لويس باستور
لويس باستور


«لويس باستور».. مؤسس معهد مكتشفي الأوبئة

هناء حمدي

الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 03:12 م

دائمًا ما تكون الشرارة الأولى لأي نجاح نابعة من مشكلة أو أزمة لا يوجد لها حل قد تكون المشكلة شخصية أو حتى عامة ولكنها في النهاية ومع الوصول إلى الحل بعد مجهود وبحث مستمر تتمكن من إنقاذ البشرية لتكون خطوة أولى لسلسلة نجاحات مستمرة وحلول لمشكلات أخرى تنقذ مزيد من الأجيال من أمراض أو مشكلات صحية قد تنهي حياته أو تؤثر عليه على بقائه بشكل صحي وسليم.

ويعد أفضل مثال لمشكلة شخصية تحولت إلى نجاح لإنقاذ البشرية من أمراض واوبئة تهدد استمراره هي قصة طبيب فرنسي لم يكن يوما مهتم بعلم الكيمياء والطب بقدر اهتمامه بالآداب والفنون ولكن جاءت المشكلة التي تحولت فيها حياته ليبدأ معها دراسة علم الأوبئة ومنها يحقق ما لم يكن يتوقعه من نجاح في مجال الطب الوقائي والتطعيم العلاجي وعلم الأحياء الدقيقة ليكون أحد مؤسسي هذه العلوم ويلقب بـ«أبو علم المناعة» ولم يتوقف عند ذلك ولكنه ساهم في نجاح غيره من العلماء بأفكاره.. نتحدث عن العالم «لويس باستور».

ولد «باستور» في ديسمبر عام 1822 وكان بارعًا في الرسم والتلوين حتى أنه اهتم منذ صغره برسم اللوحات الفنية والتي لاقت اعجاب الكثيرين ليقرر أن تكون دراسته فيما هو مبدع فيه فحصل على درجة البكالوريوس في الآداب والفنون عام 1840 وبعدها بسنتين قرر أن يقتحم مجال العلوم فحصل على درجة البكالوريوس في العلوم من الجامعة الملكية ثم على الدكتوراه عام 1847 من مدرسة الأساتذة العليا في باريس.

ومنها عمل «باستور» في مجال الكيمياء كمدرس للمادة في ثانوية «ديجون» حتى عام 1848 ليصبح بعدها أستاذ كيمياء في جامعة «ستراسبورج» ليلتقي بزوجته «ماري لوران» لتكون هذه الخطوة الأولى في تغيير حياته وطريقه لإنقاذ البشرية أزمة تعرض لها أبنائه فقرر أن يكرس حياته للبحث لها عن حل حيث توفى 3 من أبنائه الـ5 بمرض التيفويد ومن هنا قرر «باستور» التخصص في دراسة الأوبئة.

اقرأ ايضا:«مينويت» يشتري «جزيرة مانهاتن» الأمريكية بـ24 دولار وينقل ملكيتها لهولندا

ومنها تمكن «باستور» من الدخول في التاريخ من خلال ابحاثه ونظرياته كنظرية الجرثومة أو «جرثومية المرض» والتي تفترض أن الميكروبات هي سبب العديد من الأمراض ونتج عنها إنتاج المضادات الحيوية وفي عام 1862 اخترع «باستور» لأول مرة طريقة للقضاء على البكتيريا عن طريق غلي السائل وبعدها تبريده وعرفت هذه العملية باسم «البسترة».

 كما تمكن من الوصول إلى لقاح يقضي على وباء «الجمرة الخبيثة» أحد أقدم الأوبئة المسجلة في التاريخ والتي كانت منتشرة في فرنسا وفي دول من أوروبا وتسببت في مقتل عدد كبير من المواشي وتطورت حتى أصبحت تصيب البشر وفي عام 1885 دخل «لويس باستور» التاريخ من أوسع أبوابه حيث تمكن من الوصول إلى لقاح ضد داء الكلب الذي فتك على مدار سنين طويلة بكثير من البشر.

وتأتي بعدها الخطوة الأكبر في تاريخ البشرية وهي تأسيس معهد قادر على تلبية احتياجات البشرية المتزايدة للقاح داء الكلب مع الاهتمام بدراسة أسباب الأمراض وطرق الوقاية منها لإنقاذ الأجيال القادمة ولقى هذا الاقتراح قبول كبير داخل الأوساط العلمية وبدأت التبرعات تنهال على الأكاديمية الفرنسية للعلوم لإنشاء هذا المعهد وفي يناير من عام 1886 تم الحصول على أول تبرع لصالح تأسيس المعهد وبعد فترة ليست بالطويلة تمكن المسؤولين عن مشروع المعهد بجمع تبرعات بلغت 2 مليون فرنك.

وفي 14 نوفمبر من عام 1888 افتتح الرئيس الفرنسي «سادي كارنو» المعهد وأطلق عليه معهد «باستور» اعترافا بجميل العالم «لويس باستور» صاحب الفكرة والتي اعتبرها المجتمع العلمي خطوة هامة لخدمة البشرية ومواجهة الأمراض وفي 28 سبتمبر عام 1895 توفي «لويس باستور» بعد معاناة مع المرض وتنقل رفاته لتدفن في المعهد الذي يحمل اسمه وحلمه.

ومن هذا المعهد والذي تم افتتاح فروع عديدة منه في كثير من الدول مثل اليونان وروسيا وتونس والجزائر والمغرب والسنغال وكوريا والصين مر الكثير من العلماء الذين تمكنوا من الكشف عن العديد من الحقائق العلمية حول البكتيريا والجراثيم والأمراض والتي ساهمت بذلك في إنقاذ حياة عدد كبير من البشر ومن أبرز هؤلاء العلماء «ألكسندر يرسين» مكتشف البكتيريا المسببة للطاعون و«ألفونس لافرن» الذي ساهم في كشف حقيقة مرض الملاريا وفاز بجائزة نوبل للطب عام 1907 والعالم «شارل نيكول» الحائز على جائزة نوبل للطب عام 1928 والذي توصل إلى حل لغز انتقال عدوى مرض التيفوس.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة