صورة موضوعية
صورة موضوعية


كيف يغير البشر تشريح حيوان آخر؟ 

هناء حمدي

الخميس، 25 نوفمبر 2021 - 08:26 م

العاج هو تلك المادة البيضاء النادرة ذات القيمة الأغلى والتي تعود إلى خصائصه التي تميزه مثل القوة والمتانة وسهولة الإنتاج كل ذلك يجعله عنصر مثالي يستخدم في كثير من الاستخدامات في المجوهرات والحلي والمنحوتات والأعمال الفنية وحتى في صناعة كرات البلياردو وغيرها من الاستخدامات.

ذلك العنصر الطبيعي النادر، يوجد بشكل حصري في أنياب الأفيال التي يستخدمها للحفر بحثًا عن الطعام ولتوسعة طريق مروره بين الأغطية النباتية في الغابات وكذلك لوضع علامات على الأشجار أو حتى للقتال بين الذكور كل هذه الاستخدامات للناب يمكنك من تخيل مدى قوته ومتانته والفضل يعود في كل ذلك إلى " العاج" المادة الرئيسية التي يتكون منها ناب الفيل ويمنحه قوة وصلابة وقسوة.

كل هذه الخصائص المميزة للعاج دفعت البشر إلى تفضيل استخدامه لإضافة قيمة على منتجاتها وبالتالي تزداد سعرها ونتيجة لزيادة الطلب عليها دفع ذلك تشجيع الصيد غير القانوني الجائر للأفيال للحصول على العاج من أنيابه ما أدى إلى حدوث تغيير في جينات هذه الأفيال فالصيد الجائر ترك علامة تطورية على الأفيال فأصبحت تفتقد أنيابها التي تعتمد عليها

وبحسب دراسة حديثة أجراها علماء الأحياء في جامعة "برينستون" فإن أسنان الفيل المستقيمة "الأنياب" والتي من المفترض أنها تنمو باستمرار أصبحت غير موجودة فالفيل يولد بلا أنياب حيث توصل الباحثون إلى أن نسبة إناث الأفيال التي ولدت بلا انياب بعد الحرب الاهلية في موزمبيق ارتفعت من 19% إلى 51 %.

وبحسب موقع " sciencefocus" فإن الدراسة تمت على أفيال السافانا الأفريقية في منتزه "جورونجوسا" الوطني في موزمبيق وكشفت أن خلال الحرب الأهلية في موزمبيق والتي استمرت من 1977 حتى عام 1992 تم صيد أكثر من 90% من الحيوانات الكبيرة بما فيهم الأفيال حتى انخفض عددهم من أكثر من 2500 فيل إلى أقل من 250 فيل في عام 2000 كما زادت نسبة إناث الأفيال المولودة بدون أنياب فارتفعت من 19% إلى 51%.

وكشفت الدراسة بعد البحث في جينات 11 فيل من دون انياب عن وجود طفرات في الجين الذي يساعد على انتاج المينا والملاط المعدنان اللذان يغطيان الأنياب والأسنان وتسببت هذه الطفرات إلى حدوث اضطراب وراثي نتج عنه افتقاد إناث الأفيال إلى "القواطع الجانبية العلوية" وهي الأسنان التي تصبح أنيابا في الأفيال.

وبسبب وجود 1 من كل 10 أفيال لا يمتلك أنياب أو يمتلك ناب واحد فقط قام الباحثون بمقارنة الحمض النووي من الفيلة ذات الأنياب والتي لا تمتلك أنياب وتوصلت الدراسة إلى وجود تغييرات وراثية أخرى أثرت على سمة الأنياب بالإضافة إلى طفرات الجين الأول حدثت تغييرات في جين ثاني وهو المشارك الأساسي في إنتاج العاج المعدن الأساسي في العاج.

ولذلك فإن تطور جينان على الأقل للأنياب بسرعة استجابة للصيد الجائر تسبب في أن تكون السمة الناتجة لهذه الطفرات الجديدة والتي أصبحت الآن أكثر شيوعا في مجموعة الجينات هي عدم امتلاك الأفيال لأنياب حتى أنها أصبحت الأكثر انتشارا فمن المرجح أن تعيش الإناث المولودة بدون أنياب وتتكاثر.

وعلى الرغم، من كون الأنياب مفيدة لهم ويتم الاعتماد عليها واستخدامها في كثير من الأغراض إلا أن الحقيقة التي يتم التعامل معها هو أنها ليست ضرورية للبقاء على قيد الحياة، ومع فقد الأفيال لأنيابها يكون التركيز على كيفية قيام البشر بتغيير تشريح حيوان آخر.

 

العلماء يكشفون خطط لتحويل الحطام الموجود في مدار الأرض إلى وقود للصواريخ

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة