقة بالإنسانية من التطرّف والإرهاب ، و الحروب والمجاعات ، وسباقات التسلح ، والتغيرات المناخية ، وأن يقف الإنسان إلى جانب أخيه الإنسان ويكون عونًا له عند الشدائد والنوائب ، في وقت أصبح فيه العالم أشبه ما يكون بقرية واحدة ، ما يحدث في شماله يؤثر بالطبع على جنوبه ، وما يحدث في شرقه تجد صداه في غربه.  مؤكداً إن ديننا الحنيف قائم على الإيمان بالتنوع والاختلاف الذي هو  آية من آيات الله وسننه الكونية، حيث يقول سبحانه : "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ" ، ويقول سبحانه : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " ، ويقول سبحانه : " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" ، فالتنوع قوة وثراء لو أحسنا التعامل معه والإفادة منه ، فبديل  الحوار هو الصدام ، وبديل الإيمان بالتنوع والاختلاف هو الاقتتال والاحتراب .

وتابع مختار جمعة وبالواقع المعاين المشاهد ندرك أن أكثر الأمم إيمانًا بحق التنوع والاختلاف وقبول الآخر والمختلف وترسيخ أسس التعايش السلمي بين أبنائها  من جهة وفيما بينها وبين العالم كله من جهة أخرى ، هي أكثر الأمم أمنًا واستقرارًا وتقدمًا ورخاء وازدهارًا.

واستشهد جمعة ،وقد علمنا ديننا الحنيف أن نقول الكلمة الطيبة للناس جميعاً بلا تفرقة ، فقال سبحانه : "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" ، بل نحن مطالبون أن نقول التي هي  أحسن للناس جميعا كل الناس ، يقول سبحانه وتعالى : "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" ، ويقول سبحانه : "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيم "، وإذا كان هذا هو واجبنا في التعامل مع العدو فما بالكم بما يجب أن نكون عليه مع الصديق الحميم  ؟! 
متابعاً لقد حرم ديننا الحنيف قتل النفس على إطلاقها ، فلا قتل على المعتقد ولا العرق ولا الجنس ولا الهوية ، فكل الدماء معصومة ، وكل الأعراض مصانة ، وكل الأموال محفوظة ، وعهد الأمان مصان . 
مؤكداً أن ديننا دين التعارف والتعاون والسلام ، يعلي مبدأ  التفاهم والحوار  ، ويحترم آدمية الإنسان ، يؤمن بحرية المعتقد ، و بالتنوع والاختلاف ، ويعده ثراء ، ويدعونا إلى احترام الآخر وتقديره بذات القدر الذي نوده لأنفسنا منه ، وعلمنا أن نكون رحمة للعالمين ، للبشر  والحجر والشجر  ، للإنسان والحيوان والجماد ، لنحقق المقصد الأسمى لرسالة من بعثه ربه رحمة للعالمين سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) حيث يقول الحق سبحانه  : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" .

منظمة التعاون الإسلامي

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه كلمة ، أن روح التعاون بين الدول والشعوب، من خلال ثقافة الحوار لا القطيعة، وتوسيع التشاركية لتحييد الأصوات الإقصائية، مشيراً إلى اهتمام روسيا الاتحادية بالعلاقات مع العالم الإسلامي، وصوته الجامع منظمة التعاون الإسلامي، ودولها الأعضاء، يقابله رغبة أصيلة لدى الدول الأعضاء، والمجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء لمواصلة التعاون وتطوير الروابط الثقافية والاقتصادية بين روسيا والعالم الإسلامي.

وأوضح بأن شعار الاجتماع "آفاق الحوار والتعاون" يتوافق واهتمامات الجانبين، الروسي والإسلامي، في مجال حفظ السلم والأمن و فض النزاعات ومقاومة التطرف والإرهاب؛ وكذلك قضايا التنمية المستدامة، حيث إن العالم الإسلامي وروسيا بإمكانهما تقديم إسهامات كبرى في حوار الحضارات والثقافات والأديان بما يعزز التفاهم والتقارب والوئام بين مختلف شعوب العالم.
مجلس التعاون الخليجى 

وأشار الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف ، إلى أن الرعاية السامية لأعمال هذا الاجتماع تأتي تأكيداً على أهمية العلاقات الإستراتيجية التي تجمع ما بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي، وأهمية تعزيزها، لاسيما وأن شعار الاجتماع هو الحوار وآفاق التعاون.

وأضاف أن المشاركة الكبيرة والواسعة لعدد من الشخصيات من العالم الإسلامي ومن روسيا الاتحادية في اجتماع مجموعة الرؤية الإستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي يؤكّد على أهمية تعزيز قنوات الحوار وبناء الجسور على أساس من الفهم المشترك والرغبة الصادقة في خدمة البشرية، بعيداً عن الجنس واللون والديانة والعرق، ولعل جائحة كورونا "كوفيد-19" أعطت الجميع درساً قاسياً ولكن في الوقت نفسه رسّخت مفهوم العمل الجماعي والتعاون كوسيلة وحيدة وفعالة لمواجهة التحديات والتعامل مع تداعياتها ضمن إطار التعاون الإنساني.

اقرأ أيضًا: بينهم خطاط كسوة الكعبة .. 5 أسماء بارزة تم منحهم الجنسية السعودية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة