الأربعاء، 24 نوفمبر 2021 - 08:14 م

في مملكة الحيوان صاحب الكلمة الأخيرة هو الحيوان الأقوى وهذا أمر طبيعي فاستمرار أي حيوان على قيد الحياة يستند على مدى قدرته على تجنب الدخول في صراع مع الحيوان الأقوى لأنه في النهاية قد ينتهي هذا الصراع إلى انتهاء حياته فهو أمر ليس في صالحه وفي مملكة الطيور الامر مماثل فالنسور هم ملوك مملكة الطيور فهم الأقوى والأضخم وأصحاب الكلمة الأخيرة.

ولهذا عند دخول أي طائر آخر وإن كان الغراب في صراع مع النسر فبالتأكيد ستميل مع الاعتقاد بأن النسر سيكون المهيمن على الصراع ولكن هذا في حالة أنك لم تشاهد من قبل مجموعة من الغربان تطارد نسر بقوة أو أنك لم ترى غراب يتخذ نسر وسيلة مواصلات له في السماء وكأنه صديق له فما الذي يدفع الغراب الطائر الأصغر والأضعف لتعريض حياته للخطر وجر النسر الطائر الأضخم والأقوى لصراع لا يكون في صالح الغراب؟ ولكن الأهم لماذا لا يهاجم النسر الغراب في هذه الحالة؟

 ولكي نفهم سر الصداقة الغامضة وأسباب عدم مهاجمة النسر للغراب وعدم اصطياده رغم قربه منه فبحسب موقع " Nature Mentoring" فإن الأمر يتلخص في إلقاء نظرة متعمقة على سلوك الغربان والنسور والتي تفسر طبيعة هذه العلاقة الغامضة فالغراب بطبيعته طائر يميل إلى الاجتماعية فدائما ما تجده ضمن مجموعة ونادرا ما يكون بمفرده وهذا ما يمنحه ميزة إضافية على النسر الذي يميل إلى العزلة ومنها تأتي قوة الغراب فبأعداده يواجه حجم وقوة النسر وهو ما يمكن أن يطلق عليه " الكثرة تغلب الشجاعة".

ولكن في حالة المواجهات الفردية فدائما ما تجد الغلبة للنسر فهو الاذكى والأقوى ولكن أيضا دائما ما يمتلك الغراب وسيلة هجوم أخرى يدافع بها عن عشه والذي من الممكن أن يتعرض لهجوم من قبل النسور وخاصة في الأماكن التي تتداخل فيها مناطق التغذية الخاصة بهم فقوة النسر تأتي دائما من كونه متمركز في المكان الأعلى ومهارته تظهر من الانقضاض بشكل غير متوقع من أعلى على فريسته.

ولكن في حالة أن يكون الغراب هو صاحب المكان الأعلى تختفي مهارة النسر ولا يمتلك الكثير لفعله وهذا ما يفسر ظهور علاقة صداقة غير مفهومة بين الغراب الذي ظل لفترة يجلس فوق نسر بل واستخدمه كوسيلة مواصلات له دون أي رد فعل من النسر ليظل السؤال لماذا لم يبادر النسر بمهاجمة الغراب؟

وقد يكون لان الغراب هو صاحب الموقع الأعلى ولكن فسر العلماء الأمر بأن الغراب هو الطائر الوحيد الذي يمتلك الجرأة على ازعاج النسر فيتمكن من الجلوس على ظهره وينقر رقبته دون أي ردة فعل فالنسر أحيانا ما يهاجم الغراب إذا رأى أن الوضع يستدعي ذلك كدخول الغراب في صراع معه بشكل مباشر دون ذلك يترك النسر الغراب يفعل ما يريد ويستمر في تحليقه في السماء إلى أعلى حيث كلما طار عاليا كان صعب على الغراب أن يتنفس فيسقط في النهاية دون أدنى مجهود يذكر من قبل النسر ليختزن طاقته في البحث عن وجبته القادمة.