الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 03:38 م

سيد‭ ‬حجاج

شرع‭ ‬الظاهر‭ ‬بيبرس‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬هذا‭ ‬الجامع‭ ‬سنة‭ ‬665هـ‭ ‬فى‭ ‬ميدانه‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يلعب‭ ‬فيه‭ ‬بالكرة‭ ‬مع‭ ‬أقرانه‭ ‬وأكمله‭ ‬سنة‭ ‬667هـ،‭ ‬وجعل‭ ‬باقى‭ ‬الميدان‭ ‬وقفًا‭ ‬على‭ ‬الجامع‭. ‬ولما‭ ‬جاء‭ ‬الفرنسيون‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬ركّبوا‭ ‬فيه‭ ‬المدافع‭ ‬واتخذوه‭ ‬قلعة،‭ ‬ثم‭ ‬تحول‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬إلى‭ ‬معسكر‭ ‬لطائفة‭ ‬التكارنة،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬مصنع‭ ‬للصابون،‭ ‬وأخيرا‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬مذبح‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإنجليزى،‭ ‬وفى‭ ‬سنة‭ ‬1893‭ ‬اهتمت‭ ‬لجنة‭ ‬حفظ‭ ‬الآثار‭ ‬العربية‭ ‬بإصلاح‭ ‬الجامع‭ ‬ومحاولة‭ ‬إرجاعه‭ ‬إلى‭ ‬مهمته‭ ‬الأصلية‭ . ‬

ويتألف‭ ‬الجامع‭ ‬من‭ ‬صحن‭ ‬مكشوف‭ ‬يحيط‭ ‬به‭ ‬أروقة‭ ‬أربعة‭ ‬أكبرها‭ ‬رواق‭ ‬القبلة‭ ‬كانت‭ ‬عقودها‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬أعمدة‭ ‬رخامية‭ ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬المشرفة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الصحن‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬بنائية‭ ‬مستطيلة‭ ‬القطاع،‭ ‬كذلك‭ ‬صف‭ ‬العقود‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬كانت‭ ‬عقوده‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬بنائية‭ ‬أيضاً‭. ‬أما‭ ‬عقود‭ ‬القبة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تقع‭ ‬أمام‭ ‬المحراب‭ ‬فإنها‭ ‬مرتكزة‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬مربعة‭ ‬بأركانها‭ ‬أعمدة‭ ‬مستديرة‭.‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬القبة‭ ‬كبيرة‭ ‬مرتفعة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬نظائرها‭ ‬فى‭ ‬الجوامع‭ ‬السابقة‭ ‬فإنها‭ ‬كانت‭ ‬صغيرة‭ ‬متواضعة،‭ ‬أما‭ ‬وجهات‭ ‬الجامع‭ ‬الأربع‭ ‬فمبنية‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬فتحت‭ ‬بأعلاها‭ ‬شبابيك‭ ‬معقودة‭ ‬وتوجت‭ ‬بشرفات‭ ‬مسننة‭ ‬وامتازت‭ ‬بأبراجها‭ ‬المقامة‭ ‬بأركان‭ ‬الجامع‭ ‬الأربعة‭ ‬وبمداخلها‭ ‬الثلاثة‭ ‬البارزة‭ ‬عن‭ ‬سمت‭ ‬وجهاتها،‭ ‬ويقال‭ ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬المؤرخين‭ ‬أن‭ ‬الجامع‭ ‬اقتبس‭ ‬أغلب‭ ‬زخارفه‭ ‬من‭ ‬الجامع‭ ‬الأقمر‭ ‬وجامع‭ ‬الصالح‭ ‬طلائع‭ ‬ومدخل‭ ‬المدرسة‭ ‬الصالحية‭.‬