عبدالحميد عيسى
عبدالحميد عيسى


أمواج

كهرباء الهرم وضرورة بتر الورم

عبدالحميد عيسى

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021 - 05:08 م

التخفيف عن المواطن والتخلص مما أفرزته الثقافات المتوارثة من روتين وبيروقراطية دائما فى مقدمة أحاديث الرئيس الذى ينحاز دائما الى المواطن المصرى إلا أن هناك من يسير عكس الاتجاه . فما حدث من كهرباء الهرم فيه عودة لعصر الرتابة والروتين المقيت فى معاناة كنت قريبا منها خاضها صديقى عبده يوسف احمد - وما زال- حينما أراد أن يهدى شقة السبعينات عدادا بكارت تساير به روح العصر بديلا لعدادين سابقين يحملان نفس الاسم والعنوان والحديدة الدائرية يتم تغييرهما خلال أربعين عاما مضت ،أحدهما كاد أن يحرق هذه الشقة العجوز والثانى أصابته مؤخرا حالة من الاستهلاك أثناء الظلام .

فى يونيو الماضى كان طلب تركيب العداد ودفع رسوم الفحص والإتفاق على التقسيط على عدة شهور وتصوير البطاقة والمتهم بما حمله من آخر قراءة وتم توقيع الطلب بضرورة القبض عليه فورا، إلا أن الطلب ظل حبيسا خمسة أشهر مع التصريح بزيارته كل أسبوع للاطمئنان.
وأخيرا صدر القرار بالافراج عن الأوراق وتسليمها لفنى التركيب الذى حملها مع العداد الجديد على الدراجة البخارية والتوجه إلى مقر الواقعة لفك القديم وتركيب الجديد.

طلب الفنى بعض الإيصالات من السكان لضمها إلى ملف التركيب والتأكد من العنوان المدرج فى البطاقة - حيث إيصال الكهرباء هو المستند الوحيد لتغيير العنوان فى ذلك الوقت- وقد كان.
فجأة نظر الفنى يمينا ويسارا مؤكدا أن المكان تغيرت معالمه بفعل الزمن وأشعر أن الشقة قد تحركت من مكانها وأن الشارع الوحيد الذى كانت تطل عليه هرب من المكان.

مما اضطره للاتصال برؤسائه الذين أمروه بضرورة العودة ومعه العداد فورا، ولم نفق إلا على صوت الدراجة البخارية وهى تحمل عدادى الذى يحمل إسمى واسم الشارع الهارب وتوارت فى لمح البصر .
ذهبت إلى الكهرباء لاستجلاء الأمر فوجدتهم يصرون بأن عفريتا قد نقل الشقة من مكانها وعليك اللجوء إلى حى العمرانية للقبض على هذا العفريت.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة