الرئيس السيسى يستمع لشرح وزير السياحة والآثار
الرئيس السيسى يستمع لشرح وزير السياحة والآثار


طريق الكباش | ملحمة «سحر وجمال» على ضفاف النيل الخالد

أخبار اليوم

الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 06:08 م

 

 وقف الخلق ينظرون إلى ما يصنعه المصريون لإحياء مجد أجدادهم، حيث قدمت مصر هدية للعالم أول أمس بعد افتتاح طريق الكباش الذى يعد الحدث الأكبر فى القرن الـ 21 ، والذى يحول الأقصر إلى متحف مفتوح، مما يسهم على زيادة التدفقات السياحية فى جنوب مصر، وبالتزامن مع الاحتفال سجلت فنادق الأقصر 100% حجوزات فى واقعة لم تحدث من 10 سنوات سابقة، مما يعكس مستقبل الوضع السياحى المنتظر لبلاد طيبة.. «طريق الكباش» هو الطريق الملكى الذى كان يربط ما بين «معبد الأقصر» و«معبد الكرنك» ويبلغ طوله 2700 متر، وكان ملوك مصر القديمة يستخدمونه فى الاحتفالات والطقوس الدينية.
يقول د. زاهى حواس عالم المصريات، إن الاحتفال بافتتاح طريق المواكب الملكية له مزايا عديدة، خاصة مع حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى له، حيث إنه دخل كل بيت فى العالم ورسالة من رئيس مصر أن بلدنا تصون آثارها واعتراف أنها لا تخص مصر فقط بل الإنسانية جمعاء، بالإضافة إلى أنه يعتبر أكبر مشروع أثرى فى القرن العشرين، ومحل فخر أنه تم بأيدى زملاء مصريين منهم الأثريون منصور بريك وصلاح الماسخ ومصطفى ومحمود مبروك الذين باشروا العمل فيه منذ عام 2005 وحتى 2011 ، كما عمل فيه أكثر من 30 أثرياً ومرمماً و500 عالم.. وأضاف د. زاهى أن الاحتفاء بالمشروعات الكبيرة مثل موكب المومياوات وطريق الكباش له فائدة عظيمة لجذب السياحة العالمية ، والمبالغ التى يتم صرفها فى الاحتفالات تعتبر دعاية تساوى الملايين لمصر، لأن كل العالم يراها ويعرف من خلالها قيمة مصر السياسية والأمنية والثقافية، خاصة مع الاهتمام الكبير الذى توليه الحكومة للمشروعات الأثرية فى كل أنحاء البلاد مثل القاهرة الخديوية والفاطمية والمتحف الكبير ومدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكلها تبين النهضة الأثرية.. وأوضح د. زاهى أن طريق الكباش بدأ تشييده فى عهد الملكة حتشبسوت حيث قامت ببناء 6 مقاصير واستراحات، وتعتبر الملكة الوحيدة التى قامت باستخدامه، وكل الأدلة من خلال مناظر عيد الأوبت على جدران معبد «توت عنخ آمون» تشير إلى أن موكب «آمون» و«موت» وابنهما «خنسو» مع الملك كان يتم كل عام فى الدولة الحديثة على طريق المواكب الملكية للاحتفال بالخصوبة وفيضان النيل.


بينما أكد د. محمد عبد البديع، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن الكشف عن الطريق لأول مرة كان فى 18 مارس عام 1949، وتم الكشف عن اول تمثال وبعض الأجزاء من تماثيل متفرقة على طول الطريق، وبدأت فكرة الكشف عن الطريق بالكامل لإيصال معبدى الكرنك والأقصر عام 2005، وتم العمل منذ حينها على إزالة الإشغالات والمناطق السكنية التى تقطعه، ثم توقف العمل لفترة، وبعدها تم استكماله مرة أخرى فى 2017 واستمر لهذا العام حتى افتتاحه.. وقال د. محمد إنه تم العثور على 157 تمثالا على الطريق، منها تماثيل كاملة وناقصة لا يوجد منها سوى قاعدتها فقط، ولكن باستكمال الحفائر الأثرية يمكن العثور على أجزاء أخرى منها، وأضاف أن الاحتفالة تبرز المقومات الأثرية للأقصر لأن طريق الكباش جزء من منظومة كبيرة مهمتها أن تظهر المدينة فى مظهر جديد، حيث تم العمل خلال 4 سنوات على قدم وساق فى المدينة بأكملها لتطوير المناطق الأثرية وخدماتها وإقامة الحفائر الأثرية وترميم معابد مثل إسنا ودندرة، وتطوير مركز الزوار بمعبد الكرنك، بالإضافة إلى التعاون مع المحافظة ووزارة التنمية المحلية لتطوير البازارات وطريق الكورنيش ووضع لوحات إرشادية فى كل مكان ولوحات المحلات لخدمة مشروع الهوية البصرية، بحيث يكون لها هوية موحدة، مضيفاً أن كل شيء أصبح متاحاً بطريقة سهلة وبسيطة للسائح، ويمكنه الحصول على المعلومات الأثرية وحتى الفيديوهات بطريقة ذكية من خلال «كيو آر كود».

 

 جانب من الاحتفال الأسطورى «لطريق الكباش»


يؤكد د. طارق توفيق، نائب رئيس الاتحاد الدولى لعلماء الآثار، أننا نشهد حاليا عصراً ذهبياً للآثار، حيث تقوم الدولة بالاهتمام وتمويل المشاريع التى كانت متعثرة لفترة طويلة وتنفيذها لتكون جاهزة بشكل لائق لحين عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية بعد انتهاء جائحة كورونا، مضيفاً أن افتتاح طريق المواكب الملكية ليس مشروعاً واحداً فقط، بل ثلاث حيث تم الكشف عنه بالكامل وترميمه وتأهيله للزيارة ليتواكب مع فكرة الرئيس عبد الفتاح السيسى فيما يتعلق بالهوية البصرية للأقصر.


وأشار د. طارق إلى أن الاحتفال بالطريق يقدم صورة متكاملة جميلة لجذب السائحين لزيارة مصر بعناصر وشكل وقصة جديدين، خاصة أن موكب المومياوات الملكية رغم أنه أقيم فى احتفالية إلا أنه كان يفرض نوعا من الهيبة الحزينة، لكن هذه المرة نحتفى بطريق احتفالات أى حدث مبهج ندعو من خلاله العالم للتعرف على الأقصر بثوبها الجديد، موضحاً أنها من المدن السديدة التى تسمح بتحويلها إلى متحف مفتوح بحيث يتحرك الزائر فى رحاب التاريخ المصرى القديم سواء على الضفة الشرقية أو الغربية للنيل التى يقع عليها كم هائل من الآثار الفريدة رائعة الحفظ.. وأضاف د. طارق أن الأقصر أصبحت بالفعل فى ثوب جديد، حيث تم تيسير العديد من الخدمات، مثل تطوير أماكن وصول المراكب النيلية بحيث توفر الراحة والوقت للسائح وتتم زيارته بشكل أسرع، بالإضافة إلى أعمال الترميم داخل الكرنك وتنظيف الأعمدة بأيد مصرية لتظهر ألوانها الطبيعية الزاهية، لنرى لأول مرة المعبد بالشكل الذى كان عليه فى عصر المصريين القدماء، الذى عبر تفكيره وحبه للحياة وسعيه للحياة الثانية بعد الموت..

وأوضح د. طارق أن الاحتفالات بالمشروعات الكبيرة يتم بثها عالمياً وبالتالى تضع مصر فى بؤرة اهتمام الزائر الأجنبى الذى أصبح لديه الكثير من الاختيارات كما تبرز له أن مصر مختلفة وفيها الكثير والجديد وتقدم خدمات متميزة للسائح، بالإضافة إلى أن لها أكثر من دور ورسالة، فهى من جهة تبعث رسالة أمن وطمأنينة ومن جهة أخرى تؤكد أن مصر اقتصادها مستقر وأعمال التشييد والبناء فيها ليست فى البنية التحتية الحديثة فقط ولكن فيما يتعلق بالآثار والتراث أيضاً، كما أنها تبعث رسالة ودعوة للعالم لزيارة مصر القديمة والحديثة والوجوه المصرية التى ستقودكم لمشاهدة بلدهم الجميلة.

اقرا ايضا | الإعلام الغربي يسلط الضوء على حفل «طريق الكباش».. ويشيد بجهود «السيسي»

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة