عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

رسالة آمون لنا !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 25 نوفمبر 2021 - 07:17 م

بعد موكب المومياوات احتفلنا أمس بافتتاح طريق الإله آمون الذى يطلق اليه اسم طريق الكباش نظرا لوجود تماثيل لأبى الهول برأس كبش على جانبيه ترمز لآمون الذى كان يستخدمه سنويا فى أحد الأعياد الدينية كل خريف للانتقال محمولا من الكهنة ما بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر..

وفى خضم هذا الاحتفال البديع كانت ثمة رسالة واضحة لنا من آمون أرجو أن نظل نعيها ونتذكرها ونعمل على هديها! 


فهذا الطريق الذى يبلغ طوله ٢٫٧ كيلو متر والذى أقيمت عليه مبان بعضها عشوائية بدأ اكتشافه فى أواخر الأربعينات من القرن الماضى، وتوالى اكتشاف أجزاء اخرى خلال الخمسينات ثم الستينات حتى أواخر القرن، واستكمل اكتشاف الباقى منه فى العقد الأول من القرن الجديد التى شهدت همة متزايدة فى هذا الصدد، ولكن توقف العمل فى إعادة تمهيد وإظهار الطريق فى السنوات الأولى من العقد الثانى من القرن الحالى، ومؤخرا فقط استكملنا اعداد هذا الطريق التاريخى وتمكنا من الاحتفال بإعادة افتتاحه أمس ..

وهكذا احتجنا أكثر من سبعة عقود على مدى قرنين مختلفين لنعيد افتتاح هذا الطريق الأثرى المهم الذى كان يختفى تحت مبانى ومنشات مختلفة ..

وهذا يعنى أن الدأب والاستمرارية ضرورة لتحقيق أى هدف أو استكمال أى إنجاز ..

فمهما كانت الصعاب والمشاكل لابد من الاستمرار ومواصلة العمل والجهد لنصل الى ما نريد ولكى نحقق تغيير حالنا إلى الأفضل ..

ولعل هذا ما يقصده خبراء الاقتصاد فى العالم عندما تحدثوا عن التنمية المستدامة، أى المستمرة التى لا تتوقف، لأن عملية التنمية مثل السباحة عكس اتجاه الريح وفى مواجهة الموج مجرد التوقف فيها تراجع، وتاريخنا الاقتصادى يؤكد لنا ذلك بجلاء..  

ولذلك نحن نحتاج دوما للدأب والاستمرار فى كل جهد نبذله من أجل إعادة بناء دولتنا الوطنية القوية، وألا نتوقف عن هذا الجهد مهما كانت العقبات والمشاكل والتحديات..  

وفى ذات الوقت نحن نحتاج أيضا للحزم ونحن نمضى فى طريق البناء.. فإنه بدون حزم محافظ الأقصر الاسبق سمير فرج  فى ازالة  المبانى المقامة فوقه لكننا قد تأخرنا  فى استكمال تمهيد طريق  الكباش، وربما كنّا أهملنا ذلك ايضا، واستسلمنا للواقع، واقع هذا الطريق التاريخى الذى أقامه الاجداد وإخفاء الأمجاد  تحت مبانى وعشوائيات  وتراجعنا عن تغييره..  وهذه هى رسالة آمون صاحب طريق الكباش الذى احتفلنا أمس بافتتاح طريقه الخاص أمس فى الأقصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة