«المصريون» يرسمون «القوة والحياة والنور» بألوان الفراعنة
«المصريون» يرسمون «القوة والحياة والنور» بألوان الفراعنة


بـ«الأحمر والأزرق والأبيض»..

«المصريون» يرسمون «القوة والحياة والنور» بألوان الفراعنة في افتتاح طريق الكباش

دعاء فودة

الخميس، 25 نوفمبر 2021 - 11:10 م


في مشهد حضاري تاريخي مبهج مغلف بألوان القدماء المصريين المميزة، انطلق حفل افتتاح طريق الكباش، حاملا في صورته كل معاني الألوان الـ7 "الأحمر، الأزرق، الأسود، الأبيض، الأخضر، الأصفر، والبني"، والتي عبر بها الفراعنة في الرسم والتصوير عن "القوة، وصفاء السماء، والخصوبة، والنور، وإعادة الحياة من جديد، والخلود، والاستمرار في العمل" هذا معان ترمز إليها تلك الألوان لدى أجدادنا القدماء.

وبالتالي لم يكن من فراغ، سيطرة تلك الألوان الـ7 على المشهد العام في حفل افتتاح طريق الكباش، لنراه بالصورة المبهجة التي خرج بها، فكانت هناك دقة ودلالات في اختيار كل ألوان عناصر الحفل، فلم يكن مقصودا اختيار تلك الألوان فقط في ملابس المطربين والمذيعات والفرق الفنية التي شاركت بالحفل، ولكن اختيرت بعناية في ألوان الديكور والإضاءات المستخدمة على مدار الاحتفالية، ومن هنا نستعرض دلالات ورمزية ألوان الفراعنة في حياتهم.

يعود السر في فن الألوان بالحضارة المصرية القديمة، تحديدا إلى استخدام الأحجار الطبيعية من الأودية والجبال الموجودة في الأقصر وفي جنوب سيناء، والتي تحتوي على أحجار متدرجة الألوان ما بين الأحمر والأخضر والأصفر، فكانت لها علاقة وروابط ودلالات دينية وعسكرية واجتماعية في حياة القدماء المصريين.


اللون الأزرق 

كان اللون "الأزرق الفرعوني" هو أحد أقدم الصبغات التي عرفها الإنسان، والذي بدأ الفراعنة إنتاجه منذ أكثر من 5000 عام، بتسخين مزيج من مركبي الكالسيوم والنحاس، مع رمل معروف باسم Silica الثنائي التأكسد، إضافة إلى الملح المستخرج من رماد بعض النباتات المحروقة ووالصودا، ثم الاحتفاظ بالصبغة الثمينة لإنتاج أروع الأعمال الفنية.

حمل اللون الأزرق لدى القدماء المصريين، دلالات دينية وعسكرية واجتماعية، فكان لون تاج "خربش"، والمعروف بتاج الحروب والنزالات العسكرية ويشبه الخوذه، ويرتديه الملوك، وكذلك كان لون "إله الريح" آمون رع في عهد الدولة الحديثة، فكان للأزرق "التركوازي" رمزيته الدينية وارتباطه بالإله آمون، رمزا وتعبيرا عن لون السماء الصافية، وزينت به التماثيل واللوحات والقبور والتوابيت والخزف، واستخدم لتلوين أسقف المعابد للتعبير عن السماء الصافية، وارتبط كذلك بالفيضان السنوي للنيل وزراعة الأرض، واستمرار الحياة، لأنه رمزا للهواء والسماء ومياه النيل، ولأن الأحمر يخرج منه اللون التركواز، وهو رمز للجمال عند الفراعنة، فكان يصنع منه أحجار الحلي، كما تم إطلاقه على أسطورة الجمال أو معبودة الجمال "حتحور"، ويقال إن الأسطورة حتحور سميت بـ"معبودة التركواز" نسبة لسيناء، التي أطلق عليها فيما بعد اسم أرض الفيروز، وذلك لاستخراج أحجار الفيروز تركوازية اللون من أرضها.

 


اللون الأصفر "الذهبي"

أطلق الفراعنة على اللون الأصفر اسم «كنجت»، ويعنى الخلود والديمومة، فهو لون الذهب والشمس ساعة الشروق ورمز الخلود، واستخدم الأصفر لونا لجسد الآلهة، وكذلك لتلوين بشرة المرأة في الرسم.


أخذ الأصفر عند الفراعنة مكانة الذهب تلك المادة الخالدة التي لا يتطرق إليها الفساد والتي تجسد الشمس الخالدة واهبة الحياة، فكانت أكبر مظاهر اللون الأصفر "الذهبي" لدى الفراعنة، تتمثل في أشعة الشمس الذهبية، واختير اللون الذهبي والأصفر لتماثيل الملوك في إشارة إلى لون الشمس.

 

اللون الأبيض

عرف اللون الأبيض باسم «حدج»، ويشير إلى النقاء والصفاء والرفعة في المكانة الاجتماعية، فهو لون الكتان الأبيض الذي يرتديه الملك والنبلاء وكبار الموظفين، كان أيضا رمزا للفرح والبهجة وأيام الاحتفالات، كما يعتبر لون النور المنبعث من الظلام، وكان لون الفضة التي تتكون منها عظام الآلهة، وكذلك كان تاج مملكة مصر العليا.

 


 

 

اللون الأسود

 

نطلق في عصرنا الحالي على اللون الأسود "ملك الألوان"، ولكم الفراعنة أطلقوا عليه اسم "كم" حيث يشير إلى الظلام وخصوبة التربة وإعادة الإنماء، فكان رمزا للبعث من جديد، وللحفظ من التلف، وهو لون طمي النيل الذي يحمله معه في كل فيضان ويكون سببا في خصوبة التربة، وكان يستخدم للآلهة فقط مثل أوزيريس وأنوبيس.

 

اللون الأحمر


كان من أكثر الألوان استعمالا لدى الفراعنة، ويتم إحضاره من محجر في الصحراء الغربية من حجر يسمى "المافت"، وكانت دلالة هذا اللون، على قوتي "الخير والشر"، مثل تمثال المعبود سيت "رمز الشر"، وعرف باسم "دشر"، فكان يعني القوة والغضب، وارتبط بالأسطورة الشهيرة "هلاك البشر"، كما أنه استخدم رمزا للعنف والصحراء والدم والموت، لكنه أيضا كان رمزا للنصر ولون الإله "ست المخرب"، ولون به تاج مصر السفلى على الرغم من أن شمال مصر وخاصة منطقة الدلتا معروفة بخضرتها وكثرة نباتاتها. 


اللون الأخضر

سمى اللون الأخضر في مصر القديمة باسم «وادج»، ويعني الخصوبة والنماء وإعادة الحياة من جديد، ويرمز إلى الخضرة والنبات والشباب والصحة الجيدة والإحياء والتجدد، وتم استخدامه في تصوير "الإله أوزيريس" فظهر جسده باللون الأخضر.

 

 

اللون البني


هو لون الطمي، وكانوا يلونون به بشرة الرجال في الرسم، ويرمز إلى القوة والاستمرار في العمل.

 

اقرأ ايضا

بإطلالات فرعونية.. مذيعات مصر يبهرون العالم خلال حفل افتتاح طريق الكباش

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة