عبد الرحمن بن عوف
المبشرون بالجنة .. عبد الرحمن بن عوف.. نموذج العطاء فى سبيل الله
الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 03:32 م
إعداد - عبدالعزيز عبدالحليم
كان رضى الله عنه آية فى الجود والكرم؛ فقد روت الأخبار أنه تصدَّق بشطر ماله على عهد النبى صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس فى سبيل الله، وخمسمائة راحلة، وقد باع يومًا أرضًا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعًا على أهله من بنى زُهرة، وأمهات المسلمين، وفقراء المسلمين .
إنه المبشر بالجنة ، عبد الرحمن بن عوف ، وكان اسمه يوم مولده عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، وظلَّ اسمُه كذلك فى الجاهليَّة، فلمَّا أسلم سمَّاه النَّبى صلى الله عليه وآله وسلم عبد الرحمن، وهو من بنى زهرة؛ أخوال النَّبى صلى الله عليه وآله وسلم وأقاربه من جهة أمِّه السيدة آمنة عليها السلام .
ولد رضى الله عنه فى مكة المكرمة بعد عشرة أعوام من عام الفيل ، أى أنه يصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة أعوام .
كان سيدنا عبد الرحمن بن عوف من أوائل الذين أسلموا، وقد كان لإسلامه قصة يرويها علينا بنفسه؛ يقول: «سافرت إلى اليمن قبل المبعث بسنة، فنزلت على شيخ كبير مُدَّ له فى العمر، وكنت إذا قدمت نزلت عليه، فلا يزال يسألنى عن مكة وأحوالها، وهل ظهر فيها من خالف دينهم، أو لا؟ حتى قدمت المرَّة التى بُعث النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلَّم وأنا غائب فيها، فنزلت عليه فقال لي: اذكر نسبَك فى قريش، فقلت: أنا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة. قال: حسبُك. قال: ألا أبشِّرك ببشارة، وهى خير لك من التجارة؟ قلت: بلى، قال: إن الله قد بعث من قومك نبيًّا ارتضاه صفيًّا، وأنزل عليه كتابًا وفيًّا، ينهى عن الأصنام، ويدعو إلى الإسلام، يأمر بالحقِّ ويفعله، وينهى عن الباطل ويبطله، وهو من بنى هاشم، وإنَّ قومَك لأَخْوَاله، يا عبد الرحمن، وازِرْهُ وصَدِّقه. قال عبد الرّحمن: فقدمت، فلقيت أبا بكر رضى الله عنه، وكان لى خليطًا، فأخبرته الخبر، فقال: هذا محمد بن عبد الله، قد بعثه الله إلى خلقه رسولًا؛ فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلن إسلامه .
عاش مناصرًا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محبًّا له ولدينه، فقد شهد بدرًا والمشاهد كلها، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد، حتى إنه حصلت له إصابات بالغة، فقيل أنه أصيب يوم أحد بعشرين جراحة، وأن إحدى هذه الإصابات تركت عرجًا دائما فى إحدى ساقيه، كما سقطت يوم أحد بعض أسنانه، فتركت خللًا واضحًا فى نطقه وحديثه.
رضى الله عن ذلك الصحابى الجليل، الذى كان نعم المقبل على الله، ولم يكن زهده عن احتياج، بل إن الدنيا جاءت له راغبة طيِّعةً فأبى أن يشغله شيءٌ عن مسلكه فى خدمة المسلمين لوجه الله تعالى، فلذلك لا نعجب أن يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِى الْجَنَّةِ»، صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورضى الله عن سيدنا عبد الرحمن بن عوف .
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة