صورة موضوعية
صورة موضوعية


ليعيش أكبر فتره ممكنة.. أب ينشىء مختبراً خاصاً لتصنيع دواء لطفله

سلمى خالد

الخميس، 25 نوفمبر 2021 - 07:01 م

حاله مأساوية فريدة جعلت الأبدان تقشعر عند سماعها.. حيث تمكن أب صيني من اختراع علاج مؤقت لابنه بعد شهور من العذاب والألم، فظل يكافح ليتمكن من قضاء أكبر فترة ممكنة مع ابنه المريض قبل نفاد الوقت .

وقرر الأب الصيني إنشاء مختبر خاص لتصنيع الدواء لطفله المريض بعد أن فشل في العثور على الدواء الذي يحتاجه الطفل البالغ من العمر عامين في الصين وعجز عن استيراده من الخارج، بحسب موقع اوديتي سنترال.

فأبنه مصاب بمرض نادر ويعاني "هاويانغ" من متلازمة مينكس، وهو اضطراب وراثي نادر للغاية يؤثر على كيفية معالجة النحاس وامتصاصه في الجسم، ولا يستطيع الطفل الحركة أو الكلام، ويقول الخبراء إن أمامه شهور فقط ليعيشها.

لكن والده "شو وي" الذي يبلغ من العمر 30 عاماً يرفض التخلي عنه، وطالما أنه يتنفس، فهو مصمم على بذل كل ما في وسعه من أجل ابنه، حتى لو كان ذلك يعني تعلم إنتاج الأدوية التي لم تتمكن السلطات الصينية من تأمينها له .

ومن الحالات الأخرى المصابة بهذه المتلازمة فنادرًا ما يعيش المصابون بمتلازمة مينكس بعد سن الثالثة، ولكن على الرغم من ذلك، يفعل "شو وي" المستحيل لمنح طفله فرصة للعيش، وعند سماعه أن الدواء الوحيد الذي يمكن أن يبطئ تدهور حالة طفله لم يكن متوفرًا في الصين، وأن جائحة كورونا جعلت من المستحيل تقريباً طلبه من الخارج، قرر الأب أخذ زمام المبادرة وإنتاج الدواء بنفسه.

وعلى الرغم من افتقاره إلى أي نوع من التدريب أو الخبرة في مجال الكيمياء، تمكن الأب من صناعة مختبر وبعد العثور على مجموعة من الدراسات والوثائق حول متلازمة مينكس عبر الإنترنت، علم نفسه كيفية إنتاج مادة الهيستيدين النحاسية.

ويتم تصنيع مادة الهيستيدين النحاسية عن طريق خلط ثنائي هيدرات كلوريد النحاس مع الهيستيدين وهيدروكسيد الصوديوم والماء، مما يزود جسم الطفل ببعض النحاس الذي يفتقر إليه، وهو أمر بالغ الأهمية لنمو دماغه وجهازه العصبي.

وتمكن الأب من إنتاج أول قنينة من هيستيدين النحاس بعد حوالي 6 أشهر من بدء مشروعه الطموح، كما قام باختباره أولًا قبل تجربته على الأرانب ثم حقن نفسه به أيضًا، وبدت الأرانب على ما يرام، وكذلك كان هو، لذلك قرر إعطاء الدواء لهاويانغ أيضًا.

ثم عادت فحوصات الدم إلى طبيعتها بعد أسبوعين من بدء العلاج، وعلى الرغم من اعترافه بأنه لا يمكنه سوى إبطاء مرض ابنه في هذه المرحلة، إلا أنه مصمم على منحه أفضل فرصة للكفاح من أجل الحياة وليظل في حضنه أكبر فترع ممكنه .

ومنذ أن انتشرت قصته على نطاق واسع، اتصلت به عدد من الأسر في الصين تتوسل إليه أن يعالج أحباءهم أيضًا، لكنه رفض بأدب، لأن القانون يسمح له فقط بعلاج ابنه، وطالما أنه لا يستخدم دوائه مع أي شخص آخر سوى ابنه، فلن تتدخل السلطات في هذا الأمر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة