شبهات وردود
شبهات وردود


شبهات وردود .. الزعم بعدم الحاجة للسنّة النبوية

اللواء الإسلامي

الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 03:35 م

حسين‭ ‬الطيب

 

يروج‭ ‬من‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬زوراً‭ ‬وبُهتاناً‭ ‬بالقرآنيين‭ ‬بعدم‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬السنّة‭ ‬النبوية‭ ‬وأن‭ ‬القرآن‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬شيئاً‭.‬

يرد‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشيخ‭ ‬عثمان‭ ‬بن‭ ‬معلم‭ ‬محمود‭ ‬بن‭ ‬شيخ،‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬شبهات‭ ‬القرآنيين‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مجمع‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬للطباعة‭ ‬بالسعودية،‭ ‬فيقول‭:‬

كان‭ ‬الصحابة‭ ‬أرباب‭ ‬الفصاحة‭ ‬وكانوا‭ ‬مستغنين‭ ‬عن‭ ‬علوم‭ ‬الوسائل‭ ‬التى‭ ‬افتقر‭ ‬إليها‭ ‬المتأخرون،‭ ‬بيد‭ ‬أنهم‭ ‬احتاجوا‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬فبين‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الظلم‭ ‬المذكور‭ ‬فى‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬ولَمْ‭ ‬يَلْبِسُوا‭ ‬إيمانَهُمْ‭ ‬بِظُلْمٍ‮»‬‭ ‬هو‭ ‬الشرك،‭ ‬وأن‭ ‬الحساب‭ ‬اليسير‭ ‬هو‭ ‬العرض،‭ ‬وأن‭ ‬الخيط‭ ‬الأبيض‭ ‬والأسود‭ ‬هما‭ ‬بياض‭ ‬النهار‭ ‬وسواد‭ ‬الليل،‭ ‬وأن‭ ‬الذى‭ ‬رآه‭ ‬نزلة‭ ‬أخرى‭ ‬عند‭ ‬سدرة‭ ‬المنتهى‭ ‬هو‭ ‬جبريل،‭ ‬كما‭ ‬فسر‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬أوْ‭ ‬يَأْتِيَ‭ ‬بَعْضُ‭ ‬آياتِ‭ ‬رَبِّكَ‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬طلوع‭ ‬الشمس‭ ‬من‭ ‬مغربها،‭ ‬وكما‭ ‬فسر‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬مَثَلًا‭ ‬كَلِمَةً‭ ‬طَيِّبَةً‭ ‬كَشَجَرَةٍ‭ ‬طَيِّبَةٍ‮»‬‭ ‬بأنها‭ ‬النخلة،‭ ‬وكما‭ ‬فسر‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬يُثَبِّتُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬بِالقَوْلِ‭ ‬الثّابِتِ‭ ‬فِى‭ ‬الحَياةِ‭ ‬الدُّنْيا‭ ‬وفِى‭ ‬الآخِرَةِ‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬القبر‭ ‬حين‭ ‬يُسأل‭ ‬من‭ ‬ربك‭ ‬وما‭ ‬دينك،‭ ‬وكما‭ ‬فسر‭ ‬الرعد‭ ‬بأنه‭ ‬ملك‭ ‬من‭ ‬الملائكة‭ ‬موكل‭ ‬بالسحاب،‭ ‬وكما‭ ‬فسر‭ ‬اتخاذ‭ ‬أهل‭ ‬الكتاب‭ ‬أحبارهم‭ ‬ورهبانهم‭ ‬أربابًا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬باستحلال‭ ‬ما‭ ‬أحلوه‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الحرام‭ ‬وتحريم‭ ‬ما‭ ‬حرموه‭ ‬من‭ ‬الحلال،‭ ‬وكما‭ ‬فسر‭ ‬القوة‭ ‬التى‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬نُعدّها‭ ‬لأعدائه‭ ‬بالرمى،‭ ‬وكما‭ ‬فسر‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬مَن‭ ‬يَعْمَلْ‭ ‬سُوءًا‭ ‬يُجْزَ‭ ‬بِهِ‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬ما‭ ‬يجزى‭ ‬به‭ ‬العبد‭ ‬فى‭ ‬الدنيا‭ ‬من‭ ‬النصب‭ ‬والهم‭ ‬والخوف،‭ ‬وكما‭ ‬فسر‭ ‬الزيادة‭ ‬فى‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬لِلَّذِينَ‭ ‬أحْسَنُوا‭ ‬الحُسْنى‭ ‬وزِيادَةٌ‮»‬‭ (‬يونس‭: ‬‮٢٦‬‭) ‬بأنها‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬وجه‭ ‬الله‭ ‬الكريم‭.‬

وهى‭ ‬كما‭ ‬ترى‭ ‬معانٍ‭ ‬لا‭ ‬يُتوصل‭ ‬إليها‭ ‬بمجرد‭ ‬إتقان‭ ‬لسان‭ ‬العرب،‭ ‬فلو‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بها‭ ‬بيان‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬لكنا‭ ‬فى‭ ‬عماية‭ ‬من‭ ‬أمرها‭.‬

فالسنة‭ ‬تبين‭ ‬مجمل‭ ‬القرآن،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وأقِيمُوا‭ ‬الصَّلاةَ‭ ‬وآتُوا‭ ‬الزَّكاةَ‮»‬‭ ‬وقال‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬كُتِبَ‭ ‬عَلَيْكُمُ‭ ‬الصِّيامُ‮»‬‭ ‬وقال‭ ‬جل‭ ‬من‭ ‬قائل‭: ‬‮«‬ولِلَّهِ‭ ‬عَلى‭ ‬النّاسِ‭ ‬حِجُّ‭ ‬البَيْتِ‭ ‬مَنِ‭ ‬اسْتَطاعَ‭ ‬إلَيْهِ‭ ‬سَبِيلًا‮»‬،‭ ‬فبين‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬بفعله‭ ‬وقوله‭ ‬أن‭ ‬الصلوات‭ ‬المفروضات‭ ‬خمس‭ ‬فى‭ ‬اليوم‭ ‬والليلة‭ ‬وبين‭ ‬أعداد‭ ‬ركعاتها‭ ‬وشروطها‭ ‬وأركانها‭ ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬صلوا‭ ‬كما‭ ‬رأيتمونى‭ ‬أصلّى‮»‬،‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬الحائض‭ ‬لا‭ ‬صلاة‭ ‬عليها‭ ‬لا‭ ‬أداء‭ ‬ولا‭ ‬قضاء‭.‬

وكذلك‭ ‬الزكاة‭ ‬بيّن‭ ‬حقيقتها‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬تجب؟‭ ‬وبيّن‭ ‬أنصبتها،‭ ‬وأنها‭ ‬تؤخذ‭ ‬من‭ ‬العين‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬والفضة‭ ‬والمواشى‭ ‬من‭ ‬الإبل‭ ‬والغنم‭ ‬والبقر‭ ‬السائمة‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وأوجبها‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬أخرجت‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬بعض‭.‬

‮«‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬الصيام‭ ‬هو‭ ‬الإمساك‭ ‬بالعزم‭ ‬على‭ ‬الإمساك‭ ‬عما‭ ‬أمر‭ ‬بالإمساك‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬طلوع‭ ‬الفجر‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬الليل‮»‬‭.‬

وفرض‭ ‬على‭ ‬البالغين‭ ‬من‭ ‬الأحرار‭ ‬والعبيد‭ ‬ذكورهم‭ ‬وإناثهم‭ ‬إلا‭ ‬الحيّض‭ ‬فإنهن‭ ‬يقضين‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬أخر‭.‬

وبيّن‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬أن‭ ‬الحج‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬فى‭ ‬العمر‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬وبيّن‭ ‬ما‭ ‬يلبس‭ ‬المحرم‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يلبسه‭ ‬وحدّد‭ ‬مواقيت‭ ‬الحج‭ ‬والعمرة‭ ‬وبيّن‭ ‬عدد‭ ‬الطواف‭ ‬وكيفيته،‭ ‬كلّ‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬بيانه‭ ‬فى‭ ‬القرآن‭.‬

ومن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمثلة‭ ‬يتضح‭ ‬إن‭ ‬السنة‭ ‬قد‭ ‬بينت‭ ‬أحكام‭ ‬ومواقف‭ ‬قرآنية‭ ‬لولا‭ ‬السنة‭ ‬لظل‭ ‬الناس‭ ‬فى‭ ‬ظلمات‭ ‬يعمهون‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة