محمد العراقي
محمد العراقي


حواديت جحا

المملكة صفر

محمد العراقي

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021 - 05:36 م

أهلاً بكم فى طائرتنا المتواضعة.. استعدوا للإقلاع.. اربطوا الأحزمة..لا تخافوا رحلتنا لن تستغرق وقتاً طويلًا، بضع دقائق وسنصل لعجيبة الدنيا المهملة، والتى لا نقدرها حق قدرها.. نناشدكم فقط التأمل.. فهذه الرحلة هى الأهم طوال حياتكم ، لذا لا تفوتوا فرصتكم التاريخية و أغمضوا أعينكم وتعالوا معى إلى المملكة الأعظم فى الكون.. اعطونى حواسكم وستعلمون أنى لا أسًوق لوهم فهى فعلا مملكة المعجزات..

تأثيرها فى حياتنا يفوق الحدود، ومع هذا لا ندرك قيمتها ونعاملها بجفاء،  خذلنها كثيرا ولم نقدر أنها ليست كغيرها من الممالك الاخرى ذات الصيت الذائف.. إنها المملكة صفر.. ثروة ممالك الأرقام المهملة.. أتعلمون أن هذه المملكة بعدم وجودها تفقد الحياة قيمتها، فمنها بدأت الحياة وإليها ستنتهى . هى كالأم التى لا تعرف مع أبنائها سوى التضحية لتحقيق النجاح..

صدقونى أنا لا أكذب عليكم هى فعلا كذلك، ولكن مشكلتنا معها الموقع، ففى حياتنا دائما صفر كبير.. صفر البداية الذى يستمر فى التدرج ليصل للرقم 9 ومن ثم تعود الكرة نحتاجه مرة أخرى ،  لنتفاجأ أن وجوده مهم ولكننا سرعان ما نهمله مرة أخرى وهكذا دواليك.. أرأيت أن المشكلة ليست إلا فى اختيار الموقع.. كذا حياتنا إذا أردنا لها النجاح علينا اختيار موقع صفرنا الخاص، وأن نفهم أن قيمته على اليمين لا اليسار، وأننا قادرون أن نصنع من صفرنا هذا معجزات لا حصر لها، فقط  علينا أن نحرص عليه يمينا ، ونعى أنه على الرغم من تواضعه متمرد لا يحب الاستسلام  ، ويرغب دائما فى الانتقال من خانة إلى أخرى يمينا رافضا الثبات، وإذا ما استسلمنا لخانة ثابتة وتوقفنا به عند حد معين.. سرعان ما يتحرك يساراً فاقداً بريقه، عن نفسى فى رحلتى الأولى لهذه المملكة اخترت أن يكون نهاية موقع صفرى الخاص يوم مماتي.. ذاك اليوم الذى لن أستطيع ان أحرك موقعه مرة أخرى وسيكون ذاك أقصى يمين وصلت له  فى هذه المملكة الأسطورية.. أخيراً وليس آخراً فكوا أحزمتكم ومرحبا بكم فى المملكة صفر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة